اخبار فلسطين

هيومن رايتس ووتش: اسرائيل تستخدم التجويع للوصل الى هدفها

هيومن رايتس ووتش تحث زعماء العالم على التحدث علناً ضد “جرائم الحرب الاسرائيلية” ومنها استخدام التجويع كسلاح.

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الغير حكومية إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح في الحرب في غزة.

حيث قالت المنظمة، في بيان أصدرته يوم الاثنين، إن إسرائيل تتعمد حرمان الفلسطينيين من الوصول إلى الغذاء والماء وغيرها من الضروريات الأساسية.

وقالت المنظمة ايضاً إن استخدام الجوع ضد السكان المدنيين يعد جريمة حرب، ودعت زعماء العالم إلى التحرك.

ويستشهد البيان الصحفي بتصريحات لمسؤولين إسرائيليين، ومقابلات مع ناجين، وتقارير من منظمات الإغاثة، وأدلة من صور الأقمار الصناعية لإثبات أن إسرائيل متورطة في “الاستخدام المتعمد لسياسات لحرمان الفلسطينيين من الموارد اللازمة للعيش اليومي”.

وقال عمر شاكر، ممثل إسرائيل وفلسطين: “منذ أكثر من شهرين، تحرم إسرائيل سكان غزة من الغذاء والماء، وهي سياسة شجعها أو أقرها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، وتعكس نية تجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب”. مدير في هيومن رايتس ووتش.

وأضاف: “يجب على زعماء العالم أن يرفعوا أصواتهم ضد جريمة الحرب البغيضة هذه، التي لها آثار مدمرة على سكان غزة”.

ويأتي هذا البيان في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة فيما يتعلق بتزايد الخسائر في صفوف المدنيين نتيجة قصفها “العشوائي” لقطاع غزة.

وقتلت إسرائيل 18787 شخصا وأصابت 50897 آخرين، وفقا لأحدث الأرقام، في حين يعتقد أن الآلاف دفنوا تحت الأنقاض.

هيومن رايتس ووتش: اسرائيل تستخدم التجويع كسلاح

اسرائيل تستخدم التجويع كسلاح

قالت هيومن رايتس ووتش إن الخطب والبيانات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين التي تروج لحملة تهدف إلى منع الوصول عمدا إلى الموارد الضرورية لسكان غزة كاستراتيجية تشير إلى أن إسرائيل لم تجعل هذه النوايا سرية.

وحتى منذ بداية الهجوم الإسرائيلي، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بشكل سيئ السمعة أن إسرائيل “تفرض حصاراً كاملاً على غزة. … لا كهرباء، لا طعام، لا ماء، لا غاز – كل شيء مغلق”، مبرراً هذه الخطوة من خلال وصف الفلسطينيين بأنهم “شعب متوحش”.

وقالت هيومن رايتس ووتش في البيان إن نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ينص على أن تجويع المدنيين عمداً من خلال “حرمانهم من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد إعاقة إمدادات الإغاثة”، يعد جريمة حرب.

لقد أصبحت محنة سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يائسة وسط الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين. ونزح حوالي 80% من الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع بسبب أعمال العنف، في حين واجهت الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات إلى القطاع صعوبات.

إن الصور التي تظهر الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة، والفلسطينيين اليائسين الذين يداهمون بنوك الطعام، وشاحنات توصيل المساعدات الإنسانية، والتقارير عن التدمير المتعمد للأراضي الزراعية، تدعم هذه المزاعم.

اسرائيل تعادي هيومن رايتس ووتش

اسرائيل تعادي هيومن رايتس ووتش

وقد ظلت المنظمات الإنسانية المنزعجة تدعو دون جدوى إلى وقف إطلاق النار وتدين التكلفة الصادمة للحرب الكارثية التي ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة.

وردت الحكومة الإسرائيلية على هيومن رايتس ووتش متهمة إياها بأنها منظمة “معادية للسامية ومعادية لإسرائيل”.

وقال المتحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس “هيومن رايتس ووتش. لم تدن الهجوم على المواطنين الإسرائيليين ومجزرة 7 أكتوبر وليس لديها أي أساس أخلاقي للحديث عما يحدث في غزة إذا غضت الطرف عن معاناة الإسرائيليين وحقوقهم الإنسانية”.

استخدام الجوع كسلاح

التجويع

استخدم التجويع كسلاح ضد الناس من قبل العديد من الحكومات والجماعات عبر التاريخ، ولكن من أبرز الأمثلة على ذلك تاريخيًا هو استخدام الجوع كسلاح في الحروب والصراعات. خلال الحروب الكثيرة، استخدمت الأطراف المتحاربة حصار المدن ومنع إمدادات الغذاء للمدنيين كوسيلة لتحقيق الهزيمة أو فرض الضغط السياسي.

من أمثلة تاريخية مشهورة على ذلك، يمكن الإشارة إلى الحصار الذي فرضه النازيون على لينينغراد خلال الحرب العالمية الثانية، والذي أسفر عن مقتل مئات الآلاف من السكان المدنيين جوعًا. كما استخدمت الحكومة السوفيتية تجويع السكان في أوكرانيا خلال فترة الهولودمور، والتي أسفرت عن مقتل الملايين بسبب الجوع.

إلى جانب ذلك، يمكن أن نرى استخدامًا للتجويع كسلاح في الصراعات الداخلية والنزاعات السياسية، حيث يتم قطع إمدادات الغذاء عن المدنيين كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية معينة أو لفرض السيطرة على السكان.

إن استخدام التجويع كسلاح ضد الناس يعتبر جريمة حرب ويخالف القانون الدولي الإنساني، حيث يُعتبر المدنيون غير المشاركين في الصراع محميين بموجبه.

المصدر: الجزيرة + رأي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى