صحف أميركية تكشف جوانب من شخصية المشتبه بمحاولته اغتيال ترامب
كشفت كل من صحيفة “نيويورك تايمز” ومجلة “نيوزويك” جوانب من شخصية المشتبه في محاولته اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمس الأحد خارج منتجعه الخاص في بالم بيتش في ولاية فلوريدا حيث كان يمارس رياضة الغولف.
وهذه هي المحاولة الثانية من نوعها في غضون شهرين التي يتعرض لها مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
اقرأ أيضا
list of 2 items
بعد عام من غياب الطعام الطازج بغزة.. احتفال بشحنة تفاح
كوريا الشمالية تكشف بغير قصد موقع منشأة نووية سرية
end of list
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن المشتبه فيه رايان ويسلي روث البالغ من العمر 58 عاما، والذي اعتُقل في يوم المحاولة نفسه، سبق أن أعرب عن رغبته في القتال والموت في أوكرانيا.
وذكرت أن منشورات روث على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” أظهرت جنوحا إلى العنف في الأسابيع التي تلت الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. وكتب في إحداها “أنا على استعداد للسفر إلى كراكوف والذهاب إلى حدود أوكرانيا للتطوع والقتال والموت”.
حقوق الإنسان والحرية
وتقول سيرته الذاتية على تطبيق واتساب إن “على كل واحد منا أن يضطلع بدوره يوميا بأصغر الخطوات للمساعدة في دعم حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية؛ ويجب على كل منا مساعدة الصينيين”.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أنها كانت قد أجرت مقابلة في عام 2023 مع روث، المقاول السابق في مجال تسقيف الأسطح من مدينة غرينزبورو بولاية كارولينا الشمالية، بغرض تضمينها في مقال عن تطوع الأميركيين في المجهود الحربي في أوكرانيا.
ونقلت عن روث، الذي لم تكن لديه أي خبرة عسكرية، القول إنه سافر إلى أوكرانيا عقب الغزو الروسي وأراد تجنيد جنود أفغان للقتال هناك.
وقالت الصحيفة الأميركية إن المشتبه فيه تحدث إليها في المقابلة “بثقة الدبلوماسي المحنك الذي يعتقد أن خططه لدعم المجهود الحربي الأوكراني ستنجح لا محالة”.
عديم الصبر
لكن يبدو أن الرجل -بحسب تقرير نيويورك تايمز- لا يتحلى بطول أناة تجاه أي شخص يعترض طريقه، فعندما تحدث إليه أحد المقاتلين الأميركيين باستخفاف عبر رسالة على فيسبوك وأطلعها للصحيفة، قال روث “يجب إطلاق النار عليه”.
وفي المقابلة، قال روث إنه كان قد زار واشنطن العاصمة للقاء اللجنة الأميركية للأمن والتعاون في أوروبا، المعروفة باسم لجنة هلسنكي، لمدة ساعتين للضغط من أجل تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا.
وتصف نيويورك تايمز اللجنة، التي يقودها أعضاء في الكونغرس ويعمل بها موظفون من الكونغرس، بأن لها تأثيرا في المسائل المتعلقة بالديمقراطية والأمن، وكانت صريحة في دعم أوكرانيا.
وكشف روث أنه كان يبحث عن مجندين للقتال في أوكرانيا من بين الجنود الأفغان الذين فروا من حركة طالبان. وأضاف أنه كان ينوي نقلهم بشكل غير قانوني في بعض الحالات من باكستان إلى أوكرانيا، زاعما أن العشرات منهم أعربوا عن رغبتهم في ذلك.
لم يتأكد بعد
ونسبت الصحيفة إلى جهاز الخدمة السرية الأميركي أنه لم يتضح بعد ما إذا كان المشتبه به “النحيف البنية، وذو الشعر البني المحمر الذي كان يرتدي العلم الأميركي في إحدى صوره الشخصية” هو من أطلق النار قبيل مغادرته مكان الحادث يوم الأحد.
