تصعيد جديد: غارات إسرائيلية على بيروت تخلف قتلى وجرحى
شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تصعيدًا جديدًا مع تنفيذ ضربات جوية إسرائيلية على مناطق مكتظة بالسكان، أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 24 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة العامة اللبنانية.
تفاصيل الضربة على زقاق البلاط
أوضحت وزارة الصحة أن الضربة التي استهدفت منطقة زقاق البلاط، ذات الكثافة السكانية العالية، دمرت شقة سكنية خلف حسينية المنطقة. وأشار التقرير إلى أن المنطقة تضم العديد من السفارات، مبانٍ تابعة للأمم المتحدة، وأماكن عبادة.
ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الهجوم نفذته طائرة مسيّرة استهدفت المبنى، ما تسبب بأضرار جسيمة، بينما توافد السكان لمساعدة فرق الإنقاذ وسط انتشار أمني مكثف.
سياق الهجمات:
الهجوم الأخير يأتي بعد سلسلة ضربات استهدفت وسط بيروت على مدار يومين.
- يوم الأحد، وقع هجوم على حي مار إلياس، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة.
- كما أكدت جماعة حزب الله أن إحدى الضربات يوم الأحد استهدفت مكتب الحزب في بيروت وأسفرت عن مقتل محمد عفيف، المتحدث الرسمي باسم الحزب، وأربعة من فريقه الإعلامي.
ردود الفعل على غارات إسرائيلية على بيروت:
- لم يصدر تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حول الضربات الأخيرة.
- الصحفي علي هاشم، مراسل الجزيرة من بيروت، أوضح أن المنطقة المستهدفة تضم العديد من المقاهي وتعد مأوى لكثير من النازحين الذين فروا من القصف الإسرائيلي في جنوب وشرق لبنان وضاحية بيروت الجنوبية.
- أضاف هاشم أنه لا توجد حتى الآن معلومات حول الهدف المحدد لهذه الضربات.
الآثار الإنسانية والتوتر الإقليمي:
تصاعد القصف الإسرائيلي يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في لبنان، خصوصًا مع استهداف مناطق مأهولة بالسكان والنازحين. يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه لبنان تحديات سياسية واقتصادية هائلة، مما يجعل قدرة الدولة على التعامل مع الكوارث محدودة.
مع استمرار التصعيد، يتزايد خطر اتساع رقعة الصراع، مما يهدد الاستقرار في المنطقة ككل، ويزيد من الضغوط على الجهود الدبلوماسية لوقف التوترات.
تواصل التصعيد: قتلى وجرحى في ضربات متبادلة بين إسرائيل وحزب الله
شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا خطيرًا في المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، مع سقوط ضحايا في كلا الجانبين واستمرار الهجمات المتبادلة، وسط جهود دبلوماسية مدعومة من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار.
ضحايا في إسرائيل
- لقيت امرأة مصرعها وأصيب 10 آخرون في بلدة شفاعمرو شمال إسرائيل جراء سقوط صاروخ على مبنى متعدد الطوابق.
- أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أطلق أكثر من 100 قذيفة باتجاه إسرائيل يوم الاثنين.
- إحدى محاولات اعتراض القذائف أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص بجروح بسبب شظايا في منطقة رمات غان قرب تل أبيب.
استهداف منشأة مائية في صور
- في جنوب لبنان، استهدفت غارة جوية إسرائيلية منشأة المياه الرئيسية في مدينة صور، مما أدى إلى مقتل مسؤولين محليين هما سامر شغري، مختار محلي، وقاسم وهبي، نائب رئيس بلدية برج الشمالي.
- الهجوم ألحق أضرارًا جسيمة بالمرفق، مما دفع بلدية صور إلى دعوة السكان لترشيد استهلاك المياه حتى يتم إصلاح الأضرار.
مساعي لوقف التصعيد
- تأتي الضربات في وقت تُناقش فيه مقترحات لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية بين إسرائيل وحزب الله.
- أعلن وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم أن حزب الله يركز على “إفشال أهداف العدوان الإسرائيلي”، بينما التفاوض يقع على عاتق الدولة اللبنانية.
- من المتوقع أن يجتمع رئيس البرلمان نبيه بري، وهو حليف لحزب الله، مع المبعوث الأمريكي آموس هوكستين في بيروت يوم الثلاثاء لمناقشة الاقتراح.
حصيلة القتلى منذ التصعيد
- منذ بدء المواجهة في أكتوبر الماضي، قُتل أكثر من 3,510 أشخاص، معظمهم منذ تصعيد الهجمات في سبتمبر.
- يشهد لبنان، الذي يعاني من أزمات سياسية واقتصادية خانقة، ضغطًا متزايدًا بسبب هذه الخسائر البشرية والمادية.
آفاق الحل
بينما تستمر غارات إسرائيلية على بيروت، يتزايد القلق من اتساع رقعة الصراع وتحوله إلى حرب شاملة. الجهود الدبلوماسية تبقى بارقة أمل لاحتواء الوضع، لكنها تواجه تحديات كبيرة نظرًا للتوترات الإقليمية والأوضاع المتفاقمة على الأرض.
المصدر: الجزيرة + رأي الخليج
