جاء هجوم حزب الله على اسرائيل انتقاماً لاغتيال فؤاد شكر وتمهيداً لهجوم ايران القادم الذي سيتم هذا الاسبوع. اليكم تحليلاً شاملاً.
حزب الله لبنان أصدر صباح اليوم بيانًا أعلن فيه عن بدء المرحلة الأولى من الرد على اغتيال الشهيد فؤاد شكر، القائد البارز في صفوفه، في ضاحية بيروت على يد الكيان الصهيوني. وقد تضمن الرد إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار.
في البيان، ذكر حزب الله أنه تم استهداف ما لا يقل عن 11 قاعدة للجيش الصهيوني في شمال الأراضي المحتلة ومنطقة الجولان المحتلة.
ميرون؛ 2- ناوي زيف؛ 3- زعتون؛ 4- الزاعورة؛ 5- السهل؛ 6- كيلع في الجولان السوري المحتل؛ 7- يو اف في الجولان السوري المحتل؛ 8- نفح في الجولان السوري المحتل؛ 9- يردن في الجولان السوري المحتل؛ 10- عين زي تيم؛ و 11- راموت نفتالي.
حزب الله لبنان أعلن في بيان أن المرحلة الأولى من العملية قد انتهت بنجاح تام، وكانت هذه المرحلة قد استهدفت المعسكرات والمراكز العسكرية الإسرائيلية حتى تتمكن الطائرات بدون طيار الهجومية من الوصول إلى الهدف المقصود في عمق الكيان الصهيوني، وقد عبرت الطائرات بدون طيار وفقًا للخطة.
وأضاف البيان أن عدد الصواريخ التي أطلقت حتى الآن في هجوم حزب الله على اسرائيل بلغ أكثر من 320 صاروخًا، والمراكز التي تم استهدافها هي: قاعدة ميرون، نافي زيف، زعتون، الزاعورة، السهل، كيلع، يو اف، يردن، ونفح في الجولان المحتل، وقواعد عين زي تيم وراموت نفتالي.
وأضاف حزب الله أن تفاصيل أكثر حول العملية العسكرية ستُعلن في البيانات اللاحقة.
أعلنت وسائل الإعلام اللبنانية أن نطاق المرحلة الأولى من هجوم حزب الله على اسرائيل شمل 1500 كيلومتر مربع من المناطق الشمالية للأراضي المحتلة.
وقالت قناة الميادين، استنادًا إلى معلوماتها الموثوقة، إن المرحلة الأولى من عملية حزب الله لبنان في ردها على اغتيال الشهيد “فؤاد شكر” كانت ناجحة تمامًا ونُفذت بأعلى درجات الدقة.
وفي هذا السياق، أجرى مراسل تابناك حوارًا مع البروفيسور نادر انتصار، رئيس كلية العلوم السياسية بجامعة ألاباما الأمريكية، وفيما يلي نص الحوار.
كتاب “سياسة الأكراد في الشرق الأوسط” هو أحد الأعمال المعروفة لانتصار، والذي يحلل الأبعاد السياسية والاجتماعية لدمج الأكراد في التيار الرئيسي للحياة السياسية والاجتماعية في إيران والعراق وتركيا.
- حزب الله لبنان في عملية انتقامية استهدف مواقع الجيش الإسرائيلي بمئات الصواريخ والطائرات بدون طيار. ما أهمية هذه العملية؟
ان هجوم حزب الله على اسرائيل هذا ليس الأول كما يعلم الجميع، ففي الماضي، قام الحزب مرارًا بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ والطائرات بدون طيار. لكن العملية الانتقامية الأخيرة لحزب الله استهدفت عدة مواقع مهمة للجيش الإسرائيلي لأول مرة، والتي كانت إسرائيل تعتبر بعضها غير قابلة للاختراق. أهمية العملية الأخيرة لحزب الله لبنان كانت في أنها تحدت هذه الفكرة الإسرائيلية.
- حزب الله نفذ هذه العملية بهذا الحجم والاتساع بشكل مستقل. من حيث الردع، ما هي الرسالة التي أرسلها هذا إلى إسرائيل؟
إسرائيل تدرك أن حزب الله اليوم ليس هو حزب الله الذي كان قبل سنوات، ويمكنه تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق بشكل مستقل في عمق إسرائيل. هذه هي الرسالة الأهم التي أرسلها حزب الله من حيث الردع إلى الحكومة والجيش الإسرائيلي. على الرغم من أن إسرائيل ردت بإرسال 100 طائرة حربية وقصف مواقع حزب الله في لبنان.
- وفقًا لما أعلنه حزب الله، فإن هذه العملية هي المرحلة الأولى من العملية الانتقامية رداً على اغتيال فؤاد شكر القائد البارز فيه. هل تعتقد أن المراحل التالية ستكون بنفس الحجم والاتساع؟ ومتى قد تحدث؟
من الصعب التكهن بموعد أو حجم وامتداد العمليات المستقبلية لحزب الله. لكن الأدلة تشير إلى أن العملية التالية ستكون هجومًا مفاجئًا. حزب الله يدرك جيدًا أهمية الجانب النفسي لحربه ضد إسرائيل.
- هل من الممكن أن تتبع عملية حزب الله هذه عملية انتقامية من إيران ضد إسرائيل أيضًا؟
ان موعد الرد الايراني على اغتيال اسماعيل هنية سيكون نهاية هذا الاسبوع، وذلك لأن اسباب الانتظار قد زالت.
ان اسباب عدم رد ايران على اغتيال هنية في طهران هي ما يلي
- مناسك الاربعين: ان ايران تصرف الكثير من المال سنوياً لمسيرة الاربعين ويذهب العديد من الايرانيين الى كربلاء عن طريق الحدود الارضية مع العراق، وهذا يشكل خطراً كبيراً على الحجاج في حال هاجمت اسرائيل في هذا الوقت، فصواريخها تمر من هناك، وفي حال ردت اسرائيل فانه سيكون من نفس الطريق.
- عدم استقرار الحكومة: على الرغم من تنصيب الرئيس الجديد لايران الا ان الحكومة لم تكن مستقرة بعد، فلم تستلم الحكومة الجديدة عملها بشكل رسمي الا قبل يومين، بعد ان اكتملت كبينة الوزراء.
- التنسيق: ان الرد الايراني سيشمل كل محور المقاومة، والهجوم سيكون من عدة جهات وفي نفس الوقت (من ايران ومن اليمن ومن لبنان) وهجوم من هذا النوع يتطلب تنسيقا عالي الدقة.
والان بعد ان انتهت مسيرة الاربعين وعاد الحجاج الايرانيين من كربلاء ، واستقرت الحكومة الايرانية واصبحت على رأس عملها ، فان الهجوم الايراني على اسرائيل يكون في نهاية هذا الاسبوع بكل تأكيد.
هجوم حزب الله على اسرائيل على لسان الاعلام العبري
وسائل الإعلام العبرية وصفت هجوم حزب الله على اسرائيل رداً على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر بأنه “ضربة حارقة تماماً”.
- اعترف بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بأنه أصدر أوامر بتنفيذ إجراءات وقائية بخصوص التحركات الأخيرة لحزب الله، لكنه أشار إلى أن حزب الله كان أسرع في الرد، وأن الرد كان قويًا لدرجة أن وسائل الإعلام العبرية لا تزال تحاول فهم ما حدث في شمال فلسطين المحتلة.
- صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية كتبت في عنوانها الرئيسي: “الإجراء الوقائي لإسرائيل في مهاجمة معسكرات حزب الله، وحزب الله يرد”.
- وصفت صحيفة “معاريف” الوضع بأنه “حرب جديدة ستبدأ في شمال فلسطين المحتلة، والجبهة الشمالية تتوسع”.
- أقرت وسائل الإعلام الصهيونية صباح اليوم بإطلاق ما لا يقل عن 300 صاروخ وطائرة بدون طيار من جنوب لبنان نحو شمال فلسطين المحتلة.
- كما نقلت وسائل الإعلام الصهيونية عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى أن أكثر من 320 صاروخًا وعددًا من الطائرات بدون طيار اللبنانية أصابت مواقع الجيش الإسرائيلي في المناطق الشمالية من فلسطين المحتلة.
هجوم حزب الله على اسرائيل يوقف الرحلات الجوية الى اجل مسمى
أوقفت عدة شركات طيران رحلاتها إلى إسرائيل بعد هجوم حزب الله على اسرائيل ، والتي تعد الأعنف منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
أعلنت الخطوط الجوية البريطانية يوم الأحد أنها ستلغي جميع رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى يوم الأربعاء، في حين أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية تعليق خدماتها إلى تل أبيب وبيروت حتى يوم الاثنين.
كما أعلنت شركة الاتحاد للطيران والخطوط الجوية الإثيوبية وشركة الطيران الهنغارية منخفضة التكلفة “ويز إير” تعليق رحلاتها إلى تل أبيب المقررة يوم الأحد.
وقالت شركة “فيرجن أتلانتيك” إنها ستمدد تعليق رحلاتها بين لندن وتل أبيب حتى 25 سبتمبر بعد مراجعة الوضع.
وفي الوقت نفسه، أوقفت الخطوط الملكية الأردنية رحلاتها إلى بيروت يوم الأحد بسبب “الوضع الحالي”، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية بترا.
وفي يوم الجمعة، مددت شركة الطيران الألمانية “لوفتهانزا” تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى نهاية سبتمبر، وأعلنت أيضًا أنها لن تسير رحلات إلى تل أبيب أو طهران حتى 2 سبتمبر.
الأسبوع الماضي اي قبل هجوم حزب الله على اسرائيل، قالت شركة “دلتا إير لاينز” الأمريكية، التي تتخذ من أتلانتا بولاية جورجيا مقراً لها، إنها ستمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى 31 أكتوبر على الأقل، بعد إعلان مماثل من شركة “أمريكان إيرلاينز”.
أوقف مطار بن غوريون في تل أبيب عملياته لمدة ساعتين تقريبًا في وقت مبكر من صباح الأحد، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، مما أدى إلى تحويل الرحلات القادمة.
وقالت القوات العسكرية الإسرائيلية إنها شنت الضربات باستخدام نحو 100 طائرة بعد أن علمت أن حزب الله كان يستعد لمهاجمة وسط إسرائيل في الساعة الخامسة صباحًا، بينما قال حزب الله إنه أطلق مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وفي خطاب متلفز، نفى زعيم حزب الله حسن نصر الله أن تكون إسرائيل قد اكتشفت الهجوم مسبقًا ورفض المزاعم الإسرائيلية بأن جيشها دمر منصات إطلاق الصواريخ التابعة للجماعة اللبنانية.
وأوضح نصر الله أن هجوم حزب الله على اسرائيل كان انتقامًا لمقتل القائد فؤاد شكر في غارة جوية إسرائيلية على بيروت الشهر الماضي.
المصدر: الجزيرة + رأي الخليج
