الاخبار العاجلةسياسة

مخاوف من صعود الفاشية.. ميلوني تتصدر سباق الانتخابات في إيطاليا

تتجه الأنظار نحو روما مع تصدّر حزب “إخوة إيطاليا” من أقصى اليمين نتائج الانتخابات التشريعية، إذ اشتهرت زعيمته جورجيا ميلوني بمواقفها اليمينية، وسط مخاوف من عودة الفاشية إلى البلاد.

ومع أن النتائج النهائية لم تظهر بعد، لكن استطلاعا أجرته محطة “راي” التلفزيونية الحكومية أظهر أن تكتل الأحزاب المحافظة، الذي يضم أحزاب “إخوة إيطاليا” و”الرابطة” بزعامة ماتيو سالفيني و”فورزا إيطاليا” بزعامة سيلفيو برلسكوني، سيحقق ما بين 41% و45% من الأصوات، مما يضمن للتحالف السيطرة على مجلسي البرلمان.

وتجسد ميلوني (45 عاما) -التي أكدت نيتها تشكيل الحكومة المقبلة- مخاوف المراقبين من صعود العنصرية في أوروبا، إذ تمثل أول امرأة يُتوقع توليها رئاسة الوزراء في هذا البلد حركة تندرج في سياق الفاشية الجديدة التي تمكنت من تحسين صورتها للوصول إلى السلطة.

وكان حزب “إخوة إيطاليا” قد فاز بنسبة 4% فقط من الأصوات بالانتخابات التشريعية عام 2018، إلا أن ميلوني تمكنت منذ ذلك الحين من استقطاب الكثير من المواطنين المستائين والغاضبين من سياسات الاتحاد الأوروبي، وغلاء المعيشة.

وترفع ميلوني شعار “الرب، الوطن، العائلة” وتشمل أولوياتها إغلاق الحدود لحماية البلاد من “الأسلمة” وإعادة التفاوض بشأن المعاهدات الأوروبية لكي تستعيد روما تحديد مصيرها، والتصدي لضغوط “لوبي مجتمع الميم” الذي يجمع المثليين والمتحولين جنسيا، ومحاربة “الخريف الديموغرافي” للبلاد التي تسجل أعلى متوسط أعمار بين الدول الصناعية بعد اليابان مباشرة.

وعام 2016، نددت ميلوني بـ “التبديل العرقي في إيطاليا” على غرار الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة الأخرى في أوروبا. وترى أستاذة العلوم السياسية في جامعة بولونيا صوفيا فينتورا أن “ميلوني تمثل مرجعا في الاحتجاج والسخط”.

“موسوليني سياسي جيد”

يرى مراقبون أن ميلوني وحزبها هم ورثة الحركة الاجتماعية الإيطالية، التي أسست الحزب الفاشي بعد الحرب العالمية الثانية.

ففي سن الـ 19، أكدت ميلوني في تصريح لمحطة “فرانس 3” التلفزيونية أن الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني كان “سياسيا جيدا”.

ومع ذلك، تنكر ميلوني انتماءها للفاشية، ففي مقابلة مع مجلة “ذي سبكتيتور” البريطانية قبل فترة قصيرة قالت “لو كنت فاشية لقلت ذلك”. 

وبينما تقر ميلوني بأن موسوليني “أنجز الكثير” إلا أنه ارتكب “أخطاء” منها القوانين المناهضة لليهود ودخول الحرب إلى جانب الزعيم النازي أدولف هتلر، إلا أنها توضح أنه “لا مكان للذين يحنون إلى الفاشية والعنصرية ومعاداة السامية” في صفوف حزبها.

وبالعودة إلى تاريخها السياسي، أصبحت ميلوني ناشطة في صفوف جمعيات طلابية يمينية منذ شبابها المبكر، حيث كانت تعمل أيضا حاضنة أطفال ونادلة، وعام 1996 ترأست جمعية في المدارس الثانوية اتخذت الصليب السلتي شعارا.

وعام 2006 أصبحت نائبة بالبرلمان، ونائبة لرئيس المجلس، وبعد سنتين عينها برلسكوني (رئيس الحكومة حينذاك) وزيرة للشباب.

ونالت ميلوني الاهتمام الإعلامي طوال مسيرتها، فكانت تحل ضيفة على الكثير من البرامج التلفزيونية، مما زاد من شعبيتها المتصاعدة.

ونهاية 2012 أسست ميلوني حزب “إخوة إيطاليا” مع منشقين آخرين عن نهج برلسكوني، واختارت معسكر المعارضة، وذلك بعدما سئمت من انقسامات اليمين.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى