“جهاز عسكري” فرنسي جديد بأفريقيا وجنرال أميركي يتحدث عن أهداف صينية روسية بالقارة
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء عن قلقه من الوجود الروسي في دول القارة الأفريقية، كما أكدت واشنطن بدورها مخاوفها من توسع النفوذ الصيني والروسي في أفريقيا.
وخلال جولة أفريقية بدأها من الكاميرون، قال ماكرون إن روسيا بدأت تعزيز نفوذها في أفريقيا خلال السنوات الماضية عبر الدعاية ونشر معلومات مغلوطة، وكذلك عبر وجودها العسكري من خلال اتفاقيات مع أنظمة سياسية ضعيفة وغير شرعية، ودعمها بواسطة مرتزقة “فاغنر”، على حد قوله.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الكاميروني بول بيا في العاصمة ياوندي، أكد ماكرون أن بلاده “لن تتخلّى عن أمن القارة الأفريقية”، وذلك من أجل دعم شركائها “وبناء على طلبهم”.
وتحدث الرئيس الفرنسي عن “إعادة ابتكار” الجهاز العسكري والأمني الفرنسي جغرافيا وتنظيميا، خصوصا في منطقة الساحل، وقد بدأ منذ الإعلان عن انسحاب عملية برخان من مالي أمام ما أسماه عداء المجلس العسكري الحاكم.
وأضاف “نعيد تنظيم منظومتنا بالانسحاب من مالي، لأن الإطار السياسي لم يعد متوفرا، بهدف توسيع جهازنا خارج منطقة الساحل إلى خليج غينيا والدول التي يتعين عليها الآن مواجهة مجموعات إرهابية تتمدّد وتتسبب باضطرابات للمنطقة كلّها”.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن بلاده ستدعم دول حوض بحيرة تشاد في محاربة “الإرهابيين”، وأنها ستساهم في التدريب العسكري وتوفير المعدّات والدعم للجيوش الأفريقية، مشددا على أن ثلاثية الأمن والدبلوماسية والتنمية هي التي تسمح بمواجهة الإرهاب ومعالجة أسبابه، حسب وصفه.
أزمة الغذاء
وفي سياق متصل، نفى ماكرون أن تكون العقوبات الأوروبية هي سبب الأزمة الغذائية العالمية، ومن ضمنها الأفريقية، مضيفا أن “الغذاء، كما الطاقة، سلاح حرب بيد روسيا”.
وندد الرئيس الفرنسي بـ”النفاق، لا سيما في القارة الأفريقية” المتمثل في عدم الاعتراف الواضح بما أسماه “العدوان” الروسي على أوكرانيا، موضحا أن الاتحاد الأوروبي قرر “القيام بكل ما يلزم لوقف هذه الحرب دون المشاركة فيها”.
وكان ماكرون قد بدأ الثلاثاء من الكاميرون جولة تستمر 4 أيام في القارة الأفريقية، يزور خلالها أيضا بنين وغينيا بيساو.
والتقى ماكرون ظهرا في القصر الرئاسي الكاميروني نظيره بول بيا (89 عاما)، الذي يحكم الكاميرون منذ ما يقرب من 40 عاما، حيث جاء الاجتماع بعد توتر تسببت به تصريحات لماكرون في عام 2020 بأنه سيمارس “أقصى قدر من الضغط على بول بيا لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان”.
مجموعة “فاغنر”
من جهة أخرى، قال قائد القيادة الأميركية في أفريقيا الجنرال ستيفان تاونسند للجزيرة إن الصين وروسيا تسعيان بكل الطرق، بما فيها العسكرية، لتوسيع نفوذهما في أفريقيا.
وأضاف أن مجموعة “فاغنر” الروسية تعمل نيابة عن الكرملين لدعم ما وصفه بالدكتاتوريات في أفريقيا، وأن الولايات المتحدة لاحظت سحب بعض عناصر “فاغنر” من ليبيا للقتال في أوكرانيا.