الاخبار العاجلةاخبار العالمسياسة
أخر الأخبار

هل يساعدهم بايدن.. أمراء معارضون يخططون للانقلاب على ابن سلمان

تتزايد الضغوط الأميركية على المملكة السعودية لتحسين ملف حقوق الإنسان المتدهور، لا سيما في ظل إدارة
الرئيس الجديد جو بايدن التي تعهدت بممارسة ضغوط على الدول التي تنتهك حقوق الإنسان، وإعادة تقييم
علاقتها بالمملكة.

لكن ثمة تحول كبير في العلاقة بين واشنطن والرياض، جعل الأخيرة تبدأ مباشرة في الإفراج عن عدد من
معتقلي الرأي، كان آخرهم الناشطة الحقوقية لجين الهذلول في 10 فبراير/ شباط 2021.

يأتي ذلك في ظل ضغوط أخرى تطالب بالإفراج عن ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف المعتقل منذ أكثر
من عام، بالإضافة إلى تقارير تتحدث عن احتمالات الإطاحة بمحمد بن سلمان من ولاية العهد.

أسئلة كثيرة ثارت، تمحور أغلبها حول عملية التغيير في المملكة، وهل بايدن سيدعم الأمراء السعوديين المعارضين في حال عزمهم الإطاحة بابن سلمان عبر انقلاب؟

مخطط الإطاحة

وفي ظل استياء الإدارة الأميركية الجديدة من نهج ابن سلمان، كشف موقع “سباي توك” الأميركي عن مخطط لعدد من الأمراء السعوديين المعارضين لسياسة ولي العهد للإطاحة به.

وأشار الموقع، إلى قيام مبعوث لبناني (لم يذكر اسمه) من طرف الأمراء السعوديين بلقاء رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، لاستكشاف موقف إدارة بايدن من الانقلاب على ابن سلمان.

ووصف التقرير، الذي نشر في كانون الثاني 2021، رئيس المخابرات الأميركية بأنه لم يتفاجأ تماما “لكن وجهه
ظل فارغا مثل سمكة ميتة” ووعده بأنه سيرد عليه إذا كان لديه شيء آخر ليقوله.

ونقل عن المحلل السابق لوكالة المخابرات المركزية بروس ريدل، ترجيحه أن يتعامل بايدن بحذر شديد مع أي مؤامرة من هذا القبيل، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يستمع لأعضاء الوكالة لكنه في النهاية سيحتفظ بأي إجراء سيقوم به.

وأضاف إن اشمئزاز بايدن من ابن سلمان واضح، وسبق أن وصفه بـ”البلطجي” بعد اكتشاف الاستخبارات المركزية بأنه أمر بقتل خاشقجي، وأن انتقاد ولي العهد أصبح سهلا الآن لأن واشنطن لم تعد تعتمد على النفط السعودي.

لذلك يرى أنه في حال اقترح أي من الأمراء السعوديين المعارضين عقد اجتماع مع وكالة الاستخبارات لمناقشة
تنفيذ انقلاب ضد ابن سلمان فإن بعض مسؤولي المخابرات السابقين يقولون: “لا شك في أن الوكالة يجب أن تأخذ ذلك”.

ويرى الجنرال المتقاعد في الجيش الأميركي “جيمس كلابر”، أنه بقدر ما قد يحدث، إلا أن الصورة معقدة بسبب العديد من الاعتبارات اللوجستية والدبلوماسية والسياسية.

وقال “بعض الأمراء أكثر نفوذا من الآخر، ويجب على وكالة الاستخبارات أن تزن اعتبارات مثل ما إذا كان يمكن تنفيذ مؤامرة انقلاب في تكتم ومكان الاجتماع ومن سيكون أفضل مبعوث أميركي وغيرها”.

وأضاف: “إذا كانت النية هي شكل من أشكال تغيير النظام فهذه دعوة سياسية ثقيلة ويجب على صانعي السياسة
في الولايات المتحدة مناقشة هذا الأمر ودراسته بعناية فائقة ليشمل الطوارئ إذا ساءت الأمور”.

اغتيال ابن سلمان

ويرى ريدل أن التخلص من ابن سلمان يمكن أن يكون بإحدى طريقتين، الأولى بأن يقنع بايدن، الملك سلمان بأن سلوك ولي العهد شوه سمعة المملكة.

أما الطريقة الأخرى فهي أن الأمراء المنشقين قد يرغبون في اغتيال ابن سلمان، لكنه يرى أن هذه العملية سيكون
من الصعب للغاية حيث يحيط ولي العهد نفسه بالحرس الخاص ويقضي كل وقته في مدينة نيوم.

وكشف تعرض ابن سلمان لثلاث محاولات اغتيال سابقة إلا أنها فشلت جميعا.

أولى هذه العمليات كانت في أكتوبر 2017، بعد أيام من بدء حملة الاعتقالات الواسعة التي شنها ضد الأمراء ورجال الأعمال.

وقالت الداخلية السعودية حينها إن مسلحا ببندقية كلاشينكوف وقنابل يدوية قتل اثنين من الحرس وجرح 3 آخرين عند بوابة قصر ملكي في جدة، وأشارت مصادر أن العملية كانت تستهدف ولي العهد.

أما العملية الثانية فكانت في نيسان 2018، بحي الخزامي بالرياض عندما جرى إسقاط طائرة مسيرة فوق الحي الذي يضم قصورا ملكية.

وبحسب مصادر مطلعة، أن الواقعة كانت محاولة انقلابية قادتها مجموعة مسلحة، مشيرا إلى اشتباكات وقعت بين قوات حماية القصور والمجموعة المسلحة.

وفي آذار 2019، تحدث تقرير، عن نجاة ابن سلمان من محاولة اغتيال، رتب لها شقيقه بندر بن سلمان، واستعان فيها بأحد ضباط الحرس الملكي.

وقالت تقارير أخرى إن ابن سلمان أصدر قرارا حينها باعتقال شقيقه بندر في أعقاب التورط بهذه المحاولة.

واستبعد الدكتور سعد الفقيه المعارض السعودي المقيم خارج البلاد بقوله: “لدي معلومات مؤكدة بأن إدارة بايدن لا ترغب في إزاحة ابن سلمان بشكل مباشر لأن ذلك يتعارض مع القانون الأميركي”.

وأكد أن واشنطن “ستعمل على الضغط من أجل الإفراج عن ابن نايف وأحمد بن عبد العزيز وباقي الأمراء ومنحهم حصانة لعدم تعرض ابن سلمان لهم مرة أخرى”.

وأضاف أن “الخطة الأميركية ستعتمد على قيام هؤلاء الأمراء بإزاحة ابن سلمان تلقائيا عن الحكم في حال منحتهم الإدارة الأميركية الحصانة والحماية”.

الرجل الأول

يعتبر الأمير محمد بن نايف من أكثر الشخصيات المقربة من واشنطن حيث تعتبره الإدارة الأميركية الرجل الأول
في محاربة تنظيم القاعدة خلال العقدين الأخيرين.

ونشر ريدل تقريرا في هذا الإطار في 21 يناير / كانون الثاني الماضي مطالبا إدارة الرئيس بايدن بالضغط على السلطات السعودية من أجل إطلاق سراح ابن نايف.

وطالب ريدل في تقريره المجتمع الدول بتبني قضية الإفراج عن ابن نايف مؤكدا أنه لم يحتجز بسبب أي جريمة ارتكبها ولكن لأنه يمثل مشكلة لولي العهد الحالي محمد بن سلمان.

وأشار التقرير إلى أن ابن نايف هو رمز بديل قابل للتطبيق وفعال لولي العهد “المتهور والخطير”، وأن ابن سلمان يريد القضاء على المرشح الرئيس لقيادة المملكة بعيدا عن مسارها الحالي “المحفوف بالمخاطر” والعودة إلى كونه شريكا مسؤولا.

وطالب التقرير فريق بايدن وخاصة قيادته الاستخباراتية الجديدة بالضغط من أجل حرية ابن نايف معتبرا أن الولايات المتحدة مدينة له بنفس القدر.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى