الاخبار العاجلةسياسة

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟

في 15 يوليو/تموز الجاري، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة بنقص في الدبابات التي يحتاجها بعد عطب العديد منها بسبب الحرب في قطاع غزة. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية هذا الاعتراف من رد الجيش أمام المحكمة العليا الإسرائيلية في سياق قرار رئيس الأركان الإسرائيلي تأجيل دمج الضابطات في تشكيل المدرعات حتى نهاية 2025 بسبب النقص الكبير في الذخيرة والدبابات.

يأتي هذا الخبر البالغ الأهمية في سياق أشارت فيه الصحيفة إلى عدم كفاءة الكثير من الدبابات الإسرائيلية، فقد عطلتها ضربات المقاومة في قطاع غزة، بحيث لا يمكن استخدامها حتى للتدريب، كما لا يُتوقع أن تتم إضافة دبابات جديدة إلى سلاح المدرعات في أي وقت قريب.

اقرأ أيضا

list of 2 items

list 1 of 2

غادي آيزنكوت.. مهندس عقيدة التدمير والعقاب الجماعي في جيش الاحتلال

list 2 of 2

“أسود البشرة لا يكتئب”.. كيف استخدم الرجل الأبيض الطب النفسي ضد المستضعفين؟

end of list

يحدث كل ذلك في وقت تتزايد فيه الأحاديث الإسرائيلية عن أن الجيش قد بات “قريبا جدا” من الإعلان عن انتهاء عملياته العسكرية في رفح وسحب قواته والانتقال إلى ما يطلق عليها “المرحلة الثالثة” من الحرب. وفي هذه المرحلة تترك القوات الإسرائيلية نمط القتال المستمر على جميع الجبهات، وتنفذ من حين إلى آخر ضربات خاطفة على مواقع بعينها بحسب الحاجة العسكرية لذلك.

لكن هل يعد ذلك انتصارا؟ وكيف يمكن أن تعلن تل أبيب انتصارا في وقت تستمر فيه عمليات فصائل المقاومة، بل تبدو في بعض الأحيان في كامل لياقتها، إلى حد أن عملياتها قد تزيد كمًا ونوعا طبقا لحاجة الميدان، كما لا تزال قادرة على استهداف جنود الجيش الإسرائيلي بالكمائن والقنص وغيرهما من التكتيكات؟

 

حرب ليست كالحرب

مشاهد من استهداف جنود العدو وتدمير آلياته المتوغلة في محاور مدينة غزة المصدر:حساب القسام على تليغرام https://t.me/qassambrigades/29752
تستغل القوة غير النظامية حجمها الأصغر وقدرة مقاتليها على الحركة ومعرفتهم بالتضاريس للحفاظ على صراع طويل الأمد يضعف عزيمة الجيش التقليدي (مواقع التواصل)

كانت المشكلة الرئيسية التي تقض مضاجع جنرالات الحرب الإسرائيليين خلال 9 شهور هي كيفية إعلان نهاية الحرب بالانتصار، أو بشيء أشبه بالانتصار يمكن لوسائل الإعلام العالمية تناقله من دون أن تنسحق صورة إسرائيل، خاصة في ظل ما يعرفه الجميع بأنه لا يوجد انتصار في هذه النوعية من الحروب، أو كما قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر ذات مرة عام 1969 “يخسر الجيش التقليدي إذا لم ينتصر، ويفوز رجل حرب العصابات إذا لم يخسر”.

ويعني كيسنجر بقوله هذا أن المصالح الخاصة بكل طرف في هذا النوع من الحروب التي تستخدم فيها عمليات وتكتيكات غير نظامية تختلف بشكل جذري، فهدف القوات غير النظامية هو البقاء والاستمرار في المعركة، ومن خلال الاستمرار في القتال وتجنب الهزيمة الحاسمة والحفاظ على القدرة على الضرب يمكنها تحقيق أهدافها.

