هل اعتقال نافالني رسالة بوتين إلى بايدن لتذكيره، بأن زمن أوباما قد انتهى
اعتقلت روسيا نافالني المعارض الأبرز لفلاديمير بوتين، مستشار جو بايدن يطالب موسكو بالإفراج الفوري
عنه، فإلى أين تتجه الأمور بين البلدين بعد مغادرة ترامب حليف بوتين وصديقه؟
القصة بدأت أمس الأحد عندما اعتقلت موسكو المعارض أليكسي نافالني فور وصوله إلى موسكو، حيث كان
يعالج من محاولة اغتياله بالسم.
وقالت موسكو: أن احتجزت إدارة السجون الفيدرالية نافالني، والذي كان مدرجاً في قائمة المطلوبين منذ
كانون الأول بجرم الاحتيال.
ومنذ آب عندما تدهورت الحالة الصحية لنافالني، تبادلت روسيا والاتحاد الأوروبي الاتهامات، حيث رجحت
برلين أن يكون ضحية اعتداء بالسم، ودعت كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي، موسكو إلى فتح تحقيق في
تسميم نافالني.
وبالتالي فإن اعتقال نافالني يراه المحللين تصعيداً من جانب روسيا تزامناً مع التغيير الذي من المتوقع أن
تشهده السياسية الدولية مع تولي بايدن المسؤولية في البيت الأبيض.
فعلى مدى السنوات الأربع التي تولى فيها ترامب الرئاسة، شهدت العلاقات الأمريكية–الروسية تحسناً في
ظل العلاقة التي جمعت بوتين مع ترامب.
وعلى عكس سياسة ترامب التي سمحت لبوتين بمد النفوذ الروسي، أعلن بايدن أنه قادم لاستعادة الدور
الأمريكي، ويمكن قراءة التصعيد الروسي باعتقال نافالني بأنه تحد مباشر لبايدن قبل تولى منصبه، والاطلاع
على تغريدة مستشار بايدن ورد المتحدثة باسم الخارجية الروسية يوضح الصورة أكثر.
من جانبها، أصدرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بياناً رداً على سوليفان قالت فيه:
احترموا القانون الدولي ولا تتدخلوا في القانون الوطني للدول. تعاملوا مع مشاكلكم المحلية أولا.
دلالات اعتقال نافالني
دلالة اعتقال نافالني ستمثل نقطة مفصلية في رئاسة بايدن، فبايدن كان نائباً لأوباما صاحب التصريحات
الشهيرة التي قللت من قوة روسيا، لكن روسيا اليوم ليست روسيا قبل عقد من الزمان، كما أن الولايات
المتحدة اليوم ليست كما كانت من قبل.
ومع عودة بايدن محاطاً بغالبية المسؤولين في إدارتي أوباما، يتوقع المراقبون أن تشهد العلاقات الروسية-
الأمريكية توترا ربما أسوأ حتى مما كانت عليه أيام أوباما، لكن شتان بين ما كانت عليه ظروف القوتين في
ذلك الوقت عما هما عليه الآن.
فبايدن سيدخل البيت الأبيض مثقلاً بتركة ضخمة من المشكلات الداخلية، قد تجعل تركيزه على السياسة
الخارجية مؤجلاً على أفضل تقدير.
هذه التعقيدات، كلها أمور تجعل من قضية دفاع واشنطن عن حقوق الإنسان والحريات في روسيا أمراً ربما
لا يتعدى حدود مطالبة سوليفان لموسكو بالإفراج “الفوري” عن نافالني.