عملية الوعد الصادق 2 (ظهور الهيمنة الايرانية)
سوف نقدم لكم كافة المعلومات المتعلقة بـ عملية الوعد الصادق 2 ونسلط الضوء على جميع الزوايا الخفية في كواليس هذه العملية.
تمكنت عملية الوعد الصادق 2 من زيادة قوة الردع الإيرانية بشكل كبير على المستوى الإقليمي وتحدي الهيمنة الإسرائيلية الزائفة التي تعتمد على الدعم الأمريكي.
تعتبر عملية الوعد الصادق 2 التي نفذتها القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، إحدى أهم نقاط التحول في البلاد و المعادلات الأمنية والعسكرية للمنطقة. لقد بعثت هذه العملية رسالة إلى الكيان الصهيوني مفادها أن عصر الجرائم التي لم يتم الرد عليها قد انتهى وأن الجمهورية الإسلامية مستعدة للرد بشكل حاسم ومباشر على أي تهديد أو عدوان. من هذا المنطلق تمكنت هذه العملية من زيادة قوة الردع الإيرانية بشكل كبير على المستوى الإقليمي وتحدي الهيمنة الإسرائيلية التي تعتمد على دعم الولايات المتحدة.
من أبرز سمات عملية الوعد الصادق 2 هي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ردت بشكل مباشر ومن أراضيها على عدوان اسرائيل. وكان لهذا الإجراء أهمية خاصة، لأنه يدل على أن ايران دخلت من المرحلة الدفاعية إلى مرحلة الهجوم والردع النشط. جاءت هذه العملية رداً على اغتيال اسماعيل هنية في اراضي ايرانية واغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
إن النظام الصهيوني الذي يسعى دائما إلى فرض الرعب والخوف على شعوب المنطقة من خلال جرائم عسكرية واسعة النطاق، تلقى بهذا الهجوم رسالة واضحة مفادها أن إيران وجبهة المقاومة سترد على أي عدوان وعمل عدائي بهجمات دقيقة ومباشرة من الآن فصاعدا. وهذا التغيير في النهج يظهر بوضوح قرار إيران على خلق توازن جديد في المنطقة يمنع إسرائيل من تكرار جرائم الماضي.
عملية الوعد الصادق 2 كسرت هيبة القبة الحديدية
نظام “القبة الحديدية” الدفاعي، الذي تم تقديمه دائما كرمز للتفوق العسكري الإسرائيلي، فشل في مواجهة الصواريخ الإيرانية وقوات المقاومة. وهذا النظام الذي يعرف بأنه من أكثر الأنظمة الدفاعية تقدما في العالم، لم يتمكن من مقاومة الهجمات الصاروخية بشكل فعال، ويعتبر هذا الأمر نقطة ضعف كبيرة للكيان الصهيوني من وجهة نظر العديد من المحللين العسكريين والسياسيين. كان لفشل القبة الحديدية في التصدي لـ عملية الوعد الصادق 2 ، بالإضافة إلى الضربة التي تلقتها صورة إسرائيل العسكرية، عواقب بعيدة المدى على الروح المعنوية العامة داخل الكيان وحلفائه الدوليين.
وقد أظهر هذا الحدث بوضوح أن ادعاءات إسرائيل بشأن قوتها الدفاعية المطلقة ليست سوى دعاية، وقد تمكنت إيران من تحدي هذه الأسطورة باستخدام قدراتها الصاروخية والاستراتيجية. وفي الوقت نفسه، هزت هذه الهزيمة غشاء البكارة الكاذب لإسرائيل على المستوى الدولي، وزادت من ثقة جبهة المقاومة وشعوب المنطقة بنفسها.
ومن أهم إنجازات عملية الوعد الصادق 2 كانت الزيادة الكبيرة في قوة الردع الإيرانية ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. وبهذه العملية، أظهرت ايران أنها لم تصل إلى مرحلة متقدمة وقوية في مجال الدفاع فحسب، بل لديها أيضًا القدرة على تنفيذ هجمات انتقامية وحتى عدوانية ضد أعدائها. وقد واجهت هذه القدرة، خاصة في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، تحديات خطيرة للأعداء الإقليميين، وغيرت ميزان القوى في الشرق الأوسط لصالح محور المقاومة.
كما أظهرت عملية الوعد الصادق 2 بوضوح أن إيران قادرة على الرد على أي تهديد وعدوان على أراضيها أو حلفائها بشكل مباشر ومن دون وسطاء. وقد خلق هذا توازناً جديداً في المنطقة، بحيث أن أي عمل عسكري ضد إيران وجبهة المقاومة سيكون مصحوباً بتكاليف باهظة لا يمكن التنبؤ بها للمعتدين. فأميركا وإسرائيل، اللتان كانتا تتفاخران على الدوام بتفوقهما العسكري في المنطقة، تواجهان الآن واقعاً جديداً؛ واقع لا تدافع فيه إيران عن حدودها فحسب، بل إنها قادرة على القضاء على التهديدات في مهدها.
الدور الأمريكي في جرائم الكيان الصهيوني
عند تحليل المعادلات الإقليمية لا يمكن تجاهل الدور الخفي الذي تلعبه أمريكا في دعم الكيان الصهيوني وجرائمه. ومن خلال تقديم مساعدات عسكرية ومالية ودبلوماسية واسعة النطاق لإسرائيل، فإن أمريكا هي في الواقع الشريك الرئيسي لهذا النظام في جميع اعتداءاته وجرائمه ضد الدول المضطهدة في المنطقة. ورغم أن أمريكا تظهر كوسيط للسلام في الشرق الأوسط، إلا أنها في الواقع، من خلال تقديم الأسلحة والدعم الدبلوماسي لإسرائيل، تعتبر العامل الرئيسي في استمرار عدوان هذا الكيان.
وهذه الحقيقة واضحة للجميع، وهي أنه بدون الدعم الأمريكي، لن يتمكن الكيان الصهيوني من مواصلة حياته السياسية والعسكرية. بعبارة اخرى أي هجوم وعدوان من قبل الكيان الصهيوني يتم بموافقة أمريكا وضوءها الأخضر. وهذا امر لا يستطيع المجتمع الدولي نكرانه.
لم تنجح عملية الوعد الصادق 2 في توجيه ضربة قاضية للهيمنة العسكرية للكيان الصهيوني فحسب، بل غيرت أيضًا المعادلات الأمنية والعسكرية للمنطقة لصالح إيران وجبهة المقاومة.
وهذه العملية هي بداية حقبة جديدة في المعادلات الإقليمية، يلعب فيها محور المقاومة دوراً أكثر قوة وسلطة، ولن يتمكن النظام الصهيوني وداعموه بعد الآن من مواصلة عدوانهم دون ثمن. لقد انتهى عصر عدم الرد على جرائم إسرائيل، وجبهة المقاومة بقيادة إيران قادرة على مواجهة أي تهديد وعدوان بالرد الحاسم والساحق.
المصدر: الجزيرة + رأي الخليج