أرشاد نديم.. تدرب برمح خشبي في الحقول ومنح باكستان ذهبية أولمبية تاريخية
انطلقت احتفالات عارمة في مسقط رأس أرشاد نديم بعدما منح باكستان أول ذهبية أولمبية في ألعاب القوى بفوزه بلقب رمي الرمح متفوقا على الهندي نيراج شوبرا حامل اللقب بأولمبياد باريس 2024.
وما يزيد من خصوصية الفوز الذي حققه نديم أمس الخميس هو أصوله البسيطة، إذ نشأ في بيت تأسس من الطوب اللبن في إحدى القرى الفقيرة في الريف الباكستاني، حيث تدرب في حقول القمح باستخدام رمح بدائي.
اقرأ أيضا
list of 2 items
موعد وفقرات حفل ختام أولمبياد باريس والقنوات الناقلة
ديلا فوينتي يطالب باحترام الكرة الإسبانية بعد الفوز بالذهبية
end of list
وأثار نبأ فوز نديم، الذي وصل باكستان في وقت متأخر من الليل، فرحة مواطنيه وتدفقت رسائل التهنئة من قادة البلاد واحتفالات كبيرة في قريته ميان تشانو التي عادة ما تكون هادئة.
وقال شقيقه الأكبر شاهد نديم لرويترز الجمعة “لم نتمكن من النوم منذ الليلة الماضية بسبب الزيارات المستمرة من الأقارب ووسائل الإعلام والأصدقاء والجماهير وموظفي الحكومة لتهنئة العائلة”.
وتخصص باكستان غالبية تمويلها المحدود الخاص بالرياضة إلى ألعاب جماعية مثل الكريكت والهوكي.
وقال نديم، الذي شبه نزاله الأولمبي أمام شوبرا بمواجهات منتخبي البلدين في الكريكت، في السابق إن من الصعب ممارسة رياضة بخلاف الكريكت في باكستان، حيث لا توجد الموارد الكافية أو المنشآت لممارسة رياضته.
لكن رميته لمسافة 82.97 مترا في باريس، والتي حطمت الرقم القياسي الأولمبي، منحت باكستان أول ميدالية أولمبية منذ أولمبياد برشلونة 1992 وأول ذهبية منذ أولمبياد لوس أنجلوس 1984.
“رمح خشبي”
وكتب نديم عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي “هذه الميدالية هدية مني للبلد بأسره بمناسبة يوم الاستقلال (الموافق يوم 14 أغسطس/آب)”.
وينحدر نديم (27 عاما)، المتزوج وله طفلان، من أسرة فقيرة تضم 8 أطفال في منطقة خانوال بوسط باكستان حيث بدأ حلمه الأولمبي.
كانت منطقته تعاني من نقص إمدادات المياه والكهرباء، ناهيك عن المرافق الرياضية المناسبة للتدرب.
وقال شقيقه “في البداية، صنع رماحا منزلية باستخدام أغصان الشجر وزودها بأطراف حديدية. كانت الحقول في قريتنا بمثابة ملاعب التدريب”.
وتحسن الوضع عندما انضم نديم إلى شركة الكهرباء المحلية التي كانت تمتلك مرافق رياضية خاصة بها.
وقالت والدته ريزيا بارفين لرويترز عبر الهاتف إنه كان يتدرب برماح دون المستوى حتى قبل أشهر من أولمبياد باريس حينما وافقت الحكومة الباكستانية على طلبه وتدخلت لتحسين الوضع، ومنحته 3 رماح مطابقة للمعايير الدولية من جنوب أفريقيا.
وأعلنت مريم نواز رئيسة وزراء إقليم بنجاب، حيث ينتمي ناديم، تخصيص 100 مليون روبيه (359 ألفا و195 دولارا) جائزة مالية على ما وصفته بأنه “عمل شاق”.