فزغلياد: الصين تحتاج إلى روسيا في هذه الملفات الخمسة الرئيسية
أكد تقرير نشرته صحيفة “فزغلياد” الروسية أن الجميع يعرف أن روسيا تحتاج إلى الصين في ظل الوضع الراهن والتوترات الجيوسياسية الحالية، لكن الصين هي الأخرى في حاجة إلى روسيا ليس فقط فيما يتعلق بإمدادات النفط والغاز، ولكن في العديد من القضايا المهمة.
1- نظام عالمي جديد
وأوضح التقرير أن بكين في حاجة لموسكو لأجل إرساء سياستها العالمية. ونقل عن المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية إيلينا سوبونينا قولها إن الصين لم تكن ترغب سابقا في لعب أي دور في مختلف المجالات الدولية، وإنما كانت تولي اهتمامًا أكبر لأمن استثماراتها العملاقة المتنوعة.
أما الآن -توضح سوبونينا- فقد انقلبت الموازين وأدركت الصين صعوبة اكتساب لقب القوة الاقتصادية العظمى في ظل ضعف سياستها الخارجية.
لذلك، أحدثت الدبلوماسية الصينية تغييرا على مستوى سياستها استهدف مناطق مختلفة من العالم، على غرار أفريقيا والشرق الأوسط، حيث لعبت دور صانع السلام من خلال إطلاق عملية المصالحة السعودية الإيرانية فضلا عن مبادرة السلام من أجل أوكرانيا.
2- الاستقرار في آسيا الوسطى
وأكدت فزغلياد أن بكين تأخذ بعين الاعتبار الوضع الإقليمي وبشكل خاص في آسيا الوسطى التي توليها اهتماما خاصا بالنظر إلى أن بعض الأحداث التي عاشتها المنطقة تهدد أمن وسلامة الأراضي الصينية.
وقال رئيس المركز الأوراسي للتحليل في موسكو نيكيتا ميندكوفيتش إن الصين تسعى لمنع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من استخدام كازاخستان وقرغيزستان كنقطة انطلاق للإضرار بمصالح الصين.
وبحسب التقرير، فإن موارد الطاقة القادمة من روسيا إلى الصين تعبر أراضي آسيا الوسطى، التي تعتمد عليها بكين بدورها لنقل بضائعها إلى أوروبا كجزء من طريق الحرير الجديد. لذلك، من المهم بالنسبة لبكين وروسيا على حد سواء ضمان أمن هذه المنطقة.
3- أمن النفط والغاز
تعتبر الصين من أهم مراكز التصنيع في العالم، ما يجعلها في أمسّ الحاجة إلى ضمان تدفق موارد الطاقة.
ويقول المحاضر في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية وخبير الصندوق الوطني لأمن الطاقة إيغور يوشكوف إن أسطول الولايات المتحدة وحلفائها يعرقل وصول الموارد القادمة إلى الصين من الجنوب عن طريق البحر، التي يمثل النفط والغاز والفحم جزءًا كبيرًا منها.
وتسعى الصين لضمان أمن مصادر إمدادات الطاقة بمساعدة روسيا، التي تستطيع إمداد الصين بالنفط والغاز دون مشاكل.
4- التجارة والإنتاج
تؤمن أفريقيا الموارد المعدنية التي تحتاجها الصين، لكن تبقى التحديات قائمة بخصوص انتظام تسليم الإمدادات من القارة السمراء.
وبحسب التقرير، تحتاج بكين إلى موسكو كمورّد ومصدّر في نفس الوقت، لا سيما في ظل الحرب التجارية التي أعلنتها الولايات المتحدة ضد الصين ومحاولتها الحد من تنمية قطاعات التكنولوجيا الفائقة الصينية عن طريق طردها من الأسواق الغربية.
فيمكن أن تصبح روسيا مشتريا للمنتجات الصينية ذات القيمة المضافة العالية، بما في ذلك الأدوات الآلية والمعدات.
5- التكنولوجيا العسكرية
يعد المجال العسكري أحد أهم مجالات التعاون التكنولوجي، خاصة أن المجمع الصناعي العسكري الصيني يواجه اختلالات لا يمكن تخطيها دون مساعدة شريك مثل روسيا.
ونقل التقرير عن الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف قوله إن الصين تحاول منذ 35 عامًا، دون جدوى، إنشاء محرك نفاث يستخدم في طائرات الجيلين الرابع والخامس.
وفي سبيل تحقيق ذلك، حاولت تقليد محركات الطائرات الروسية ليتضح أن هذه المنتجات أقل فاعلية من تلك المصنَّعة في روسيا.