في البداية قد لا ينتبه زائر مدينة مطماطة التونسية (جنوب) إلى البيوت المحفورة تحت مستوى الأرض،
فقد يبدو له المشهد للوهلة الأولى كواحة شاسعة ممتدة الأطراف.
لكن بمجرد الاقتراب قليلا من مدخل المدينة، التابعة لولاية قابس (378 كم جنوب العاصمة تونس)، تظهر
للزائر بيوتا حفرها أمازيغ تونس قبل قرون.
و”الأمازيغ” هم شعوب أهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا، إلى المحيط الأطلسي
غربا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.
وصارت بيوت الأمازيغ في مطماطة مزارا لسياح يقصدونها من تونس ومن كل أنحاء العالم، فتستهويهم
هندستها وجدرانها الترابية وأبوابها القديمة.
تلك البيوت، التي يسميها التونسيون “الحوش الحفري”، لا تزال محافظة على الطراز التي أنشئت به، حتى
أنها لا تزال مساكن لحوالي 5 آلاف من سكان هذه المدينة القديمة.