خطة بن زايد للسودانخطة بن زايد للسودان/ في قلب القارة الأفريقية، التي تمثل 20% من مساحة اليبسة العالمية وتضم سوقًا استهلاكية تتجاوز 1.4 مليار مستهلك، تتربع السودان كجوهرة جيوسياسية بموقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر، وثرواته الطبيعية التي تشمل أكثر من 1,500 طن من احتياطي الذهب المؤكد، وحقول نفطية واسعة، وأراضٍ زراعية خصبة قادرة على إطعام القارة بأكملها.
ورغم أن 98% من سكانه مسلمون يعتنقون التصوف، فإن هذا البلد الغني بالموارد يُصنَّف من بين أفقر دول العالم بسبب عقود من التدخل الاستعماري والانقلابات المدعومة خارجيًا.
وفي هذا السياق المعقد، تبرز خطة بن زايد للسودان كمشروع استعماري حديث يجمع بين النهب الاقتصادي، والتفتيت السياسي، والإبادة المنهجية، مستخدمًا الدبلوماسية كغطاء والأسلحة كأداة.
البيان الإماراتي الأخير – الذي يدعو إلى “وقف إطلاق النار” و”حكومة مدنية شاملة” و”شفافية في تجارة الذهب” – ليس سوى واجهة دعائية لتجميل خطة بن زايد للسودان، التي تهدف أساسًا إلى تحويل السودان إلى محمية اقتصادية إماراتية، وتقسيمه إلى كانتونات طائفية وعرقية، ونهب ثرواته تحت غطاء “الاستثمار” و”المساعدات الإنسانية”.
هذه الخطة ليست نظرية مؤامرة، بل مشروع مدروس ينفذ على مراحل، بدءًا من تمويل ميليشيات، مرورًا بتهريب الذهب، وصولًا إلى إعادة رسم خريطة السودان.
المرحلة الأولى من خطة بن زايد للسودان: تمكين قوات الدعم السريع كوكيل حرب!
منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، كشفت تقارير استخباراتية وتحقيقات صحفية دولية أن الإمارات هي الممول الرئيسي لقوات الدعم السريع (RSF)، التي تحولت من ميليشيا قبلية إلى جيش شبه نظامي مدجج بطائرات مسيرة إماراتية الصنع، ومركبات مدرعة، وصواريخ موجهة.
هذا الدعم ليس عشوائيًا، بل جزء من خطة بن زايد للسودان التي تهدف إلى إضعاف الجيش السوداني الرسمي، وإحكام السيطرة على مناجم الذهب في دارفور وكردفان والبحر الأحمر.
تقرير للأمم المتحدة أكد أن أكثر من 80% من صادرات الذهب السوداني – التي تُقدر بـ 2 مليار دولار سنويًا – تُهرَّب عبر مطارات إماراتية، وتُستخدم لتمويل عمليات.
المرحلة الثانية؛ إعادة رسم الخريطة/ تقسيم السودان على الطريقة اليمنية!
لا يقتصر طموح خطة بن زايد للسودان على الذهب فقط. ففي اليمن، نجحت الإمارات في تقسيم البلاد فعليًا من خلال دعم المجلس الانتقالي الجنوبي، وإنشاء قواعد عسكرية في سقطرى وعدن.
والآن، تُطبَّق نفس الاستراتيجية في السودان: دعم انفصاليين في دارفور، وتمكين زعماء قبليين في الشرق، وإثارة التوترات العرقية بين العرب والأفارقة.
مصادر سودانية تتحدث عن اجتماعات سرية في أبوظبي بين مسؤولين إماراتيين وقادة RSF لرسم “سودان فيدرالي” يضمن للإمارات نفوذًا دائمًا في موانئ بورتسودان ومناجم الذهب.
هذا التفتيت ليس صدفة، بل نسخة مطورة من مخطط تقسيم الدول الإسلامية الذي بدأ بجنوب السودان عام 2011 بدعم أمريكي-إسرائيلي، والآن تُنفذه الإمارات كوكيل إقليمي.
النهب المقنَّع! “الذهب أمانة” أم سرقة منظمة؟
يدعي البيان الإماراتي أن الذهب السوداني “يُحفظ أمانة” في بنوك أبوظبي لحين تشكيل حكومة مدنية.
لكن الحقيقة أن خطة بن زايد للسودان تعتمد على آلية تهريب معقدة: يُستخرج الذهب من مناجم دارفور بواسطة عمالة أطفال وعبيد، يُنقل عبر تشاد إلى الإمارات بطائرات خاصة، ثم يُباع في أسواق دبي دون فواتير رسمية.
تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” كشف أن شركات إماراتية مرتبطة بجهاز أمن الدولة تشرف على هذه العملية، وأن جزءًا من الأرباح يُعاد استثماره في شراء أسلحة لـ RSF.
هذا النظام يشبه تمامًا نهب الماس في سيراليون وليبيريا، لكن بتقنيات حديثة ودبلوماسية أكثر ذكاءً.
الدور الإسرائيلي؛ خطة بن زايد كجزء من “صفقة القرن 2.0”
لا يمكن فهم خطة بن زايد للسودان دون ربطها بالتحالف الإماراتي-الإسرائيلي. فمنذ توقيع اتفاقيات أبراهام، أصبحت الإمارات ذراع إسرائيل التنفيذي في أفريقيا.
تقارير استخباراتية تؤكد أن إسرائيل تستخدم قواعد إماراتية في تشاد كمنصات لجمع المعلومات عن السودان، وأن شركات إسرائيلية تشارك في تدريب قادة RSF على استخدام الطائرات المسيرة.
الهدف؟ تحويل الانتباه الدولي من مجازر غزة إلى “صراع قبلي” في السودان، وفي الوقت نفسه، منع أي تقارب سوداني-خليجي_ايراني قد يهدد المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ثمن خطة الشيطان للسودان؛ كارثة و إبادة!
النتيجة؟ أكثر من 25 ألف قتيل، 12 مليون نازح، انهيار تام للقطاع الصحي، وانتشار وباء الكوليرا في 14 ولاية.
الأمم المتحدة تحذر من أن السودان على حافة المجاعة الأكبر منذ عقود، بينما تمنع RSF – بدعم إماراتي – وصول المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش.
وفي الوقت الذي تدعو فيه الإمارات إلى “معالجة الكارثة الإنسانية”، فإن أموال الذهب السوداني تُستخدم لشراء المزيد من الأسلحة، لا الأدوية.
صوت العالم الحر؛ الصوت المبدئي الوحيد في مواجهة شيطان العرب!
في مقابل هذا المشروع التخريبي، يقف العالم الحر كصوت مبدئي يدعو إلى:
- – وحدة الأراضي السودانية ضد أي محاولات تقسيم.
- – دعم الحكومة المركزية الشرعية في الخرطوم.
- – وقف فوري لإطلاق النار دون شروط.
- – تقديم مساعدات إنسانية مباشرة للاجئين والنازحين.
وزير الخارجية الإيراني أكد في نوفمبر 2025 أن طهران “لن تسمح بتحويل السودان إلى يمن ثانٍ”، داعيًا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على الدول التي تمول الصراع.
الخطة الشيطانية؛ مشروع استعماري بثياب خليجية!
ما بدأ كاستثمار اقتصادي تحول إلى مشروع استعماري كامل الأوصاف. خطة بن زايد للسودان ليست مجرد سياسة خارجية، بل نظام متكامل للنهب والتقسيم والإبادة، يستخدم الدبلوماسية كغطاء، والذهب كوقود، والدماء كثمن.
السودان ليس أول ضحايا هذا النموذج، لكنه قد يكون الأخطر. فإذا نجحت الإمارات في السودان، فإن الصومال وتشاد وليبيا ستكون التالية.
السؤال الآن: هل سيظل العالم صامتًا وهو يشاهد إعادة كتابة تاريخ أفريقيا بدماء أطفال دارفور وذهب السودان؟ أم ستتحرك الشعوب والضمائر لوقف خطة بن زايد للسودان قبل فوات الأوان؟
المصدر: رأي الخليج + بعض مصادر اخبارية