عفو بايدن عن نجله هانتر فرصة ذهبية لترامب
واشنطن – أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن قرارا بالعفو الكامل وغير المشروط عن ابنه هانتر، وذلك قبل أسبوعين فقط من مثوله أمام جلسات النطق بالحكم بولايتي ديلاوير وكاليفورنيا في 12 و16 ديسمبر/كانون الأول بتهم تتعلق بتهرب ضريبي قد تصل عقوبتها إلى 17 عاما سجنا وغرامات قدرها 1.35 مليون دولار، وبشراء سلاح ناري يمكن أن تصل عقوبته إلى 25 عاما سجنا.
وطوال حملته الرئاسية منذ منتصف العام الماضي وحتى انسحابه منها قبل 3 أشهر، استبعد بايدن في مناسبات عدة منح ابنه العفو والذي أقر بأنه مذنب بتهمة احتيال ضريبي والكذب في وثائق رسمية وفي نموذج لشراء سلاح.
وقبل أيام، أكدت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض كارين جان بيير أن بايدن “كان واضحا وصريحا وحاسما جدا ولن يعفو عن هانتر”. إلا أنه نكث بوعوده وخالف ما كرره من استعداده للالتزام بنتائج نظام العدالة كمسألة مبدأ. وجاء عفوه عن ابنه شاملا كاملا.
أنفق الأموال على رفاهيته الشخصية بدلا من الوفاء بالتزاماته الضريبية… هانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي جو #بايدن يقر بذنبه في تهم فدرالية تتعلق بالضرائب، وهي خطوة مفاجئة تهدف إلى تجنيب العائلة محاكمة جديدة كانت ستكشف المزيد من التفاصيل المحرجة عن حياته الخاصة ومعاملاته المالية…
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) September 6, 2024
غير عادلة
وفي بيانه الذي صدر أثناء قيامه بجولة أفريقية، أصر بايدن على أن محاكمة ابنه كانت انتقائية وغير عادلة. وكتب: “لا يمكن لأي شخص عاقل ينظر إلى وقائع قضايا هانتر أن يصل إلى أي استنتاج آخر غير أنه تم استهدافه فقط لأنه ابني وهذا خطأ”.
وانتقد ديفيد فروم المسؤول الجمهوري السابق والذي يجمعه عداء بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، خطوة بايدن وقال في تغريدة على منصة إكس: “كان لدى بايدن خيار تخفيف الحكم من دون إلغائه تماما”.
ويسهّل ما قام به بايدن من مهمة ترامب الساعي للإفراج عن مئات السجناء ممن تمت إدانتهم بأعمال إجرامية في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 في أحداث الهجوم على مبنى الكونغرس (الكابيتول).
غضب ترامب
ويرى كثير من المعلقين أنه ليس من الإنصاف المساواة بين أخلاقيات بايدن وترامب. ويرددون أن الاستعداد للتهرب من سيادة القانون هو أساس مسيرة ترامب المهنية بأكملها في مجال الأعمال والسياسة. ومع ذلك، يصبح الدفاع عن المبادئ أكثر صعوبة عندما يعرضها أشهر المدافعين عنها للخطر بشكل صارخ كما فعل بايدن الذي اختار إعطاء الأولوية لمشاعره الخاصة على الدفاع عن مصالح وسمعة وقيم بلاده.
وخلال حملته الانتخابية، أعرب ترامب عن انفتاحه على احتمال العفو عن هانتر، في حال إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. وأضاف في تصريح إذاعي: “لن أستبعد هذا الخيار” رغم ما وصفه “بالأذى الذي تعرض له” من عائلة بايدن. ووصف هانتر بأنه “صبي سيئ”، لكنه أكد أن إرساله إلى السجن سيكون “أمرا سيئا للبلاد”.
إلا أن ترامب رد بغضب على إصدار بايدن عفوا عن نجله ووصف قراره بأنه “إجهاض للعدالة” وأشار إلى أولئك الذين سجنوا بسبب أعمال الشغب في مبنى الكابيتول، وتساءل: “هل يشمل العفو الذي منحه جو لهان رهائن السادس من يناير (كانون الثاني) الذين تم سجنهم الآن لسنوات؟ ما حدث إساءة وإجهاض العدالة”.
ويأتي رد فعله على قرار بايدن بعد أسابيع من اجتماعهما في المكتب البيضاوي للدعوة إلى انتقال “سلس” للسلطة عندما يعود ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني القادم.
خطوة فظيعة
وفي بيان له، قال هانتر: “اعترفتُ وتحملت المسؤولية عن أخطائي خلال أحلك أيام إدماني، أخطاء تم استغلالها لإذلالي وتشويهي علنا أنا وعائلتي بسبب الحسابات السياسية، لن أعتبر أبدا العفو الذي حصلت عليه اليوم أمرا مفروغا منه وسأكرس الحياة التي أعيد بناءها لمساعدة أولئك الذين ما زالوا مرضى ويعانون”.
وهاجم المعلق الشهير عزرا كلاين قرار بايدن وقال في تغريدة على منصة إكس: “إنها خطوة فظيعة وسابقة لكنني سأكون صادقا وأقول إن فريق ترامب كان واضحا بأنهم يريدون الانتقام من أعدائهم، وهم مهووسون بهانتر على وجه الخصوص، وهذا من شأنه أن يثقل كاهلي إذا كنت والده ويمكنني حمايته”.
في حين قال المعلق والش فريدوم: “بايدن كذب وعار عليه. لذلك في المرة القادمة التي يكذب فيها ترامب، يمكن للأميركيين أن يهزوا أكتافهم ويقولون إن جميع السياسيين يكذبون، هذا ليس هو الطريق يا جو بايدن”.
من ناحية أخرى، فشل بايدن في الإشارة في بيانه إلى تورط هانتر واستغلاله لاسم والده ومنصبه لجمع ملايين الدولارات من شركات صينية وأوكرانية.