غارديان: التصفيق لنتنياهو في الكونغرس لا يفيد إسرائيل
قالت صحيفة “غارديان” البريطانية إن التصفيق القوي الذي تلقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن هذا الأسبوع، في أول رحلة له إلى الخارج منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)) على غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان أجوفا حتى بالنسبة إليه نفسه.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها أن السبب في أن هذه الزيارة غير مفيدة لا يعود فقط إلى تشتت انتباه الطبقة السياسية الأميركية بسبب تخلي الرئيس جو بايدن عن محاولة إعادة انتخابه، وصعود نائبته كامالا هاريس، بل إلى فظائع الحرب في غزة وسلوك نتنياهو وهي أمور تحفز التحولات في سياسات الدول الأخرى تجاه إسرائيل.
وأشارت غارديان إلى مقاطعة ما يقرب من نصف الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ خطاب نتنياهو، وذهاب كثيرين منهم للقاء أقارب المحتجزين الإسرائيليين، الذين يشعرون بالغضب لفشل حكومتهم في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، كما أشارت إلى وصف رئيسة مجلس النواب السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي خطابه بأنه الأسوأ إلى حد بعيد من قبل أي شخصية أجنبية في مبنى الكابيتول.
وعلقت غارديان بأن تدني شعبية نتنياهو داخل إسرائيل أمر عادي، لكن في الخارج، يتسبب سلوكه بحدوث تحول حاسم في المواقف تجاه إسرائيل، حتى داخل أقوى حليف له –الولايات المتحدة-، مضيفة أنه يتحمل الكثير من المسؤولية في ذلك.
لا يبحث عن مخرج
وقالت أيضا إن هناك فهم متزايد بأن نتنياهو لا يبحث عن مخرج من كارثة غزة كما يزعم، وكما يرغب البيت الأبيض، لكنه يعمل على إطالة أمد الحرب، وأن جذور هذه الكارثة تسبق هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وسردت الصحيفة الأحداث المهمة التي تظهر أن إسرائيل تخسر باستمرار، ومن ذلك تقديم محكمة العدل الدولية هذا الشهر لائحة اتهام دامغة لاحتلالها للأراضي الفلسطينية وانتهاكاتها المتعددة للقانون الدولي، وما يترتب على ذلك من أضرار بها.
ومنها أيضا دعوة أستراليا ونيوزيلندا وكندا أمس إسرائيل للرد على حكم محكمة العدل الدولية، ولوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإبداء مرشحة الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الأميركية كمالا هاريس ملاحظة مختلفة تماما عن موقف الرئيس جو بايدن، مشددة على أنها لن تسكت عن معاناة الفلسطينيين في غزة، فضلا عن استئناف الحكومة البريطانية تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، لتحذو حذو دول أخرى بذلك، وتأكيدها أنها أسقطت معارضتها لـ المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف دولية بحق نتنياهو بسبب ارتكابه جرائم حرب، وتفكيرها في التخلي عن توريد الأسلحة إلى إسرائيل.