نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا أشار فيه إلى وثائق سرية بريطانية تم الكشف عنها أشارت إلى وجود
تقارير أمنية، بأن الأمريكيين وضعوا خططا طارئة لاستخدام القوة للإطاحة بالأنظمة القائمة النفطية من
بينها السعودية في حال فشل جهود سياسات ملف النفط.
وكشفت الوثائق أن الحكومة البريطانية حاولت إصلاح علاقتها مع الولايات المتحدة، بعد توترها إثر حرب
“أكتوبر” في عام 1973، وكانت العلاقة في أدنى درجاتها عندما غضب هنري كيسنجر، من رئيس
الوزراء البريطاني إدوارد هيث، الذي فضل التشاور في قضايا الأمن مع المجموعة الاقتصادية الأوروبية
وليس الولايات المتحدة.
وأمر كيسنجر بوقف التعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وهو أمر تجاهلته سي آي إيه
ووكالة الأمن القومي، وذلك بعد انضمام بريطانيا للمجموعة الاقتصادية الأوروبية.
وتضيف الوثائق أن العلاقات توترت أكثر عندما قرر هيث تبني موقف محايد من الحرب العربية- الإسرائيلية،
بل واتهمت الولايات المتحدة باستخدام القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص لكي تنطلق منها طائرات
التجسس الأمريكية فوق الشرق الأوسط.
ورغم المواقف المتناقضة في الغرب من الحرب، إلا أن الدول المنتجة للنفط استخدمته كسلاح، وحثت كارتل
الدول المنتجة والمصدرة له (أوبك) على وقف تصديره للغرب.
وأشار الموقع إلى أن الوثائق التي أفرج عنها تكشف عن الطريقة التي كان يتحاور فيها كيسنجر والمسؤولون البريطانيون وبشكل دائم قبل الحرب.
وفي أيار كتب أنطوني بارسون الدبلوماسي البريطاني أن “ما يقلق كيسنجر هو أن الرئيس السادات يبدو يعيش
وهم شن حرب صغيرة ويفلت من العقاب، والحقيقة هي أن السقف سينهار على رأسه لو أطلق طلقة واحدة
على الإسرائيليين”.
لكن العلاقات لم تتعاف بشكل كامل، ولهذا أرسل هيث وزيرا في حكومته، وهو سير جون هانت، في مهمة
سرية لمقابلة كيسنجر في كانون الثاني/ يناير 1974.
وسجل هانت ما جرى بينهما في مذكرة طويلة. وقال إن مستشار الأمن القومي يعتقد أن “أي تسوية في نزاع
الشرق الأوسط يجب عدم ربطها بموضوع النفط.
وبحسب هانت، فقد اقترح كيسنجر تشكيل “كارتل للدول المستهلكة للنفط، وأنه سيعطي زخما لكارتل الدول
المنتجة”.
ولكن مذكرة هانت تشير لتأكيد كيسنجر على أهمية الضغط على السعودية كونهم لا يستطيعون التعامل مع
أسعار النفط كموضوع اقتصادي منفصل عن العلاقات السياسية.
ولو قامت الولايات المتحدة بالتأكيد على أن دعمها لكلا النظامين سيخف، فسيجبران على التفكير مليا في
سياساتهما النفطية.
وفي مذكرة أخرى، أخبر هانت، السكرتير الخاص لهيث، أن “السعودية هي مثال “كلاسيكي” عن “وضع”
السيطرة، وأن الملك فيصل كان أكثر تشددا في موضوع استخدام النفط كسلاح”.
وأضاف هانت: “لقد وجهت نظر رئيس الوزراء إلى تقارير أمنية تشير إلى أن الأمريكيين وضعوا خططا
طارئة لاستخدام القوة في الشرق الأوسط، إما مباشرة، أو من خلال الإطاحة بالأنظمة القائمة من بينها
السعودية”.