حزب الله وإسرائيل.. 7 تواريخ أساسية في صراع تجاوز 40 عاما
على مدى 4 عقود، ظل حزب الله وإسرائيل في مواجهة بلا هوادة، يراقب كل منهما الآخر ويتجسس عليه، يهينه ويقصفه ويغتال أعضاءه إن لزم الأمر، يعرف كل منهما عدوه معرفة جيدة، ولكن الحرب بينهما كانت في كثير من الأحيان هادئة وحتى سرية، لأسباب عسكرية وإستراتيجية، وأيضا لأسباب اقتصادية ودبلوماسية.
بهذه المقدمة افتتحت صحيفة ليبيراسيون تقريرا بقلم سيليان ماسي حاول فيه التطرق إلى المحطات الرئيسة من هذا الصراع الطويل، وقد لخصها في 7 تواريخ أساسية كما يأتي.
اقرأ أيضا
list of 2 items
بوليتيكو: اختلاف صارخ بين واشنطن وإسرائيل في التعامل مع حزب الله
هآرتس: ثقافة الغوغاء راسخة في المجتمع الإسرائيلي
end of list
16 فبراير/شباط 1985
رسالة مفتوحة إلى المضطهدين في جميع أنحاء العالم.
تعدّ هذه الرسالة شهادة الميلاد الرسمية لحزب الله الذي كان موجودا تحت الأرض منذ بضع سنوات، نتيجة ما سمته الصحيفة “الصحوة الشيعية” والثورة الإسلامية الإيرانية (1979)، وغزو لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي في عام 1982.
وتحدد الرسالة المفتوحة إلى المضطهدين في العالم الخطوط العريضة الأيديولوجية لحزب الله الذي يعترف بالمبدأ الأساسي لولاية الفقيه، وهي تدّعي الدفاع عن الفقراء ومحاربة الإمبريالية، وتسمي أعداءها: الولايات المتحدة “الشيطان الأكبر” وإسرائيل “الشيطان الصغير”.
11 نوفمبر/تشرين الثاني 1982
يوافق هذا التاريخ الهجوم الأول على صور.
كانت البداية بانفجار دمّر مقر الجيش الإسرائيلي في مدينة صور بجنوب لبنان وأدى إلى مقتل 89 شخصا بينهم 75 جنديا، وقد عزاه الجيش الإسرائيلي رسميا إلى تسرّب غاز، ولكن حزب الله أعلن بعد 3 سنوات مسؤوليته عن الهجوم ونسبه إلى “الشهيد” أحمد قصير (17 عاما) الذي قُتل والداه خلال الهجوم الإسرائيلي عام 1978.
وبعد ذلك بعام، تعرضت مدينة صور لهجوم جديد راح فيه 30 قتيلا، وقد استهدف مقر المخابرات الإسرائيلية، كما ضربت هجمات حزب الله السفارة الأميركية في بيروت في العام نفسه، مخلفة أكثر من 60 قتيلا، ثم ضربت القاعدة البحرية الأميركية مخلفة 241 قتيلا من الجنود، ثم ضربت مقر القوات الفرنسية، مما أدى إلى مقتل 58 جنديا، لتغادر القوات الإسرائيلية بيروت وتنسحب إلى جنوب لبنان.
11 أبريل/نيسان 1996
يوافق هذا التاريخ إطلاق ما أصبح يعرف بعملية “عناقيد الغضب”.
اكتسب حزب الله قوة وأصبح يطلق الصواريخ على القرى الإسرائيلية الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية، إلى أن أدت سلسلة من المناوشات عبر الحدود إلى قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز بشن هجوم جديد عرف باسم “عناقيد الغضب”، شنت خلاله القوات الجوية الإسرائيلية حملة قصف واسعة النطاق على المواقع العسكرية ومعاقل حزب الله، وكذلك على البنية التحتية المدنية في جنوب لبنان وفي بيروت والبقاع.
وتحت ضغط دولي، قُدّمت مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في تل أبيب وبيروت في 26 أبريل/نيسان 1996، واتفق الطرفان على وقف استهداف المدنيين، وأنشئت “مجموعة مراقبة” تضم إسرائيل ولبنان وسوريا والولايات المتحدة وفرنسا لضمان الالتزام بشروط الاتفاقية، فمثّل ذلك “انتصارا لحزب الله” الذي حصل على اعتراف دولي للمرة الأولى.
24 مايو/أيار 2000
هذا هو تاريخ انسحاب آخر جندي إسرائيلي من لبنان.
تم انتخاب رئيس الوزراء العمالي الإسرائيلي إيهود باراك في مايو/أيار 1999 على وعد بسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان بعد خسارته 256 جنديا بين عامي 1985 و2000، لكن حزب الله واصل كمائنه القاتلة ورفض أي مفاوضات، فسحبت إسرائيل قواتها من جانب واحد، وقدم حزب الله هذا الرحيل على أنه انتصار له.
12 يوليو/تموز 2006
هذا هو تاريخ بداية حرب استمرت 33 يومًا.
أسر جنديان إسرائيليان خلال دورية حدودية من قبل كوماندوز من حزب الله، ونقلا إلى لبنان، وتعرضت القوات الإسرائيلية التي أرسلت لإنقاذهما بدورها لكمين، فعدّت إسرائيل ذلك إهانة غير مقبولة وأعلنت عن هجوم كبير سيعيد لبنان 20 عاما إلى الوراء.
لكن حزب الله تمكن في غضون 6 سنوات من إعادة هيكلة نفسه، وفشلت حملة الغارات الجوية الإسرائيلية في وقف إطلاق الصواريخ، ووقع جنود الجيش الإسرائيلي الذين لا يعرفون التضاريس جيدا في الفخاخ التي نصبها مقاتلو الحزب، وتعثرت الدبابات الثقيلة جدا في الأنهار، وأظهر حزب الله أن التفوق التقني والتكنولوجي ليس مرادفا للنصر المؤكد، فكانت حرب 2006 نصرا إستراتيجيا تاريخيا لحزب الله.
12 فبراير/شباط 2008
يوافق هذا التاريخ انفجار سيارة عماد مغنية.
كان عماد مغنية الرجل الثاني والعقل المدبر للعمليات السرية لحزب الله، وقد قتل في هجوم بدمشق نسب إلى الموساد الإسرائيلي، بعد أن أشرف على الهجمات والعمليات السرية في جميع أنحاء العالم.
ومن ناحية أخرى، قامت أجهزة المخابرات الإسرائيلية منذ ذلك الحين بضرب خصمها اللبناني بشدة في مناسبات عدة، فقتلت رئيس قسم اللوجستيات العسكرية وبرنامجها الباليستي حسن اللقيس بالرصاص في ديسمبر/كانون الأول 2013 في ضواحي بيروت.
3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023
وافق هذا التاريخ خطاب زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي قال فيه إن كل الخيارات مفتوحة.
كان الخطاب الأول للأمين العام لحزب الله بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 منتظرًا بفارغ الصبر، وقد جدد فيه بشكل غير مفاجئ دعمه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولكنه امتنع عن الدعوة إلى حرب شاملة على إسرائيل.
وخلصت الصحيفة إلى أن حزب الله تحول بين عامي 2006 و2023 من حركة مضايقة لإسرائيل إلى سلاح دمار شامل إيراني ضد إسرائيل، وأصبح بمنزلة درع وقائي لبرنامج إيران النووي والباليستي.