أثار توترا سياسيا.. كوسوفو تطالب باتخاذ إجراءات تأديبية ضد الصربي ديوكوفيتش
طالبت اللجنة الأولمبية في كوسوفو اللجنة الأولمبية الدولية باتخاذ إجراءات تأديبية بحق نوفاك ديوكوفيتش، متهمة اللاعب الصربي بإثارة التوتر السياسي بقوله “كوسوفو قلب صربيا” في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس.
وكتب ديوكوفيتش هذه الكلمات على عدسة كاميرا بعد فوزه في الدور الأول يوم الاثنين الماضي وهو نفس اليوم الذي أصيب فيه 30 من قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي في اشتباكات مع محتجين ينحدرون من أصل صربي في بلدة زفيكان في كوسوفو حيث نشأ والد ديوكوفيتش.
Serbian Novak Djokovic has defended writing “Kosovo is the heart of Serbia. Stop the violence” on a camera following his first round win at the French Open. pic.twitter.com/eVQMUuze96
— The Irish Times (@IrishTimes) May 31, 2023
وقالت السلطات الصربية إن 52 متظاهرا أصيبوا في الاشتباكات.
واندلعت اشتباكات شابها العنف بين شرطة كوسوفو ومحتجين معارضين لتولي مسؤولين من أصل ألباني رئاسة بلديات في مناطق يسكنها منحدرون من أصل صربي.
وقال المصنف الثالث عالميا في وقت لاحق إنه يعارض أي صراعات لكنه دافع عن بيانه ووصف الوضع في كوسوفو بأنه “سابقة”.
وقال عصمت كراسنيكي رئيس اللجنة الأولمبية بكوسوفو في بيان “روّج نوفاك ديوكوفيتش مرة أخرى دعاية القوميين الصرب واستخدم المنصة الرياضية للقيام بذلك”.
وأضاف “التصريحات الإضافية التي صدرت بعد المباراة من شخصية عامة بهذا الحجم دون أي شعور بالندم تؤدي بشكل مباشر إلى رفع مستوى التوتر والعنف بين البلدين” وحث اللجنة الأولمبية الدولية على “فتح إجراءات تأديبية ضد اللاعب”.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية، التي تحظر أي تصريحات سياسية في الملاعب وفي مراسم توزيع الميداليات في الأولمبياد، إنه ليس لها رأي في هذا الأمر لأن البطولات الأربع الكبرى لها قواعدها الخاصة.
وقال متحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية “تدار بطولة فرنسا المفتوحة من قبل السلطات المشرفة على البطولات الأربع الكبرى ذات الصلة وتحكمها قواعدها. يخضع اللاعبون لسلطة اللجنة الأولمبية الدولية خلال الألعاب الأولمبية فقط”.
وجاء طلب اللجنة الأولمبية في كوسوفو بعد يوم من اتهام اتحاد التنس في كوسوفو ديوكوفيتش باستخدام مكانته الرياضية لإثارة التوترات.
وقالت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا-كاستيرا، التي ستستضيف بلادها الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس العام المقبل، إن رسالة ديوكوفيتش “غير لائقة تماما”.
وأضافت للتلفزيون الفرنسي “هناك مبدأ الحياد في مجال الرياضة. عندما تحمل رسائل للدفاع عن حقوق الإنسان، رسائل تجمع الناس حول القيم العالمية، يكون للرياضي وقتها الحق في حرية التعبير عنها. لكن في هذه الحالة، كانت رسالة سياسية للغاية. لا يجب التدخل، خاصة في الظروف الحالية، لا ينبغي أن يحدث ذلك مرة أخرى”.
مثير للجدل
وأثار ديوكوفيتش الجدل في الماضي بما في ذلك موقفه المناهض للتطعيم خلال “كوفيد-19”.
وبينما كان يستعد لخوض مباراته في الدور الثاني في وقت لاحق اليوم الأربعاء ضد المجري مارتون فوتشوفيتش، قال الاتحاد الدولي للتنس إن رسالة ديوكوفيتش لم تنتهك قواعد البطولات الأربع الكبرى.
وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي للتنس، في بيان عبر البريد الإلكتروني، إن “قواعد سلوك اللاعبين في أي بطولة من البطولات الأربع الكبرى يحكمها كتيب اللوائح الخاص بتلك البطولة، التي تديرها الجهة المنظمة المعنية. لا يوجد بند في هذا الكتيب يحظر التصريحات السياسية”.
وردا على سؤال حول الضجة التي اندلعت في ملاعب باريس، قالت اللاعبة الأوكرانية إيلينا سفيتولينا إن اللاعب الصربي يجب أن يتمتع بالحق في التعبير عن رأيه.
وقالت اللاعبة الأوكرانية البالغة من العمر 28 عاما، والتي دعت إلى منع جميع لاعبي التنس من روسيا وروسيا البيضاء من المشاركة في المسابقات الدولية بسبب غزو موسكو لبلادها عام 2022، إن ديوكوفيتش الحائز على 22 لقبا في البطولات الأربع الكبرى يمكنه التعبير عن رأيه.
وقالت سفيتولينا بعد فوزها في الدور الثاني لبطولة فرنسا المفتوحة “حسنا، نحن نعيش في عالم حر، فلماذا لا تقول رأيك في شيء ما؟ أشعر أنه إذا كان لك موقف ورأي في شيء ما، فأنت تعتقد أن هذا هو السبيل للتعبير عنه، وهو أن تفصح عن هذا الرأي”.
وأضافت “أعني، إذا كنت مع صديق تجلس وتتحدث، ستقول رأيك، وسيقول هو رأيه. فلماذا لا (يقول ديوكوفيتش رأيه)؟”.
وسيرسل حلف شمال الأطلسي، الذي يوجد له نحو 4 آلاف جندي حاليا في كوسوفو، 700 جندي إضافي للحد من العنف مع وضع كتيبة أخرى في حالة تأهب قصوى مع اشتداد الاضطرابات.