فايننشال تايمز: “كتالوغ” حسابات بوتين الخاطئة في أوكرانيا
تقول افتتاحية “فايننشال تايمز” (Financial Times) إن هزيمة أوكرانيا للقوات الروسية في منطقة خاركيف لا تنذر بالضرورة بإنهاء سريع للصراع، لكنها تسلط الضوء مجددا على توقع الكرملين الخاطئ بأن حجم روسيا ومواردها العسكرية يعني أن أوكرانيا الأصغر ستقع في حضنها، وأن الأوكرانيين سيرحبون بـ”محرريهم” الروس بالورود.
كما تفضح خطأ موسكو في افتراض أن القوات التي حشدتها ستكون كافية لتحقيق الهدف المصغر المتمثل في الاستيلاء على شرق أوكرانيا والسيطرة عليه بالكامل؛ بمجرد سحب موسكو قواتها من محيط كييف والشمال، من دون تعبئة عامة.
والافتراض الخاطئ الآخر، كما تقول الصحيفة، هو أن الدول الغربية قد تفقد الرغبة في فرض عقوبات تأديبية على روسيا يمكن أن تضرّ باقتصاداتها أيضا، وقد تتلاشى الوحدة بسرعة وتضغط على كييف لإنهاء الحرب، وقد ثبت العكس.
معارضة الغرب المنسقة أجبرت بوتين على التراجع عن افتراض آخر، هو أن الدول غير الغربية الرائدة، وفي مقدمتها الصين، ستقف معه من خلال مصلحة مشتركة في تحدي النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
فقد أجبرت معارضة الغرب المنسقة بوتين على التراجع عن افتراض آخر، ألا وهو أن الدول غير الغربية الرائدة، وفي مقدمتها الصين، ستقف معه من خلال مصلحة مشتركة في تحدي النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
لكن هذا الافتراض تبدّد في أول اجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ منذ الغزو، عندما أقرّ بوتين هذا الأسبوع بـ”تساؤلات ومخاوف” الزعيم الصيني بشأن “أزمة أوكرانيا”، وبدت تصريحاته في قمة أوزبكستان أول اعتراف علني بالخلافات مع بكين بشأن الصراع.
وبعد يوم من لقاء بوتين مع شي، انتقد رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي علنا غزو أوكرانيا لأول مرة، قائلا للرئيس الروسي في القمة نفسها إن الوقت الحالي “ليس حقبة حرب”.
وختمت الصحيفة بأن إدراك مدى سوء تقدير بوتين هو سبب تشجع الديمقراطيات الغربية، ولكنه أيضا سبب للحذر، لأن القائد المحاصر يمكن أن يكون خطيرا. وإذا وجد بوتين نفسه فعلا في مواجهة هزيمة أوسع في أوكرانيا، فإن توالي حساباته الخاطئة حتى الآن لا يعطي ثقة كبيرة بحكمة قراراته اللاحقة.