صحيفة روسية: هل يطلب زيلينسكي إذنا أميركيا للاستسلام؟
نقلت صحيفة “نيوز ري” الروسية عن خبراء أوكرانيين قولهم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي توجه هذا الأسبوع إلى الولايات المتحدة معلنا أنه سيعرض على الرئيس الأميركي جو بايدن “خطة النصر”، لكنهم يعتقدون أنه سافر ليطلب “إذنا بالاستسلام”.
ونشرت الصحيفة تقريرا أعرب فيه كاتبا ميخائيل روزين وأوليسيا كازاكوفا أن تعثر عملية كورسك وحسابات الانتخابات الأمريكية من العوامل التي قد تجهض خطة زيلينسكي وتجبره على التفاوض مع روسيا وقبول شروطها.
اقرأ أيضا
list of 2 items
تايمز: الدماء تسيل في السودان والأمم المتحدة تغض الطرف
هوس ميسوري بقتل الحقيقة.. إعدام “خليفة” رغم إصراره على براءته
end of list
وذكر الكاتبان أن الهدف المعلن لزيلينسكي خلال حضوره فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة هو عرض خطة جديدة على بايدن تُعرف بـ “خطة النصر” على روسيا.
الهدف المعلن للزيارة
وبحسب صحيفة “تايمز” البريطانية، يفيد التقرير، أنها تتضمن أربع نقاط رئيسية؛ وهي تقديم ضمانات بحماية غربية لأوكرانيا، واستمرار دعم عملية القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية، وطلب أسلحة حديثة محددة، وتقديم مساعدة مالية دولية لأوكرانيا.
ويشير التقرير إلى أن زيارة زيلينسكي تأتي في وقت يشهد تعثرا للعملية الأوكرانية في كورسك، وهو ما اعترف به الرئيس الأوكراني نفسه في مقابلة مع مجلة “ذا نيويوركر” الأميركية، حين قال إنه لا يمكن وصف العملية بالناجحة.
وترى الصحيفة الروسية أن زيلينسكي لا يعلق طموحات كبيرة على أن تحظى مقترحاته بموافقة بايدن، وحتى إن حصل ذلك، فإن كييف قد تضطر إلى أن تبدأ عمليا من الصفر إذا خسرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني، استنادا إلى المواقف المعلنة لدونالد ترامب ونائبه المحتمل جي دي فانس من دعم أميركا لأوكرانيا.
ونقل الكاتبان عن وزير الداخلية الأوكراني السابق يوري لوتسينكو قوله إنه في حال رفض خطة زيلينسكي في الولايات المتحدة، ورفض روسيا التفاوض، تحتاج كييف إلى خطة أخرى.
إذا رفض بايدن
ويرى لوتسينكو، أنه إذا رفض بايدن دعم “خطة النصر”، سيكون الخيار أمام زيلينسكي بدء المفاوضات بشأن التوقيع السريع على اتفاق سلام مع روسيا بشروطها، وحينها سيُلقي زيلينسكي مسؤولية الاستسلام على عاتق الغرب بحجة أنه لم يقدم الدعم الكافي لأوكرانيا.
ويتابع لوتسينكو: “آلة الدعاية بأكملها في مكتب الرئيس تحاول إقناع الأوكرانيين بأن المشاكل سببها عدم منح الولايات المتحدة الإذن بصواريخ طويلة المدى.. لكن هذه كذبة لن تؤدي إلى النصر”.
ويتفق النائب السابق للبرلمان الأوكراني فلاديمير أولينيك مع هذا التقييم، ويقول في هذا السياق: “زيلينسكي ليس سياسيا أو رجل دولة. ولولا ذلك لما امتنع عن التفاوض مع روسيا. إنه رجل استعراض ومغامرات، ويتجلى ذلك في محاولة الهجوم على منطقة كورسك والاستيلاء على محطة الطاقة النووية هناك”.
أميركا لن توافق
ويستمر أولينيك منتقدا زيلنسكي قائلا إنه يريد أيضا انضمام كييف فورا إلى حلف شمال الأطلسي معتقدا أن الحلف ينبغي أن يرسل قوات وما إلى ذلك إلى أوكرانيا. وأشار أولينيك إلى أن أميركا لن توافق على ذلك، وسيحاول زيلينسكي الابتعاد بطريقة أو بأخرى عن هذا الصراع، مشيرا إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن يتحدث ممثلو دول جنوب العالم وترامب والمستشار الألماني أولاف شولتز وحتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الحاجة إلى الحوار مع روسيا.
ويعتقد أولينيك أن استسلام كييف هو المصير الأكثر قبولا بالنسبة لواشنطن. لكن زيلينسكي لن يتولى إعلان الأمر بنفسه، ويختم: “استسلام أوكرانيا أمر ممكن. ولكن من المرجح أن يعلن ذلك الناطق باسم القوات المسلحة الأوكرانية، وليس زيلينسكي، لأن ذلك سيكون بمثابة نهاية حياته السياسية”.
ومن جانبه، يقول جيفورج ميرزايان، أستاذ قسم العلوم السياسية في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، إن الهدف الحقيقي لخطة زيلينسكي هو ضمان جر الولايات المتحدة إلى الصراع ضد روسيا.
ويوضح قائلا: “سيحاول جرّ الولايات المتحدة عن طريق استخدام صواريخها لضرب عمق الأراضي الروسية. بالتالي سينقل المسؤولية إلى إدارة بايدن ويضعها في الزاوية”.