لوفيغارو: ترهيب وتشويش وتجسس.. هكذا تراقب القوات الفرنسية الفضاء
يراقب مركز عمليات القيادة الفضائية الفرنسي السماء على مدار الساعة، كما يتابع النشاط العسكري للقوى الفضائية، مستخدما خريطة ضخمة من دون ألوان، عليها إشارات لبعض النقاط المهمة كالرادارات ومواقع الإطلاق التجارية، مع القدرة على متابعة النشاطات العسكرية، حيث يتقاطع العالمان في الفضاء.
هكذا بدأت صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية تقريرا بقلم نيكولا باروت، أشارت فيه إلى أهمية مكون الفضاء في جميع العمليات العسكرية كالاستخبارات والاتصالات وتحديد الموقع الجغرافي للقوات المعادية، حيث يقول ضابط فرنسي “غدا، إذا خسرنا الحرب في الفضاء فسنخسر الحرب نهائيا وبسرعة”، ولذلك يصارع الجيش الفرنسي حتى لا يتعطل في هذه المنافسة وحتى لا تتعرض وسائله للهجوم.
أهمية متزايدة
ولتوضيح هذه الأهمية المتزايدة، يقول الجنرال فيليب آدم الذي يرأس قيادة الفضاء الفرنسية، إن الطلقة الأولى في حرب أوكرانيا كانت في الفضاء، حيث هاجمت روسيا الاتصالات الأوكرانية، وقامت “بعمليات مضايقة” من بينها وضع جسم مشبوه في مدار قمر صناعي للجيش الأميركي، وقد تورطت في حرب أوكرانيا شركة ستارلينك الأميركية المملوكة لرجل الأعمال إلون ماسك.
وتوجد القيادة الفضائية الفرنسية في مباني وزارة الجيوش، حيث توجد لديها غرفة في مركز العمليات، تسمح -كما تقول الكاتبة- للمشغلين والمحللين بمتابعة “الوضع الميداني” في الوقت الفعلي، مما يحتاج إلى رادارات في المدار المنخفض وتلسكوبات في المدار الثابت، إضافة إلى الاستعانة بأنظمة مدنية للتعقب.
وما دام القمر الصناعي لا يرى إلا عندما يمرّ أمام المستشعر، كما يقول أحد المشغلين، فإنه من الضروري التصرف بسرعة أو مشاركة المعلومات مع حلفاء آخرين لديهم شبكة من أجهزة الاستشعار في أجزاء أخرى من العالم، مشيرا إلى أن أقاليم ما وراء البحار توفر العديد من الإمكانيات لتركيب وسائل المراقبة.
التعرّف على التهديدات
لمعرفة التهديدات، من الضروري دراسة عمليات الإطلاق والمسارات والسلوكيات، إذ إن “الهدف هو وضع افتراضات حول مهمة الأقمار الصناعية التي يمكنك مشاهدة ما تفعله، ولكن نيتها مسألة افتراض”، كما يقول الجنرال آدم، إذ تسمح الحركات والمدار المختار بتحديد الهدف والنية، كالتخويف أو التشويش أو التجسس إذا كان القمر يدور حول هدفه، وقد أجبر النهج الروسي في الصيف الماضي القمر الصناعي الأميركي على المناورة لاستهلاك الوقود وبالتالي تقليل عمره في السماء.
ونبّهت الكاتبة إلى أن الجيش يشعر بالقلق من الأقمار الصناعية “الزومبي” المعلن أنها خاملة وتجول في مدارها لكن يمكن إعادة تنشيطها، مشيرة إلى أن الروس والصينيين ضاعفوا معرفتهم الفضائية في السنوات الأخيرة، حيث نفذ الجيش الصيني اقترابا مزعجا، ولا سيما تكليف القمر الصناعي “شيجيانغ-21” (Shijian-21) رسميا بمهمة تنظيف الأشياء “غير المفيدة”، وبعد المناورة عاد القمر الصناعي إلى مداره.
وختمت الكاتبة بتدريبات القوات الفرنسية الأخيرة التي أدخلت فيها العمليات الفضائية إلى المناورات التقليدية على الأرض وفي البحر والجو، حيث تمت محاكاة 23 حدثا فضائيا، مثل التشويش والهجمات الإلكترونية وحتى “الإطلاق التفاعلي”.