تعد قارة أفريقيا إحدى الوجهات المهمة لاستثمارات اقتصاديات دول الخليج، وهو ما يعزز أداء اقتصادات دول الخليج بشكل عام، خاصة في ظل سعيها إلى تنويعها مصادر دخلها وتحسين إيراداتها بعيداً عن النفط.
وزادت اقتصاديات دول الخليج في الفترة الأخيرة بين دول الخليج والقارة الأفريقية، خاصة في مجال الزراعة، والاتصالات، والشحن البحري والجوي، والقطاع المالي، والبنية التحتية.
وأصبحت أفريقيا سوقاً نشطاً لثلاث شركات طيران خليجية هي: طيران الإمارات، واتحاد الطيران، والخطوط الجوية القطرية.
وبلغ التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا نحو 71 مليار دولار، في حين بلغ إجمالي الصادرات الأفريقية إلى مجلس التعاون الخليجي 24.58 مليار دولار، وفقاً لمركز التجارة الدولية (مارس 2020).
وأظهر تقرير أصدرته “غرفة دبي” بالتعاون مع “الإيكونومست” (الثلاثاء 12 أكتوبر الجاري)، أن الشركات الخليجية استثمرت أكثر من 1.2 مليار دولار أمريكي في أفريقيا جنوب الصحراء (جميع دول أفريقيا عدا 7 دول عربية) خلال الفترة من يناير 2016 وحتى يوليو 2021، خصوصاً في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والأغذية والمشروبات والخدمات المالية والضيافة.
ويستند التقرير الذي يحمل عنوان “الاستفادة من الفرص: تعميق الروابط التجارية والاستثمارية بين دول أفريقيا جنوب الصحراء ودول مجلس التعاون الخليجي”، إلى دراسة استقصائية شملت 200 من كبار المديرين التنفيذيين في عددٍ كبير من القطاعات الرئيسة هناك.
وأشار التقرير إلى ما يمكن لدول الخليج العربي لعبه بدعم أفريقيا في سد العجز وتوفير النواقص في البنية التحتية الأساسية، إضافة إلى مساهمة الشركات الأفريقية في دعم الاقتصادات الخليجية والتوسع فيها.
الاستثمارات الإماراتية
تعد الإمارات من أكثر دول مجلس التعاون الخليجي استثماراً في أفريقيا، وفقاً لدراسة نشرتها كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة في (ديسمبر 2019)، حيث تستثمر بشكل كبير بقطاع النقل.
ومن أبرز مشروعات الإمارات في القارة السوداء، حسب الدراسة، إنشاء موانئ دبي العالمية لمحطة الحاويات (دوراليه) في جيبوتي عام 2000، وكان أول استثمار لـ”موانئ دبي العالمية” خارج الإمارة، واستثمرت فيها نحو مليار ونصف المليار دولار مما جعله ثالث أكبر ميناء للحاويات في أفريقيا، وتساهم بنحو ربع الناتج المحلي الإجمالي في جيبوتي، كما توضح الدراسة.
وبالعودة لتقرير غرفة تجارة دبي و”الإيكونومست” تستحوذ الشركات الإماراتية على 88% من اقتصاديات دول الخليج في أفريقيا جنوب الصحراء.
كما أظهرت بيانات غرفة تجارة دبي أن إجمالي التجارة مع القارة الأفريقية كاملة في مجال الأغذية والمشروبات باستثناء التبغ بلغ 13.9 مليار دولار بين 2015-2020.
وأكدت الغرفة، في تحليل لها نشرته في سبتمبر الماضي، أن قيمة التبادل الثنائي بين الجانبين بمجال الأغذية والمشروبات بلغت في العام 2020 نحو 2.4 مليار دولار أمريكي، بنمو 18% مقارنة بالعام الذي سبقه وهو الأعلى
منذ عام 2017.
الاستثمارات القطرية
تستثمر دولة قطر بالقارة الأفريقية في مجالات السياحة، والزراعة، والاتصالات، والمعادن، والتنقيب عن النفط
والغاز، تحقيقاً لمبدأ التنويع الاقتصادي والانفتاح على الاقتصادات المختلفة.
وحول تلك الاستثمارات، سبق أن أكد موقع “بيزنس نيوز” الاقتصادي، في مارس الماضي، أن دولة قطر حافظت
على استثماراتها الكبيرة بمنطقة شمال أفريقيا، وذلك رغم الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا على حركة الاقتصاد.
وظلت قطر، وفق الموقع، ضمن قائمة الدول الأكثر استثماراً في تونس، وأنها حافظت على مشروعاتها في المغرب
والجزائر، إضافة إلى الدول الأفريقية الأخرى.
ويبلغ حجم الاستثمارات القطرية في أفريقيا، وفقاً لمجلة “أفريقيا 2050″، نحو 13.5 مليار دولار.
وكانت آخر الاستثمارات القطرية بأفريقيا، في يناير 2021، شراء 8 فنادق بعدد من الدول الأفريقية، معتبراً أن
الصفقة هي الكبرى في تاريخ معاملات الضم أو الشراء بقطاع الضيافة الأفريقي.
الاستثمارات السعودية
توجد السعودية عبر استثمارات عديدة بأفريقيا، خاصة في قطاعات الطاقة والتعدين والاتصالات والأغذية والبنية
التحتية وغيرها بإجمالي 15 مليار ريال سعودي (4 مليارات دولار).
وخلال يونيو الماضي، أعلن الصندوق السعودي للتنمية عن مبادرة بمليار ريال سعودي (266 مليون دولار) لتطوير
دول الساحل بالمشاركة مع وكالة التنمية الفرنسية.
ويعد القطاع الزراعي في أفريقيا الأكثر جذباً للمستثمرين السعوديين حالياً، حيث توضح الدراسات السعودية أنه
بحلول عام 2030 يمكن لقطاع الزراعة الأفريقية إنشاء سوق بقيمة تريليون دولار في حال استغلال الموارد المائية
المتجددة.
الاستثمارات الكويتية
تولي الكويت القارة الأفريقية اهتماماً بالغاً، وترجمت ذلك من خلال المساهمة الفعالة للصندوق الكويتي الذي أنشئ
عام 1961 ويتعاون مع أكثر من 52 دولة أفريقية.
وحسب آخر الأرقام الرسمية المنشورة منذ عام 2015، تبلغ الاستثمارات الكويتية في أفريقيا 16 مليار دولار.
وتستثمر الكويت في أفريقيا بقطاع المقاولات، وإدارة الفنادق والمنتجعات، والاتصالات.
الاستثمارات العُمانية
تستثمر سلطنة عُمان في قارة أفريقيا بشكل ملحوظ، كان آخرها توقيع جهاز الاستثمار العُماني، في يناير الماضي،
مذكرة تفاهم لإنشاء ميناء متعدد الأغراض في زنجبار.
ويتضمن مشروع الميناء الذي من المخطط إقامته في مانغبواني، محطة للحاويات والبضائع، وميناء لسفن الصيد،
وعمليات صيانة السفن، إلى جانب أنشطة النفط والغاز.
كما سبق أن استثمر الجهاز عبر توقيعه اتفاقية تعاون مع جيبوتي في عام 2019، للاستثمار في اللوجستيات والنقل.
كما تعد البحرين من أقل دول مجلس التعاون الخليجي استثماراً في الدول الأفريقية، حيث تتركز في تونس والسودان.
ويعدّ مشروع “خيرات البحرين”، الذي أطلقته المنامة بالسودان في (أكتوبر 2010)، أول استثمار زراعي لصندوق
الثروة السيادي للبحرين (ممتلكات)، ضمن خطة الاستثمار طويل المدى في القطاع الزراعي، لتحقيق عوائد إضافية لخزينة الدولة.
ويهدف المشروع إلى زراعة 42 ألف هكتار (100 ألف فدان) بولاية الشمال.
كما سبق أن وقعت البحرين والسودان في يونيو 2013، اتفاقية تنص على الاستفادة من أرض زراعية في الاستثمار
الزراعي والحيواني والأعلاف، حيث قدرت قيمة هذا الاستثمار بأكثر من 200 مليون دولار.