الإمارات طبعت ومازالت دكتاتورية بأعين الإسرائيليين
“الإمارات ليست بلدا ديمقراطيا، ومن غير المقبول الحديث فيها عن الديمقراطية بصفتها النموذج الأمثل للحكم” بهذه
العبارة وجهت وزارة السياحة في الحكومة الإسرائيلية المواطن الإسرائيلي الراغب بزيارة دولة الإمارات العربية
المتحدة عقب الإعلان الرسمي لاتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين والمبرم في سبتمبر/أيلول الماضي.
مئات آلاف السياح الإسرائيلين توجهوا و سيتوجهون الى الإمارات على متن مئات الرحلات الجوية وتسلط وسائل
الاعلام الإسرائيلي على نشاط الإسرائيليين في الإمارات.
وسط هذه الحالة السياحية غير المسبوقة أصدرت وزارة السياحة الإسرائيلية وثيقةً مكونةً من 29 صفحة تنصح فيها
المواطنين باتباع ارشادات خاصة معينة عند زيارة الإمارات باعتبارها بلداً ديكتاتوريا وعربيا.
على سبيل المثال نصحت الإسرائيليين بتجنب الحديث عن الديمقراطية حيث جاء في الوثيقة أن “الإمارات ليست بلداً
ديمقراطياً ومن غير المقبول الحديث فيها عن الديمقراطية”
كما تدعو الوثيقة العاملين في قطاع السياحة الى عدم الخوض مع الإماراتيين بشأن الأسر الحاكمة، أوبشأن السياسات
الحكومية المتبعة داخل بلادهم ومنها طريقة التعامل مع العمال الأجانب
كما وجهت الإسرائيليين بعدم الخوض في أحاديث حرية المرأة و دورها في المجتمع كونها ليست بلدا للحريات و
وجهتهم باستخدام مصطلح تمكين المرأة.
السياح الإسرائيليين اعتبروا ان الحكومة فرضت بعض القيود السياسية عند الحديث عن هكذا مواضيع و نبهت الى أن
هناك اختلاف كبير بين السائح الذاهب الى الإمارات أو الى بلد اوروبي. حيث أنه يوجد اختلاف في التواصل والتعامل
بين الرجال والنساء.
حساسيات ثقافية
وقد ذكر موقع الإذاعة العامة الأميركية (NPR) في تقرير له أن وزارة السياحة نبهت إلى أن الوثيقة ليست جزءا
من سياسة الحكومة الإسرائيلية، ولكنها توجيهات بشأن الحساسيات الثقافية.
يذكر أن اسرائيل تسارع للفوز بأموال الإمارات حيث وقعت معها اتفاقيات دبلوماسية وتجارية ومصرفية وملاحية
ولوجستية وتكنولوجية وزراعية وصحية من شأنها أن تضخ المليارات في الإقتصاد الإسرائيلي بحسب تصريح
بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.
توقيع تلك الاتفاقيات يأتي رغم معاناة الإمارات، وبخاصة إمارتي أبوظبي ودبي، من أزمات مالية؛ بسبب هبوط
أسعار النفط، مصدر الدخل الرئيس للبلد الخليجي، وتوقف شبه كامل للقطاع السياحي، كإحدى تداعيات تفشي جائحة
“كورونا”.