اخبار العالمسياسة

جرائم أمريكا الكيماوية ما زالت نتائجها قائمة في الفيتنام

بعد مرور خمسة عقود تقريباً على نهاية تلك الحرب، لا بد من تذكير القارئ بحقيقة وجود ملايين الفيتناميين وآلاف المحاربين الأمريكيين القدامى وأسرهم، ممن يعانون آثار جرائم أمريكا الكيماوية التي شنتها الولايات المتحدة في فيتنام. لم تكترث قيادة أمريكا بمستقبل من سينجو من حربها في تلك البلاد، ولكي تمنع الثوار من الاستفادة من كثافة الأشجار كغطاء، ألقت القوات الأمريكية مواد كيماوية لتعرية الغابات وكشف تحركات الثوار والجنود الفيتناميين.

إن العنصر الكيماوي المعروف باسم العامل البرتقالي يمثل أحد أكثر التحركات خزياً وعاراً للحرب ضد فيتنام، حيث إنه ما زال حتى الآن يُسَمِّمُ الفيتناميين الذين تعرضوا له وأبناؤهم يولدون بتشوهات خلقية، إضافة إلى عشرات آلاف الجنود الأمريكيين. ورغم مرور هذه المدة الزمنية، فإن ثلاثة ملايين فيتنامي لا يزالون يعانون تأثيرات ذلك السلاح
الكيماوي، ولعل نتائج تلك الحرب لا يمكن حصرها. نظراً لأن الولايات المتحدة لم تُعاقب على جريمة قصفها
هيروشيما ونكازاكي بالسلاح النووي، فمن الطبيعي أن تستخدم الأسلحة الكيماوية والنابالم في فيتنام، وإذ لم تعاقب،
فإنها كررت أفعالها في العراق، بل وأدخلت، قبل ذلك، الأسلحة الكيماوية في الحرب العراقية الإيرانية.

الأسلحة الجرثومية والكيماوية


وفي الفصل الثامن سلط المؤلف الضوء على الأسلحة الكيماوية والجرثومية، حيث أمضى أسابيع عديدة وهو يلقي
المحاضرات عن كتابه حول الأسلحة الجرثومية والكيماوية CBW، في المكتبات وفي مراكز البحث الأكاديمية
متحدثًا عن البحوث التي تجرى حول تلك الأسلحة
شرع سيمور هيرش بحثه الاستقصائي عن موضوع رش الغازات السامة والمواد الكيمياوية الحارقة خلال جرائم أمريكا الكيماوية في فيتنام، وساعده في ذلك أصدقاؤه الجدد من داخل عالم CBW لفهم ما عرضه برنامج 60 دقيقة
التابع لمحطة تلفزيون “سي بي أس”، الذي يتابعه الملايين من المشاهدين الأمريكيين، حيث عرضت المحطة حلقين
عن الجراثيم والغازات في نهاية شهر تشرين أول (أكتوبر) من عام 1968. فكتب مقالة لمجلة بروكريف. 
علاوة على ذلك لم تذكر محطة التلفزيون من صور المواقع ولا أماكن تواجدها، لكنني ذكرت أن جزءا من الفيديو قد
تم تصويره من قبل الجيش في مخزن العتاد في بابن بلف، وهو مبنى سري في ولاية آركنسا. كما أنّها لم تورد شيئاً عن حدوث
3300 طارئا خلال فترة ثماني سنوات في قاعدة فورت دترك، نجم عنها حالة عدوى أصابت أكثر من 500 رجل،
توفي ثلاثة منهم، إثنان بمرض الجمرة الخبيثة

مقتل 720 ألفا من الحيوانات كل سنة


وأظهرت الإحصائيات أنّ “720 ألفا من الحيوانات التي تتفاوت بين خنازير غينيا والقرود قد قتلت خلال عمليات التجريب كل سنة”. كما عرفت أنّ “الآلاف من الجنود والمتطوعين قد خضعوا للتجارب رَميا في الهواء. وهي عملية أطلق عليها المعطف الأبيض، وكما علمت بشكل شخصي فإنّ بعض المتطوعين لم تكن لديهم فكرة عن سبب تطوعهم
ولم يوقعوا وثائق لذلك الغرض، وأنّهم أخبروا بعد فوات الآوان أنّهم  تعرضوا لشيء ما. أتيح لبعض المتطوعين خيار للتدريب الأساسي قبل الذهاب إلى فيتنام باعتبارهم مساعدين للخدمات الصحية والإسعاف، أو الانضمام لبرنامج المعطف الأبيض.الجراثيم التي تعرضوا لها شملت تولارَميا والحمى الصفراء وحمى وادي رَفت والطاعون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى