قالت صحيفة غارديان إن الكثيرين لاحظوا في الأشهر الأخيرة أن الحشود في تجمعات المرشح الجمهوري دونالد ترامب تتضاءل مع تحول خطاباته إلى هذيانات تستمر لساعات عديدة، وذلك ما عزته منافسته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إلى “الإرهاق والملل”، وإن كانت هناك مجموعة متنوعة من الأسباب.
وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم جورج تشيدي- إلى أن صف الدخول إلى تجمع ترامب امتدت لمسافة ربع ميل في مارييتا بجورجيا يوم الثلاثاء قبل ساعة من بدء الحدث، وكادت القاعة التي تتسع لنحو 2700 شخص تمتلئ بالمؤيدين الذين حضر بعضهم مبكرا.
اقرأ أيضا
list of 2 items
“لاعب خطير”.. التهديد البحري السري لحزب الله
مجلة تركية: من يسيطر على من في أفريقيا؟
end of list
وقالت هاريس خلال المناظرة “سأفعل شيئا غير عادي حقا وسأدعوك لحضور أحد تجمعات دونالد ترامب لأنه أمر مثير للاهتمام حقا، ستراه أثناء تجمعاته يتحدث عن شخصيات خيالية مثل هانيبال ليكتر. سيتحدث عن طواحين الهواء التي تسبب السرطان. وما ستلاحظه أيضا هو أن الناس يبدأون في مغادرة تجمعاته مبكرا بسبب الإرهاق والملل”.
سبع دقائق
وقد اختبرت غارديان هذا الاقتراح يوم الثلاثاء، فوجدت أن حوالي ثلاثة من كل 10 أشخاص حضروا التجمع، غادروا قبل أن ينتهي ترامب من الحديث، وبالفعل كان عشرات الأشخاص قد غادروا المكان بعد مرور سبع دقائق على خطاب ترامب، عندما كان يتلو قائمة طويلة من المظالم حول التضخم والمدارس وجودة السيارات والمدن والهجرة واحتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وبعد مرور عشرين دقيقة، وبينما كان ترامب يصف كيف أن “القتلة” المهاجرين غير القانونيين يشكلون تهديدا أكبر لأميركا من التضخم، توجهت رايان تايلور، وهي مقدمة برامج إذاعية، إلى سيارتها، وقالت “أسكن على بعد ساعة من هنا، وابني ينتظر في السيارة. لم يكن يريد الدخول. إنه مراهق”.
وغادر نحو 50 شخصا عند الساعة 9 و22 دقيقة، عندما كان ترامب يصف هاريس بأنها “ملكة الضرائب” ويشكو من ضرائبها التي قللت من قيمة ممتلكاته في سان فرانسيسكو، ثم خرجت مجموعة من خمسة شبان يرتدون قبعات بيسبول حمراء مكتوب عليها “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” قبل الساعة 9 والنصف بقليل، عندما كان ترامب يدعي أن الحروب في أوكرانيا وغزة لم تكن لتحدث لو كان رئيسا.
ثلث الجمهور غادر
وقال غوستاف “نحن من الدنمارك، ولا نهتم بالسياسة الأمريكية على الإطلاق”، وذكر أنهم سمعوا عن ظهور ترامب وجاؤوا ليسمعوا، ووصفوا الحدث بأنه “هذيان حمى”، وذهبوا، كما ذهب حوالي 50 آخرين غادروا خلال الدقائق العشر التالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أربعة شبان قد طردوا، وقال أحدهم دون الكشف عن هويته “دخل بعضنا حاملين الأعلام ليصرخوا فلسطين حرة”، وانتزعت منهم الأعلام وتعرضوا للاستهجان والركل.
وقبل العاشرة قليلا كان ترامب يتحدث عن “غزو المهاجرين الذي يسرق الوظائف الأمريكية”، عندما خرجت موجة من الناس إلى المخارج، وكان ما لا يقل عن 500 شخص قد غادروا بحلول ذلك الوقت.
وكانت فوني ميلر ستبقى لو استطاعت، وقالت “لقد جعلني أبكي. إذا فازت كامالا سوف نكون في ورطة كبيرة، لأنها لا تستطيع أن تتخذ قرارا. لقد جعلني أبكي فقط لأنه يتخلى عن الكثير من أجلنا. لديه المال، لكنه يفعل ذلك لأنه يريد إجراء تغييرات لأمريكا”.
وفقد ترامب حوالي ثلث جمهوره بحلول الساعة 10 وخمس دقائق، عندما كان يتحدث عن مدى أهمية حماية ضباط الشرطة من الدعاوى المدنية، وكان ستيفن روزنباوم الذي حضر العديد من التجمعات، يسير عائدا إلى سيارته مع ابنه في تلك اللحظة، وهو يقول “إنه يُظهر الجانب الإنساني. أردنا أن نراه على طبيعته.. لكن المرء لا يمكنه أن يبقى طوال الوقت؟ لقد رأينا ما يكفي.. ابني سيذهب إلى المدرسة”.
