معهد بروكينغز: كيف يمكن إيقاف حرب اليمن
قال معهد بروكينغز ان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد جعل إنهاء الحرب المروعة في اليمن في مقدمة أولويات سياسته الخارجية منذ توليه الرئاسة، حيث أنه قطع الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية التي تقودها الرياض، ولكن ربما يكون أكبر عائق أمام ادارة الرئيس الأمريكي لإنهاء القتال في اليمن هم الحوثيون.
لهذا تحتاج إدارة الرئيس الأمريكي إلى تطوير حوافز لجعل الحوثيين يوافقون على وقف إطلاق النار، خاصة في ظل إيمانهم بأنهم على شفا نصر كبير على الحكومة المدعومة من السعودية و الامارات في مأرب.
حسب ما جاء في المقالة التي نشرتها معهد بروكينغز أمسى اليمن بلدًا منقسما حيث يسيطر فيه الحوثيون على معظم الشمال ونحو 80بلمائة من السكان، بينما و من ناحية أخرى يعتبر آخر معقل رئيسي صامد ضدهم في الشمال هو محافظة مأرب في شمال شرقي البلاد، والتي يسيطر عليها الموالون للرئيس عبدربه منصور هادي الذي يتواجد داخل السعودية منذ بداية الحرب. وحاليا يشن الحوثيون حملة كبيرة للسيطرة على مأرب، فيما ترد الرياض على ذلك بالضربات الجوية.
ويشارك “عبدربه منصور هادي” الانفصاليين الجنوبيين والميليشيات المحلية في السيطرة على عدن والمنطقة المحيطة، أما محافظات الشرق البعيدة مثل المهرة وحضرموت فيحتلها التحالف، حيث يرونها بوابة إلى المحيط الهندي.
وقد شهدت العشرين عاماً الماضية محاولات متكررة من قبل قادة اليمن، بما في ذلك هادي و علي عبدالله صالح، للضغط على الحوثيين بمساعدة السعودية في أغلب الأحيان.
لكن اتضح أن الحوثيين لا يستسلمون للضغوطات، حتى إن ما يقرب من 6 سنوات من القصف السعودي والحصار والكارثة الإنسانية لم تهزهم.
ما هي حلول ايقاف الحرب حسب تقرير معهد بروكينغز
حسب رأي معهد بروكينغز الأمريكي لكي تنتهي الحرب، ستحتاج إدارة الرئيس جو بايدن إلى طرح عملية سياسية
تجذب الحوثيين لوقف إطلاق النار، وأفضل نقطة لكي يبدأ منها ذلك هو الحصار السعودي و الذي يسبب كارثة إنسانية.
ويجب أن تدعو أمريكا إلى نهاية فورية وغير مشروطة للحصار وتسمح بمرور المدنيين إلى الموانئ والمطارات في
اليمن، حيث تقول الأمم المتحدة إن 16 مليون يمني يعانون من سوء التغذية، ويزداد الوضع سوءا بمعدل ينذر بالخطر.
وسيكون رفع الحصار بادرة حسن نية وسيكشف حقيقة الحرب أمام مراقبين آخرين، أما ربط رفع الحصار بوقف
إطلاق النار فلن يكون إلا وصفة لإطالة معاناة الشعب اليمني.
على الولايات المتحدة أيضا فتح حوار مباشر مع الحوثيين.
و من ناحية أخرى يعتقد الحوثيون أن أمريكا كانت في حرب معهم لمدة 6 سنوات. ويبدو ذلك مبرراً، فحتى الآن تحرص وزارة الخارجية الأمريكية على إدانة هجمات الحوثيين أكثر من الضربات الجوية السعودية.
وتحتاج إدارة الرئيس جو بايدن إلى التعامل مع قرار مجلس الأمن الذي تم تمريره خلال فترة إدارة الرئيس الأسبق
باراك أوباما، والذي كان يلوم الحوثيين و يعتبرهم المسؤول الأوحد عن الحرب، كما أنه سمح بالحصار على اليمن.
وبالتالي سيكون هناك قرار جديد أكثر عقلية و ملائمة للوضع الحالي والتي بدورها ستكون خطوة أساسية نحو إنهاء
الحرب، كا أنه يجب أن يدين الحصار ويدعو إلى حكومة جديدة تشمل جميع الأطراف.
المصدر: وكالات أنباء