الحوثيين يستميتون من أجل استعادة الأراضي من التحالف
بينما يدخل التدخل العسكري للتحالف العربي بقيادة السعودية عامه السابع، ليس فقط لم يحقق هذا التدخل هدفه المعلَن
والمتمثل في إلحاق الهزيمة بجماعة الحوثيين وإرساء سلطة الحكومة الشرعية من جديد، بل أصبح التحالف السعودي
مُفككاً بسبب صراعات المصالح بين أعضائه بدلا من ذلك، وهو ما أتاح للحوثيين التقدّم على جبهات عدة. لكن، كيف
تحول مسار التحالف من التقدم النسبي في بداية عملياته، إلى انكسارات وهزائم متتالية في الآونة الأخيرة.
وبخلاف ما كانت عليه التطورات الميدانية خلال الأعوام السابقة في الحرب الدائرة في اليمن، لم تشهد خريطة النفوذ
بين أطراف الصراع هناك تغيرات كبيرة مع دخول العام 2021، باستثناءات بسيطة نتجت عن بعض المواجهات ولم
يطرأ على خارطة السيطرة بالنسة لمليشيات الحوثي إلا تمدد طفيف، بينما تراجعت نظيرتها الحكومة الشرعية.
انتصارات الحوثيين
بما عدا محاولات الكر والفر التي ما زالت تحدث من حين إلى آخر في جبهات مأرب والجوف (شرقا) وتعز (جنوبا)
حقّق الحوثيون انتصارات ميدانية وتقدمات في عدد من الجبهات وهي:
-الضالع (جنوبا): حيث تمكن الحوثيون في أبريل/نيسان الماضي من السيطرة على سلسلة جبال العود الإستراتيجية
إلى جانب فرض سيطرتهم على منطقة “الحشاء” التي ظلت بعيدة عن سيطرة أي من مناطق الطرفين.
-البيضاء (شرقا): أيضا تمكّن الحوثيين من السيطرة على جبل حلموس بمديرية ذي ناعم، وبذلك أكملوا فرض
السيطرة على هذه المديرية بعد أن ظلت تتقاسمها -سابقا- مع القوات الحكومية والمقاومة الشعبية.
-صعدة (شمالا): في أواخر أغسطس/آب 2019، وفي معركة أطلق عليها اسم “نصرٌ من الله”، استعاد الحوثيون
بعض الأجزاء التي خرجت من سيطرتهم على الحدود السعودية الجنوبية في منطقة كتاف بصعدة.
كما استغلت ميليشيا الحوثي الجمود الحاصل في بقية الجبهات، لا سيما جبهة الساحل الغربي (الحديدة) التي أوقفتها
اتفاقية ستوكهولم (13 ديسمبر/كانون الأول 2018)، لحشد قواتهم في تلك المناطق المذكورة وإحراز تلك التقدمات.
كما لعبوا على استغلال الخلافات والمعارك الداخلية بين الحكومة ومليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي في التخطيط
للكمين قد نصبوه للقوات اليمنية التي تدعمها المملكة السعودية على حدودها في منطقة كتاف بصعدة (أغسطس/آب
الماضي).
ولا تزال الصرعات إلى الآن دائرة بين المليشيات الحوثية والجيش اليمني المدعوم من قبل قوات التحالف العربي
بقيادة السعودية في مناطق عدة من مأرب و عزلة بني حسن في محافظة حجة الواقعة شمال غربي العاصمة صنعاء.
وقد تسببت هذه النزاعات بتفاقم الأزمة الإنسانية الحادة ، الناجمة عن سنوات من الفقر وتردي الحوكمة، نجمت عنها
معاناة إنسانية هائلة.