مسيرة بدارفور تطالب برفع الحصار ومواجهات في الفاشر
الفاشر- شهد مخيم زمزم، الذي يبعد 15 كيلومترا عن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، اليوم الاثنين، مظاهرات من قِبل النازحين احتجاجا على الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المخيم منذ عدة أشهر.
وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى إنهاء الحصار وفتح المعابر المؤدية إلى المخيم، معربين عن استنكارهم الصمت الدولي تجاه هذه الأزمة.
كما ناشد المتظاهرون الدول الصديقة والمجتمع الدولي اتخاذ مواقف واضحة لحماية المدنيين، والسعي نحو تحقيق السلام في السودان.
ويؤوي مخيم زمزم نحو 100 ألف نازح ونازحة، يعيش أغلبهم واقعا اقتصاديا وإنسانيا قاسيا للغاية، وتتفاقم معاناتهم بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الدعم السريع، مما يزيد من صعوبة حياتهم اليومية.
كما يواجه المخيم خطر المجاعة، ونقصا حادا في المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى الحاجة الماسة إلى بعض المستلزمات الأساسية الأخرى.
حصار وتجويع
وفي حديثه للجزيرة نت، طالب محمد داؤد شيلية، أحد قيادات المخيم ومنظمي المسيرة، بضرورة إنهاء قوات الدعم السريع حصارها المفروض على المخيم. وأوضح أن سكان المعسكر يعانون منذ فترة طويلة من نقص المساعدات الإنسانية، وكان وضعهم صعبا حتى قبل اندلاع الحرب.
ومع تصاعد النزاع، تفاقمت معاناة النازحين بسبب نقص الغذاء والدواء، وأشار المتحدث نفسه إلى أن قوات الدعم السريع تمنع دخول الإمدادات التموينية إلى المخيم، كما أن الطرق المؤدية إلى مخيم زمزم مغلقة. وأكد توقف منظمة أطباء بلا حدود عن إرسال الأدوية اللازمة، مما أدى إلى تفاقم معاناة الأطفال في المعسكر، الذين يعانون من سوء التغذية.
ولفت شيلية إلى عدم إيفاء قوات الدعم السريع بالالتزامات التي تم الاتفاق عليها في اتفاقية جنيف بشأن وصول المساعدات الإنسانية. وقال رغم وجود مراكز علاجية في المعسكر، فإن عدم توفر الأدوية ومنع دخول الشاحنات زاد من معاناة المدنيين.
ومن جهتها، قالت النازحة حواء سليمان، للجزيرة نت، إن الحصار أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وانعدام الأدوية. وأضافت “نضطر لشراء الأدوية بأسعار مرتفعة جدا، والكثير من العائلات لا تملك المال لشراء الطعام”.
وتابعت حواء أن الأطفال يعانون بشكل خاص، والكثير منهم لا يحصلون على التغذية المناسبة، ما يؤثر سلبا على صحتهم ونموهم.
وأشارت إلى أن الكثير من العائلات تعتمد على المساعدات، لكن مع الحصار أصبح الحصول على هذه المساعدات حلما بعيدا.
ودعت حواء المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لمساعدة النازحين، وقالت “نحن بحاجة إلى الدعم والمساعدة. نحن عائلات فقدت كل شيء، ولا يمكننا الاستمرار في العيش بهذه الظروف القاسية”.
انتصارات القوات المسلحة والقوة المشتركة في محورين بعد ان هاجمت مليشا عليها. في محور الفاشر تكبد العدو خسائر فادحة وترك ورائه أعداد من القتلي والغنائم وفي محور كلبس غرب دارفور الشباب لقنوه درسا آخر بالتأكيد لا ينسونه .
الرحمة والبركة للشهداء وعاجل الشفاء للجرحي في كل محاور البلد.— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) September 30, 2024
اشتباك جديد
وأفاد شهود عيان للجزيرة نت بتجدد الاشتباكات اليوم الاثنين بين الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحة والمقاومة الشعبية ضد قوات الدعم السريع في الأحياء الجنوبية الشرقية من مدينة الفاشر.
وأشار الشهود إلى تبادل كثيف لإطلاق النار وسماع دوي الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ولم ترد أي معلومات حول وقوع ضحايا بين المدنيين خلال هذه الاشتباكات، خاصة مع الانقطاع التام لشبكة الاتصالات.
وقال المتحدث العسكري لحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي المقدم عبد المجيد بابكر إدريس خميس، للجزيرة نت، إن القوات المسلحة والقوات المشتركة حققت تقدما ملحوظا في مختلف محاور القتال بالبلاد.
وأوضح أن وجود المليشيات المسلحة في المناطق التي كانت تحت سيطرتها يقترب من نهايته، وتابع أن التقدم المحقق يعكس جهود القوات المسلحة وتضحيات الأفراد في مواجهة التحديات.
وأكد أن العملية العسكرية مستمرة، وهدفها هو إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، مشيرا إلى أن القوات في الميدان تتلقى الدعم اللازم من القيادة، مما يعزز قدرتها على تحقيق الأهداف، كما أكد أن تحسين إستراتيجيات القتال ساهم في تحقيق نتائج إيجابية على الأرض.