سياسةاخبار العالمالاخبار العاجلة

اختفاء معارض سعودي في كندا وظهوره فجأة في المملكة يثير لخوف لدى الناشطين

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إن الهلع دب في صفوف نشطاء سعوديين في كندا، بعد اختفاء أحد
المعارضين السعوديين بشكل غامض في العاصمة الكندية أوتاوا لعدة أسابيع، وظهوره فجأة في السعودية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، إلى أن المعارض السعودي أحمد عبدالله الحربي (24 عاما)، الذي يعيش
بالعاصمة الكندية، قد اختفى في يناير/كانون الثاني 2021، بعد زيارته سفارة السعودية في أوتاوا، لكنه فجأة ظهر
بعدها بثلاثة أسابيع في السعودية.

وقال نشطاء ومنفيين سعوديين أجرت الصحيفة لقاءات معهم، أنهم يعتقدون أن الحربي ربما أجبر على العودة
للمملكة، ويخشون أنه قد يدلي بمعلومات للسلطات السعودية تهدد أمنهم وعائلاتهم.

في المقابل فإن مخاوف النشطاء السعوديين بكندا تزيد حدتها في أوساط النشطاء السعوديين الذين كانوا يحاولون البقاء
مختفين عن الأنظار، متجنبين جذب أي قدر غير مرغوب فيه من انتباه السلطات السعودية.

وعمل المعارض السعودي أحمد عبدالله حربي، الذي وصل إلى كندا عام 2019 وحصل على لجوء سياسي هناك في
عدة مشاريع مع معارضين سعوديين آخرين في كندا، بحسب زملائه. 

وشملت تلك المشاريع المشاركة في إعداد برنامج حواري معارض على منصة يوتيوب، والعمل مع شبكة من
المتطوعين على تويتر لمواجهة الجيوش الإلكترونية التي تدعمها السلطات السعودية، ومهمتها مهاجمة مستخدمي
وسائل التواصل الاجتماعي الذين ينتقدون الحكومة.

اكتشاف هوية الناشطين

ويقول المعارض السعودي البارز والمقيم في كندا منذ فترة طويلة عمر عبد العزيز إن هناك أشخاصا يعملون معنا
ولديهم أسماء مستعارة.

ويضيف عبد العزيز، الذي يدير البرنامج الحواري على يوتيوب وشبكة تويتر المعارضة، أن السلطات السعودية
“باتت تعرف من هم الآن، ويمكنها معرفة التفاصيل الدقيقة لهذه العمليات”.

كما قال عبدالعزيز وصديقان آخران لحربي، في مقابلة، إنه اختفى منذ بضعة أسابيع، بعدما حظرهم على سنابشات
وخرج من كل مجموعات الدردشة التي تجمعهم.

كذلك اتصل حربي باثنين على الأقل من أصدقائه، عبدالعزيز وعمر الزهيري، وقال لهما إنه ذهب إلى السفارة
السعودية.

حيث استجوب وضغط عليه ليفصح عن أسماء وتفاصيل تتعلق بأشخاص ضمن شبكة المعارضين. وقال حربي إنه قد
صرح بأسماء نشطاء آخرين.

وفي تسجيل لإحدى المكالمات حصلت عليه الصحيفة الأمريكية، قال حربي، بين سكتات طويلة، إنه قد سُئل أسئلة عن
عبدالعزيز وعمله.

قال أيضاً، إنه شعر بأن أسرته في المملكة مهددة بشدة. وأضاف واصفاً زيارته للسفارة: “تشعر حين تدخل كأنك جمال
خاشقجي“.

حساب جديد لحربي

فيما قال حربي لعبد العزيز، إن موظفي السفارة قد أعطوه تذكرة سفر للسعودية واقتادوه إلى المطار، لكنه قال
لمرافقيه إنه عدل عن رغبته في العودة للمملكة، وهرب منهم ليختفي بعدها نحو ثلاثة أسابيع ويظهر في 18 فبراير
حساب جديد للحربي على تويتر، غابت عنه أية تعليقات عن المعارضين والمعتقلين السعوديين وخاشقجي، فيما
تصدرت صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واجهة الحساب.

وكانت أولى تغريدات حربي على حسابه الجديد احتفاء بعودته لأرض الوطن، وتضمنت صورة لتذكرة طيران عليها
اسمه بتاريخ 7 فبراير/شباط.

يقول المنفيون السعوديون في كندا بشكل عام، إنهم يتجنبون التعامل مع سفارة بلادهم؛ حتى لا ينتهي بهم المصير كما
حدث مع جمال خاشقجي الذي قُتل بقنصلية بلاده في إسطنبول قبل عامين.

ولطالما واجهت المملكة الثرية انتقادات دولية بشأن سجلها الحقوقي، لكنها تزايدت منذ تعيين ولي العهد الأمير محمد
بن سلمان وريثا للعرش في يونيو 2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى