الاخبار العاجلةسياسة

هذه نتائج تسليحهم.. رصاص المستوطنين يفتك بفلسطينيي الضفة ويهدد وجودهم

نابلس- استيقظ “أيهم حجة” فزعا من نومه وهرع إلى غرف أطفاله محاولا إبعادهم عن الرصاص الحي الذي اخترق نوافذ منزله وجدرانه، فوجدهم قد استيقظوا على هلع أكبر وخوف قض مضجعهم وجعلهم يبحثون بين أروقة البيت عن جدار أو أي من قطع الأثاث ليختبئوا خلفها، هربا من تلك الرصاصات القادمة من مستوطنة “حومش” الواقعة قرب منزلهم.

وتقع المستوطنة قرب قرية برقة شمال غرب نابلس شمال الضفة الغربية ويقطنها غلاة المستوطنين المتطرفين فوق أراضي المواطنين الفلسطينيين.

وهذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها المستوطنون النار تجاه منازل القرية، كما أنه ليس الاستهداف الأول لبيت حجة، مما شكل خطرا مضاعفا للفلسطينيين بفعل تزايد عمليات تسليح المستوطنين ومنح الآلاف منهم التراخيص لذلك خاصة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

منزل المواطن ايهم حجة الذي اخترقه رصاص المستوطنين- الضفة الغربية- نابلس- برقة- منزل المواطن ايهم حجة --الجزيرة نت6- الصورة من الضيف
منزل الفلسطيني أيهم حجة يتعرض باستمرار لرصاص المستوطنين (الجزيرة)

عنف شديد

وتجاوز عنف المستوطنين، اقتحام أراضي الفلسطينيين ومنازلهم وحرقها وممتلكاتهم، إلى اعتراض طرقهم ورشق مركباتهم بالحجارة، وصولا إلى استهدافهم من بعيد بإطلاق النار عليهم من داخل المستوطنات.

ولحسن الحظ لم تصب الرصاصات الـ14 -التي اخترقت المنزل من كل جوانبه- أيا من أفراد عائلة أيهم الستة، فقد اتخذوا ساترا خلف أحد الجدران العريضة الداخلية والبعيدة عن النوافذ، متنبهين من استهداف سابق لهم بالرصاص لا يقل خطورة عن الاعتداء الأخير.

وحزنا على منزله الجديد الذي أفنى عمرا في بنائه، يقول أيهم -للجزيرة نت- إنهم أصبحوا بمرمى نيران المستوطنين، وإن بيتهم يبعد 300 متر عن المستوطنة، وأصيب أطفاله بالأرق ويعيشون حالة هستيريا مستمرة وخوفا مع كل اقتحام ينفذه جيش الاحتلال للقرية وكل طلقة نار تخرج من المستوطنة.

وهجر المواطن الطابق العلوي من منزله وأصبح “مقيد الحركة فيه بنسبة 100%” حسب وصفه، ويضيف أنهم يتحركون بحذر داخله وخارجه لا سيما سطحه، لأن حارس أمن المستوطنة يطلق الكشافات الضوئية والليزر مع كل حركة يقومون بها.

وأخطر ما بات يفكر به أيهم هو “اللجوء الإنساني”، كما يقول، خاصة إذا ما زاد الوضع سوءا، ويؤكد “نكافح للبقاء والصمود في أرضنا حتى إزالة الاحتلال، لكن القلق يشوب حياتنا ونحن مقيدون داخل منزلنا، أريد إنقاذ أطفالي، وهذا ليس انهزاما، لكني فقدت الأمان في بيتي”.

رعب المستوطنين

وتُظهر بيانات قسم ترخيص الأسلحة النارية، بوزارة الأمن الإسرائيلية، أنه منذ اندلاع الحرب على غزة وحتى نهاية مايو/ أيار الماضي، تم تقديم أكثر من 320 ألف طلب للحصول على تراخيص حمل السلاح. وتم منح 130 ألف تصريح للإسرائيليين المتقدمين، بمن فيهم من يسكن في المستوطنات بالضفة الغربية.

ومثل برقة، تعيش سبسطية المجاورة تحت رعب المستوطنين وزخات رصاصهم في مستوطنة “شافي شمرون” المقامة على أراضي الفلسطينيين، وأصبحوا يتحركون بكامل سلاحهم وعتادهم العسكري بين المستوطنتين.

وخلال أقل من شهرين، يقول محمد عازم رئيس بلدية سبسطية إن نحو 7 منازل تعرضت لإطلاق نار وأصابها الرصاص بشكل مباشر، مما نغص حياة سكانها الذين أصبحوا في مرمى نيران المستوطنين وعلى بعد أمتار منه وتُرصد تحركاتهم داخل منازلهم.

عاطف دغلس-مستوطنة شافي حيث يطلق المستوطنون النار تجاه منازل المواطنين في بلدة سبسيطة- الضفة الغربية- نابلس- سبسطية- الجزيرة نت4
مستوطنة “شافي شمرون” حيث يطلق سكانها النار تجاه منازل المواطنين في سبسطية (الجزيرة)

ويضيف المتحدث ذاته، للجزيرة نت، أنهم أصبحوا يعيشون مخاطر “تسلح المستوطنين” واقعا، وأن الأمر تجاوز المظاهر والاستعراض إلى إطلاق النار المباشر، والأخطر أنهم أصبحوا يفرضون نهجا عبر هذا السلاح.

وبحسب عازم، فإن حارس مستوطنة “شافي شمرون” لا يطلق النار من بعيد ويرهب السكان ويعتدي عليهم فقط، بل صار يقتحم القرية -وخاصة منطقتها الأثرية يوميا- ويتجول بسيارته وسلاحه “وكأنه أحد أصحابها”. ويَعدّ ذلك سياسة ممنهجة لإرهاب المواطنين وقتلهم، وسعيا لتهجيرهم وإفراغ الأرض من أصحابها.

عاطف دغلس- جانب من قرية برقة وبالاعلي المستوطنين في حومش حيث يطلقون النيران وب منازل المواطنين- الضفة الغربية- نابلس- برقة- الجزيرة نت5
المستوطنون يطلقون النيران على منازل الفلسطينيين في برقة (الجزيرة)

هدف معلن

ووفق هيئة الجدار والاستيطان (جهة رسمية) قتل المستوطنون بسلاحهم الشخصي بعد “طوفان الأقصى” 17 فلسطينيا في مناطق متفرقة من الضفة، بعد مهاجمتهم في أراضيهم وقراهم. كما شنوا -رفقة جنود الاحتلال- 1127 اعتداء خلال مايو/أيار الماضي، منها 221 اعتداء للمستوطنين فقط.

وبرأي عبد الله أبو رحمة مسؤول العمل الجماهيري بهيئة الجدار والاستيطان، فإن ما يجري متفق عليه بين وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي يعمل على تهجير الفلسطينيين من الضفة، ووزير الأمن إيتمار بن غفير الذي سلَّح آلاف المستوطنين ومهد لهم الطريق لقتل المواطنين الفلسطينيين.

ويؤكد أبو رحمة -للجزيرة نت- أن هدف المستوطنين صار معلنا، وهو ترويع الناس وتخويفهم لإجبارهم على ترك أرضهم وبلدهم، أو قتلهم.

وحسب تقديرات لجنة الأمن في الكنيست، نشرها موقع “شومريم” (المراقبين) الإسرائيلي مطلع يوليو/تموز 2022، فإنه وحتى عام 2021، كانت توجد 150 ألف قطعة سلاح بيد قرابة 750 ألف مستوطن بالضفة والقدس. وارتفعت عام 2023 حسب ما كان متوقعا إلى أكثر من 165 ألفا.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى