الشرطة البحرينية ضربت أطفالاً وهددتهم بـ”الاغتصاب والصعق الكهربائي”
قالت جماعتان حقوقيتان، الأربعاء 10 مارس/آذار 2021، إن الشرطة البحرينية ضربت أطفالاً وهددتهم
بـ”الاغتصاب والصعق الكهربائي”، بعد اعتقالهم في قضايا متعلقة بالاحتجاجات، الشهر الماضي الذي صادف
الذكرى العاشرة لانتفاضة 2011 المطالبة بالديمقراطية.
خلال شهر فبراير/شباط من عام 2011، شهدت البحرين احتجاجات شعبية مستوحاة من “ثورات الربيع العربي”
التي عرفتها بعض دول الشرق الأوسط آنذاك مثل مصر وتونس وسوريا.
لكن مع مرور 10 أعوام على تلك الذكرى، لا تزال السلطات البحرينية تواجه اتهامات من أوساط محلية ومنظمات
دولية باستغلالها تلك الأحداث لقمع ومنع أشكال المعارضة السياسية كافة في البلاد.
الحكومة تنفي اتهامات تعذيب الأطفال
لم يعلّق متحدث حكومي على تفاصيل الاتهامات، رداً على استفسار مفصل من رويترز. وقال المتحدث في بيان، إن
البحرين تتعامل مع حماية حقوق الإنسان بـ”جدية بالغة” و”لا تتسامح مطلقاً” مع إساءة المعاملة داخل نظام العدالة.
جاء في بيان مشترك لمنظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، ومعهد البحرين للحقوق والديمقراطية
ومقره لندن، أن نحو 13 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً، اعتُقلوا من مطلع فبراير/شباط إلى منتصفه
لدى محاولة الشرطة البحرينية إثناء المحتجين عن التجمع لإحياء الذكرى العاشرة للانتفاضة.
كما نقل البيان عن الأطفال وأسرهم أن “خمسة أطفال اعتُقلوا في 14 و15 فبراير/شباط، قالوا إن شرطيَّين في ذلك
المركز ضرباهم وأهاناهم وهدداهم بالصعق بالكهرباء من بطارية سيارة”.
أضاف البيان: “قال والد أحد الأطفال، إن شرطياً ضرب ابنه (13 عاماً)، على رأسه وأعضائه التناسلية، وهدّده
بالاغتصاب وصعقه بالكهرباء”.
الشرطة البحرينية اتهمتهم بزرع “قنابل مزيفة”
جاء في البيان، أن الشرطة البحرينية اعتقلت في بعض الحالات أطفالاً لمزاعم إحراقهم إطارات دراجات أو مقاعد أو
قطع الطرقات يوم القبض عليهم. وأضاف: “أفاد الأطفال وعائلاتهم بأن عناصر الشرطة اتهموا الأطفال بزرع قنابل
مزيفة والتخريب وإلقاء قنابل مولوتوف في نوفمبر/تشرين الثاني 2020″.
إذ قالت هيومن رايتس ووتش ومعهد البحرين للحقوق والديمقراطية، إن أربعة من الأطفال لا يزالون رهن الاحتجاز
وإن أحدهم عمره 16 عاماً و”لديه مضاعفات طبية خطيرة”.
فيما ذكر المتحدث الحكومي البحريني، أنه حينما يتعامل نظام العدالة الجنائية في المملكة مع من هم دون 18 عاماً
فإنه يتخذ القرارات بناءً على اعتبارات “المصلحة العليا لكل طفل، وكذلك إعادة تأهيلهم ومكانهم في المجتمع”.
اعتقالات تعود لعام “الربيع العربي”
بحسب وكالة رويترز فإن البحرين، التي تساندها الولايات المتحدة، استخدمت القوة في قمع الانتفاضة عام 2011
وشنت حملة صارمة على الاضطرابات المتفرقة، والمعارضة بعد ذلك. وكانت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي
شهدت إحدى انتفاضات “الربيع العربي” قبل عشر سنوات.
تلت ذلك محاكمات جماعية، وزجّت السلطات بالآلاف في السجون، وفرَّ كثيرون آخرون للخارج. وتشهد البحرين منذ
ذلك الحين اشتباكات متفرقة بين المحتجين وقوات الشرطة البحرينية.
فيما تنتقد الجماعات الحقوقية، ومنها منظمة العفو الدولية، افتقار المملكة إلى نظام قضائي مستقل، واتهمت قواتها
الأمنية بممارسة التعذيب وغيره من أشكال الانتهاكات، مع تمتُّعها بحصانة من العقاب. وتنفي الحكومة هذه الاتهامات.