وفي هذا السياق، تستغل القوة غير النظامية حجمها الأصغر وقدرة مقاتليها على الحركة ومعرفتهم بالتضاريس للحفاظ على صراع طويل الأمد يضعف عزيمة الجيش التقليدي ويمتص قدراته التقنية ويستهلكها إلى أقصى حد، وفي النهاية يقوض دعمه السياسي.

أما بالنسبة للجيوش التقليدية فإنها مكلفة عادة بتحقيق نصر واضح وحاسم، وغالبا ما يتعرض قادتها لضغوط هائلة لإظهار نتائج ملموسة، مثل هزيمة القوات التي تواجهها في المعركة أو تأمين الأراضي أو إعادة الأسرى، ومن الممكن أن يُنظر إلى الفشل في تحقيق هذه الأهداف في الوقت المناسب على أنه خسارة عسكرية وسياسية. ومع إطالة أمد الوضع السياسي المأزوم ستُجبَر هذه الجيوش على الانسحاب دون تحقيق النصر الحاسم.

يمكن لهذا النموذج أن يتحقق في الحرب الدائرة الحالية على غزة، فلو تأملنا الأهداف الإسرائيلية المعلنة مسبقا، وهي القضاء على حماس وتخليص الأسرى والسيطرة على غزة، لوجدنا أن جميعها لم يقترب بعد من التحقق، بل إن الاحتلال أعاد أكثر من مرة صياغة أهدافه داخل غزة لتتناسب مع الصعوبات التي واجهها نتيجة استبسال المقاومة في صد الاجتياح البري.

أضف إلى ذلك الاضطراب السياسي غير المسبوق في إسرائيل، كما أن المظاهرات التي انطلقت في كل أنحاء العالم تنديدا بحرب الإبادة على الأبرياء، جعلت الدعم العالمي للاحتلال في تناقص.

لكن هنا يحق لنا أن نسأل: كيف أمكن للمقاومة، الأقل من حيث العدد والعدّة أن تصل بالمعركة إلى هذا المستوى الذي يعترف معه أحد أقوى الجيوش النظامية -بالمقاييس النظرية لقوة الجيوش- في العالم بنقص في دباباته؟ والدبابات سلاح ثقيل يمثل مصدر تفوق أمام القوى الصغيرة في المعارك، كما أن المعركة مستمرة منذ 9 شهور، يقاتل فيها المقاومون في ظل حصار خانق، لا يحرمهم المدد والسلاح فحسب، بل الماء والطعام والدواء والسكن. وكيف أمكن لفصائل لمقاومة أصلا أن تستمر في عملياتها أمام جيش بهذا الحجم وبهذه القوة؟

 

عملية مستدامة

على الرغم من أن الجيش المقاوم يكون صغير الحجم مقارنة بالجيش النظامي فإنه يتمكن من الصمود لفترات أطول، خاصة أن معظم هجماته تكون ضمن عمليات كر وفر (مواقع التواصل)

للإجابة عن هذا السؤال، نحتاج إلى تأمل بعض خصائص الحرب غير النظامية.

ففي هذا النوع من المعارك، تبرز القدرة على الصمود لفترات طويلة كأحد أهم عوامل النجاح في إدارتها. فيمكن للقوات الأصغر حجما والأقل تجهيزا بناء تكتيكات فعالة بموارد أقل، تستطيع عبرها استنزاف الخصم الذي يمتلك قدرًا هائلا من الموارد التي لا تنقطع، مما يجعلها قادرة على الصمود لمدة طويلة.

وعلى سبيل المثال، استخدم المقاتلون الفيتناميون (الفيت كونغ) عنصر الوقت المزعج للقوات الكبيرة، مع التكتيكات غير النظامية بشكل فعال لتحقيق أهدافهم الإستراتيجية في نهاية المطاف، وهي رحيل القوات الأميركية في السبعينيات من القرن الماضي، فقامت مجموعات صغيرة من القوات بنصب كمائن للدوريات والقوافل الأميركية تسببت في وقوع إصابات وخلقت شعورا بعدم الأمان، إلى جانب استهداف القناصة للأفراد ذوي الرتب العليا في الجيش الأميركي (الضباط الكبار مثلا)، مما أدى إلى إضعاف معنويات الأميركيين وتعطيل عملياتهم.

ومثلما نرى الآن في حالة المقاومة الفلسطينية، استخدمت قوات “الفيت كونغ” العبوات الناسفة التي يسهل تصنيعها من مكونات محلية رخيصة الثمن، وتتسبب في حال نجاح كمائنها في وقوع إصابات وأضرار كبيرة، مما أدى إلى إبطاء تحركات الجنود الأميركيين وقوافل القطع العسكرية الثقيلة، وخلق توتر مستمر حول تحركاتهم.

المرونة سلاح قاتل يجعل من المقاوم يتصف بصفة شبيهة بالماء، الذي إذا وضعته في أي إناء اتخذ شكله. خذ مثلا عصي البونجي، وهي عصيّ صغيرة مصنوعة من الخشب أو الخيزران (من نباتات تتوفر بكثرة في البيئة الفيتنامية) تم شحذها وتسخينها، ثم وضعت في الطرق التي سار فيها الجنود الأميركيون أو في حفر أشبه بفخاخ، ما إن يقع الجندي بقدميه في واحد منها حتى تصيبه بشكل يمنعه من استكمال طريقه.

اقرأ ايضاً
السعودية: تحقيق في حادثة دار التربية بمنطقة عسير
Punji sticks used during the Vietnam War, photo from 1966الأرشيف الوطني في كوليدج بارك
عصي البونجي التي استخدمها الفيتناميون (الأرشيف الوطني في كوليدج بارك)

وفي هذا الظرف، يستفيد الطرف “الأضعف” في الحرب غير النظامية بشكل كبير من إمكانيات البيئة المتاحة، ولأن تكتيكاتها عادة ما تتطلب تدريبا بسيطا وعددا صغيرا من المقاتلين، فإن هناك عددا لا نهائيًّا من الاحتمالات لتنفيذها. وعلى الرغم من أن الجيش المقاوم عادة ما يكون قليل العدد مقارنة بالجيش النظامي، فإنه يتمكن من الصمود لمدد أطول، خاصة أن معظم هجماته تكون ضمن عمليات كر وفر، والتفرق بسرعة بعد الهجوم، مما يجعل من الصعب على القوات التقليدية الاشتباك مع مقاتليه.

 

حرب متنقلة

ما قامت به قوات “الفيت كونغ” ليس إلا مثالا واحدا على إستراتيجية نجحت عسكريا في أكثر من مكان، وفصائل المقاومة الفلسطينية تستخدم النمط نفسه من الحرب، فمثلا تركز عمليات المقاومة على نمط قتالي متنقل، وهو عنصر أساسي في تكتيكات الحرب غير النظامية، والتي تركز على المرونة والسرعة وعنصر المفاجأة.

تتكون المقاومة عادة من وحدات صغيرة عالية المرونة وسهلة الحركة. وتسمح هذه المرونة لتشكيلاتها باستغلال نقاط الضعف في خطوط الجيش النظامي وتجنب الاشتباكات الواسعة النطاق، فربما يكون جنود المقاومة في وضع غير موات بسبب التفوق التقني للاحتلال، وإلى جانب ذلك يمكن للمقاتلين التحرك بسرعة عبر المناطق الحضرية (المباني والشوارع في غزة)، التي تعد من ناحية عسكرية تضاريس صعبة بالنسبة للقوات التقليدية، فمن مبادئ المقاومة المحترفة التشكلُ بملامح بيئتها، والتمادي في تضاريسها ودروبها، وكما يُقال فالأرض تقاتل مع أصحابها.

في حالة وجود فارق كبير في العتاد تقوم القوات المقاومة بنقل موضع المعارك باستمرار وتجنب المواجهات المباشرة قدر الإمكان مع الجيش النظامي.
(الجزيرة)

هذا النوع من المرونة القتالية لا يعطي الجيش النظامي فرصة للإمساك بالمقاوم بسهولة. فإذا تمكن جيش الاحتلال من الانتصار في معركة هنا أو هناك، فلا يعني بالضرورة أن حصيلة الخسائر التي تكبدتها المقاومة تكون مرتفعة أو ذات أثر على موازين سير الحرب. وفي الوقت ذاته، تظل هناك فرصة للثأر وتعويض الخسارة في عشرات المعارك الصغيرة. مثلًا، إذا تمكن الإسرائيليون من السيطرة على منطقة ما، تظهر المقاومة في منطقة أخرى لتزيد من وتيرة هجماتها لتخفف عن المنطقة التي يشتعل فيها القتال.

في هذا السياق تحديدًا تأتي استثنائية خبر العجز في الدبابات الإسرائيلية. فقد عملت المقاومة منذ اليوم الأول على انتقاء أسلحة رخيصة نسبيا لكنها فعالة في سياق معارك الدبابات. استخدمت المجموعات التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس أسلحة مثل صواريخ “الياسين 105″ و”الكورنيت” و”السهم الأحمر” وغيرها. ويمكن عبر إعادة التموضع أكثر من مرة واستغلال الأنفاق والتضاريس الحضرية لفرق صغيرة العدد مباغتة تشكيلات الدبابات من مسافة قريبة، وإن لم ينجح مقاتلو المقاومة في تدمير هذه المدرعات والدبابات تماما، فإنهم -على الأقل- سيعطلونها عن العمل.

ثم مع استمرار العمل شهرًا بعد شهر، ومع ارتفاع وتيرة استهداف الدبابات الإسرائيلية من قبل المقاومة الفلسطينية، وبالتبعية زيادة خبرات مقاتليهم بنقاط ضعفها وقوتها، جاءت النتيجة باعتراف من جيش الاحتلال: نواجه مشكلات في العدة والعتاد بسبب ضغط المقاومة العسكري. وهنا يتحقق العنصر المهم في هذه الحرب، وهو استنزاف قوى الجيش الإسرائيلي بضربات صغيرة متتالية تتراكم مع الزمن لتترك ضررا ثقيلا لا يمكن جبره.

 

“لن تنتصر إسرائيل”

في النهاية، فإن القوة الأضعف من ناحية العدد والعتاد تعمل على إيجاد أقصى قدر من حرية الحركة لجيشها، مع تضييق هامش الحركة بالنسبة للخصم، حيث تضعه في سياق من الإجهاد المادي والمعنوي، وفي هذه الأحوال يكون مجرد البقاء في صراع طويل الأمد مكلفا للغاية بالنسبة للجيش النظامي من النواحي العسكرية والاقتصادية والسياسية، فطول الزمن لا يخترق المعنويات فقط، بل يلتهم رقائق فولاذ العتاد.

أضف إلى ذلك أن طول مدة الحرب يقضم أي شرعية قانونية مدّعاة أو دعاية أخلاقية معلنة تصاحب الهجمات، وحرب الاتحاد السوفياتي في أفغانستان وحروب الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان أمثلةٌ تدعم هذه النقطة. نعم حسمت المعارك الأولية في هذه الحروب بناء على المتوقع من فارق القوة العسكرية، لكن مع استمرار الصراعات زادت تكاليف الحرب من كل النواحي -بما في ذلك الجانب الإعلامي- وأدى ذلك إلى قلق سياسي أصبحت فيه القرارات السياسية موضع تساؤل داخليا ودوليا.

لا يمكن للجيوش النظامية الانتصار في حرب غير نظامية، فكل ما تحتاجه القوة غير النظامية هو قلب البيئة العملياتية إلى نقاط قوة بالنسبة لها، لم ينجح هذا في غزة فقط بل في كل العمليات من هذا النوع حول العالم تقريبا. ففي أفغانستان تمكّنت القوات غير النظامية التي واجهت الجيش الأميركي من اكتشاف هذه الفكرة بسهولة.

وبالتالي فقد حددت متغيرات المعارك ووضعت جيش الولايات المتحدة الفائق القوة في موقف دفاعي فقط عبر كمائن بسيطة وأسلحة خفيفة وعبوات ناسفة رخيصة الثمن بسيطة الصنع. ولا تزال هذه المشكلة إلى الآن تؤرق الباحثين، وتصدر -في محاولة لحلها- دراسات عدة سنويا. فما بالك ببقية التكتيكات المستخدمة في هذا النوع من الحروب؟

An Israeli army 155 mm mobile artillery piece fires into southern Lebanon from a position on the frontier in Zaura July 13, 2006. Israel struck Beirut airport and Hizbollah's television station on Thursday and killed 22 civilians in raids on south Lebanon, intensifying its reprisals after Hizbollah captured two Israeli soldiers and killed eight. REUTERS/Yonathan Weitzman (ISRAEL)
الاحتلال مازال يفضل العمليات الفورية السريعة المكلفة في مواجهة ما يظن أنها مجموعات متفرقة من المقاومين يمكن القضاء عليهم بسهولة (رويترز)

ففي أكتوبر/تشرين الأول 2020، أعلن الجيش الأميركي أنه سيحل مجموعة الحرب غير المتكافئة المنضوية داخل قواته المسلحة والتي تأسست في عام 2003 لمواجهة أساليب القوات غير النظامية الأفغانية.

قدمت هذه المجموعة حلولا وقتية لتجنب استنزاف الهجمات المفاجئة التي مثلت تحديا كبيرا للأهداف الإستراتيجية للحملة الأميركية في أفغانستان، لكن لم تكن الاستجابات المقدمة من الوحدة الأميركية فعالة، ولم يكن لها أثر ناجع على المدى الطويل، حيث كان المقاومون دائمًا أقدر على إيجاد طرق ملتوية وذكية لتنفيذ مهامهم.

وبحسب دانييل ريجز، وهو ضابط سابق ومحلل عسكري أميركي حاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من كلية لندن للاقتصاد، فإن طريقة تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع الحرب غير النظامية كانت استخدام التكتيكات الباهظة التكاليف، وقد ظلّ المقاومون يكتشفونها ويفككون ألغازها.

في حالة العبوات الناسفة، على سبيل المثال، واجهت الولايات المتحدة العبوات الناسفة من خلال عدد لا يحصى من أساليب المكافحة الباهظة الثمن. كان ذلك خاطئًا تماما، بحسب ريجز، لأنه كلف الولايات المتحدة أكثر مما كلف الخصوم في العراق مثلا، وبالتالي تحقق مراد الخصوم الذي رفع منسوب الاستنزاف المالي والنفسي للأميركيين.

وفصائل المقاومة في غزة اليوم ليست جيوشا نظامية، بل هي منظومة عسكرية مختلفة عما تعهده الجيوش. فهي تنتهج إستراتيجية مرنة تبني نفسها على بيئة المعركة ومتغيراتها أولا بأول. أما إسرائيل، على الجانب الآخر، فيتبع جيشها الطرق نفسها التي تنتهجها الجيوش النظامية في معاركها ضد نظرائها من الجيوش النظامية، على أمل التعامل مع معضلات غير نظامية.

هذا النهج لا يزيد الأزمات إلا تعقيدا، وهو تعقيد يصب في صالح المقاومة في نهاية المطاف، التي تستمر في التعلم والتطور منذ بدأت مسيرتها قبل عدة عقود وإلى الآن، ولا يبدو أن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يمكنه أن يوقفها في المدى المنظور.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى