السرقات العلمية في جامعات السعودية لتحقيق التصنيف العالمي
النمو السريع في جامعات السعودية في التصنيفات العربية والدولية أثار تساؤلات وشكوك حول مدى واقعية وصحة هذا النمو. هل هذا النمو حقيقي أم أنه ناتج عن “سرقات علمية” من خلال شراء الأبحاث أو الباحثين؟
تقارير علمية تشير إلى أن الـ جامعات السعودية المتصدرة تعتمد على شراء الأبحاث من باحثين أجانب أو “شراء الباحثين أنفسهم” من خلال تغيير انتماءاتهم العلمية من جامعاتهم إلى الـ جامعات السعودية.
الانتماءات العلمية المزيفة
تغيير الانتماءات العلمية للباحثين ليس مقتصراً على السعودية فقط، بل أصبح ظاهرة في العالم العربي. أحد الأسباب الرئيسية لهذا التصرف هو سعي المسؤولين السعوديين لإظهار التقدم والتغيرات التي تحدث في البلاد ضمن رؤية 2030 لولي العهد محمد بن سلمان.
الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو شراء التصنيفات التي تؤثر بشكل كبير على تصنيف الجامعات. في السنوات الأخيرة، شهدنا أن جامعات الإمارات والسعودية تحصل على مراتب في التصنيفات الدولية.
بالإضافة إلى التصنيفات الأكثر شهرة مثل تصنيف شنغهاي وتصنيف Times Higher Education وتصنيف QS، تم إنشاء مركز جديد للتصنيف في السعودية والإمارات باسم مركز تصنيف الجامعات العالمية (CWUR).
التقارير العلمية والصحف الغربية كشفت أيضاً عن “أبحاث مزيفة” نُشرت من قبل أساتذة هذه الجامعات بواسطة “مصانع الأبحاث” التي تنتج وتبيع الأبحاث المفبركة للباحثين الذين يرغبون في تحقيق التفوق الأكاديمي.
تقارير تصنيفات الجامعات العربية و جامعات السعودية
وفقًا لأحدث تصنيف للجامعات في العالم العربي لعام 2024 من QS Quacquarelli Simonds، تصدرت الجامعات السعودية التصنيف. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن احتلت المركز الأول، وجامعة الملك سعود جاءت في المركز الثاني، وجامعة الملك عبدالعزيز في المركز الخامس.
في تصنيف QS لعام 2023، جاءت جامعة الملك عبدالعزيز في المركز 106 عالميًا.
التغييرات في تصنيف الجامعات السعودية ليست مقتصرة على العالم العربي، بل شهدت تغييرات عالمية أيضاً. مثلاً، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن احتلت المركز 180 عالميًا، وجامعة الملك عبدالعزيز جاءت في المركز 203.
تقارير الفساد العلمي
تقرير من شركة استشارية إسبانية “Series Academy” بعنوان “لعبة الانتماءات في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي السعودية” كشف عن السرقات العلمية والتلاعبات التي تقوم بها الجامعات السعودية.
التقرير أكد أن الجامعات السعودية تشجع الباحثين العالميين على تغيير انتماءاتهم العلمية مقابل رشوات مالية كبيرة ليعلنوا أن أبحاثهم سعودية.
عدد الباحثين الدوليين في الجامعات السعودية زاد من 27 في عام 2014 إلى 109 في عام 2022، ومعظمهم من إسبانيا، الصين، بريطانيا، ألمانيا والهند.
المصدر: رأي الخليج