وفي مرحلة من المراحل، انتقل روث إلى ولاية هاواي حيث كان هناك رجل يدير شركة صغيرة يحمل اسمه نفسه.
وفي منشور له في مايو/أيار 2020، دعا المشتبه فيه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لزيارة هاواي لقضاء إجازة، معربا عن استعداده للعمل “كسفير ووسيط” لحل النزاعات بين البلدين.
ورأت مجلة نيوزويك، في تقرير آخر، أن الدافع وراء إقدام المشتبه فيه على محاولة الاغتيال كان على ما يبدو نابعا من شعوره بالإحباط من سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب في أوكرانيا.
يجند المتطوعين لأوكرانيا
وأوردت نيوزويك أن نسختها الرومانية كانت قد أجرت مقابلة مع روث في يونيو/حزيران 2022، حيث تطرق إلى جهوده لتجنيد متطوعين لفيلق الدفاع الدولي، وهي وحدة تابعة للقوات البرية الأوكرانية.
وقال روث “بالنسبة لي، كثير من الصراعات الأخرى رمادية، لكن هذا الصراع هو بالتأكيد أبيض وأسود.. وهو قطعا شر ضد خير”.
ونقلت المجلة عن جون ميلر، كبير المحللين في شبكة “سي إن إن”، القول بعد محاولة الاغتيال إن حسابات روث على وسائل التواصل ركزت على “انخراطه المزعوم” في الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك جهوده المفترضة لتجنيد متطوعين للقتال هناك. كما ادعى روث أنه شارك في القتال في أوكرانيا وهي تواصل صدها للغزو الروسي.
وأشارت المجلة إلى تقرير نشره موقع سيمافور الإخباري في العاشر من مارس/آذار 2023، جاء فيه أن روث رئيس المركز الدولي للمتطوعين في أوكرانيا، وهو منظمة خاصة تعمل على “تمكين المتطوعين” ومجموعات أخرى غير ربحية تنشط في مجال دعم جهود توزيع المساعدات الإنسانية في عموم أوكرانيا.
موقف ترامب من أوكرانيا
ووفقا للتقرير، فقد كان ترامب صريحا عندما أعرب عن ارتيابه بشأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة، مما دفع حزبه إلى منع تقديم التمويل العسكري اللازم إلى كييف لعدة أشهر في وقت سابق من هذا العام.
وعندما سُئل في المناظرة الرئاسية الأخيرة مع منافسته الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس عما إذا كان يتمنى فوز أوكرانيا في الحرب، لم يُجِب ترامب بنعم.
وبحسب نيوزويك، فقد ورد أن المشتبه فيه اعتُقل سابقا 8 مرات، معظمها بسبب جنح بسيطة. كما أفادت وكالة أسوشيتد برس للأنباء نقلا عن سجلات إدارة الإصلاح للبالغين في ولاية كارولينا الشمالية على الإنترنت، بأنه أُدين عام 2002 بحيازة سلاح دمار شامل. لكن الوكالة لم تقدم تفاصيل عن القضية.
وأشارت المجلة إلى أن سجلات مفوضية الانتخابات الفدرالية الأميركية أظهرت أن روث -الذي كان خلال الفترة ما بين سبتمبر/أيلول 2019 ومارس/آذار 2020 مقيما في كاواو بولاية هاواي- أسهم بأكثر من 140 دولارا في حملة لجمع التبرعات لصالح مجموعة متنوعة من مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات 2020 الرئاسية.
وبعد حادثة أمس الأحد، التي جاءت بعد 9 أسابيع من محاولة الاغتيال الأولى يوم 13 يوليو/تموز الماضي بولاية بنسلفانيا، بعثت حملة ترامب الانتخابية رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موظفيها تطلب منهم التحلي باليقظة والحذر. ووفقا لوكالة أسوشيتد برس، فقد جاء في الرسالة أن “هذه ليست مسألة نستهين بها. سلامتكم هي دوما أولويتنا القصوى. نرجو منكم أن تظلوا يقظين في غدوكم ورواحكم”.