نُشرت ورقة بحثية جديدة في مجلة Oncotarget، المجلد 16، في 28 فبراير 2025، بعنوان “تأثير TIMPs ومتغيراتها الهندسية البسيطة في منع غزو وهجرة خلايا سرطان الدماغ”.
استكشفت إلهام طاهري ومريم رايس زاده سرمازده من جامعة نيفادا، رينو، نهجًا جديدًا لإبطاء انتشار الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال (GBM)، وهو الشكل الأكثر عدوانية وفتكًا من سرطان الدماغ. تسلط دراستهما الضوء على إمكانات الجزيئات الطبيعية والهندسية في منع حركة الخلايا السرطانية، مما يوفر استراتيجية واعدة لمكافحة هذا المرض الصعب.
يصعب علاج الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال لأنه ينتشر بسرعة في أنسجة المخ السليمة، مما يجعل الإزالة الجراحية الكاملة مستحيلة تقريبًا. المحرك الرئيسي لهذا السلوك الغازي هو مجموعة من الإنزيمات تسمى ميتالوبروتيناز المصفوفة (MMPs)، والتي تكسر الأنسجة المحيطة وتخلق مساحة لانتشار الخلايا السرطانية. ومن بينها، يلعب MMP-9 دورًا مهمًا بشكل خاص في تطور GBM ومقاومة العلاجات الحالية.
ولمعالجة هذا التحدي، قام الباحثون بالتحقيق في مثبطات الأنسجة للميتالوبروتيناز (TIMPs)، وحاصرات MMP الطبيعية، وإصدارات مصممة خصيصًا لتحقيق فعالية أفضل. استخدمت الدراسة نماذج خط الخلية من GBM لاختبار كل من TIMP-1 وTIMP-3 ونظيراتهما المهندسة (mTC1 وmTC3)، وهي حاصرات محددة لـ MMP-9.
“ركزت دراستنا على متغيرات TIMP البسيطة، نظرًا لحجمها الجزيئي الصغير وإمكاناتها في الامتصاص الخلوي والتوصيل الأعلى، لتقييم إمكاناتها في الاختبارات القائمة على الخلايا.”
أشارت النتائج إلى أن TIMPs المعدلة وراثيًا كانت بنفس فعالية، أو حتى أفضل من، تلك الطبيعية في الحد من هجرة الخلايا السرطانية وغزوها. هذه النتائج واعدة بشكل خاص لأن المحاولات السابقة لمنع الورم الأرومي الدبقي باستخدام أدوية الجزيئات الصغيرة واجهت تحديات مثل الانتقائية الضعيفة والآثار الجانبية غير المرغوب فيها. على النقيض من ذلك، تقدم TIMPs المعدلة وراثيًا نهجًا أكثر استهدافًا وأكثر أمانًا.
تتمثل إحدى أكبر العقبات في علاج سرطان الدماغ في توصيل الأدوية عبر حاجز الدم في الدماغ، وهي طبقة واقية تمنع العديد من المركبات العلاجية من الوصول إلى الدماغ. لمعالجة هذه المشكلة، استخدم الباحثون الببتيدات التي تخترق الخلايا لمساعدة متغيرات TIMP على الوصول إلى الخلايا السرطانية ودخولها بشكل أكثر فعالية. وأكدت نتائجهم أن TIMPs المعدلة وراثيًا وصلت بنجاح إلى الخلايا السرطانية، مما زاد من إمكاناتها كعلاج.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن TIMPs المعدلة وراثيًا لم تؤثر بشكل كبير على الخلايا السليمة بجرعات أقل، مما يشير إلى أنه يمكن استخدامها بأمان. وهذا يجعلها مرشحة قوية لمزيد من تطوير الأدوية.
وقد تؤدي هذه النتائج إلى خيارات علاجية جديدة لسرطان الدماغ متعدد الأشكال، وهو سرطان له عدد قليل جدًا من العلاجات الفعالة. وسوف تركز الأبحاث المستقبلية على اختبار هذه المتغيرات من جين TIMP في نماذج حيوانية لتقييم آثارها على المدى الطويل وسلامتها. ويخطط الباحثون أيضًا للتحقيق فيما إذا كان الجمع بين هذه الجينات المعدلة وراثيًا والعلاجات الحالية، مثل العلاج الكيميائي أو العلاج المناعي، يمكن أن يحسن النتائج.
باختصار، نظرًا للطبيعة العدوانية لسرطان الدماغ متعدد الأشكال والحاجة الملحة إلى علاجات أفضل، تمثل هذه الدراسة خطوة مهمة إلى الأمام. وإذا أكدت المزيد من الأبحاث هذه النتائج، فقد تصبح جينات TIMP المعدلة وراثيًا أداة قيمة في مكافحة سرطان الدماغ، مما يوفر أملًا جديدًا لتحسين العلاجات وبقاء المريض على قيد الحياة.
المصدر: رأي الخليج + مديكال نيوز