اضطرابات في سجن جو البحريني واتهامات للسلطات باستخدام العنف ضد معتقلي الرأي
شهد سجن جو في البحرين، اضطرابات خلال الأيام الماضية، وسط اتهامات للسلطات بالاعتداء على معتقلين
وسجناء، بعد احتجاجهم ضد أوضاعهم السيئة بالمعتقل.
بيان جمعية الوفاق
وأفادت “جمعية الوفاق” البحرينية في بيان لها، أن قوات الأمن البحرينية اعتدت أمس السبت على “معتقلي الرأي”
في إحدى المباني التابعة لهذا السجن، بعد “تعبيرهم عن رفضهم للواقع السيئ والمتخلف”، مضيفة أن عوائل “معتقلي
الرأي” هؤلاء نظموا اعتصامات سلمية مطالبين بالإفراج عن ذويهم، على خلفية تصاعد وتيرة تفشي فيروس كورونا
المستجد داخل سجون البلاد.
كما ذكر البيان أن السجناء “تعرضوا لضرب مبرح بالهراوات، خلف إصابات دامية، فضلا عن نقل 33 سجينا
تعرضوا للضرب لجهة غير معلومة”.
وطالبت الجمعية، بـ”السماح لجهة مستقلة ومحايدة أممية بالتحقيق” فيما حدث في السجن.
وحمّلت “الوفاق” السلطات البحرينية وتحديداً وزير الداخلية، المسؤولية الكاملة عن سلامة المعتقلين في سجن جو
من اعتداءات منتسبي وزارة الداخلية أو من وباء “كورونا” المتفشي في السجون، داعية إلى الاستجابة للمطالب
الشعبية بالإفراج عنهم كحق إنساني ووطني.
بيان حركة حق
كذلك أصدرت حركة الحريات والديمقراطية البحرينية (حق) بياناً قالت فيه أن “الهجوم الوحشي الذي نفذته فرق
من قوات مكافحة الشغب داخل سجن جو المركزي في البحرين عمل دموي وخطير للغاية وقد تسبب بعدد كبير من
الإصابات للسجناء السياسيين وسط تعتيم اعلامي لإخفاء الوحشية التي تعرض لها الأسرى الرهائن مع منع الاتصال
بهم ومنع الزيارات عنهم في ظل تفشي وباء كورونا المستجد داخل السجون”.
وبيّنت حق أن “ما حصل في السجن من هجوم هو عمل منظم ومدروس وله أهداف سياسية واضحة من أهمها
مواجهة تحركات الأهالي التي تستمر في التظاهرات والاعتصامات السلمية المطالبة بإطلاق سراحهم والتي تجوب
كل يوم شوارع عدد من مناطق البحرين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع”.
كما أضافت “يريد النظام بهذا الهجوم تحقيق مكاسب سياسية ومواصلة استخدام السجناء السياسيين كرهائن وورقة
مساومة وضغط على المعارضة بغية تعزيز قبضته الأمنية ومحاولة منه للظهور بمظهر القوي في مواجهة
التظاهرات التي يقوم بها أهالي السجناء وكذلك لمواجهة الضغوطات الحقوقية والشعبية المتضامنه مع السجناء
ويهدف لترسيخ ثقافة اليأس من أي تحرك يهدف لإطلاق سراح الأسرى وسجناء الضمير”.
بيان السلطات البحرينية
من جانبها، أقرت السلطات البحرينية، بوقوع اضطرابات داخل السجن، لكنها قالت إنها صدرت من عدد محدود.
وقال بيان صادر عن الإدارة العامة للإصلاح والتأهيل البحرينية الحكومية، نشرته وكالة أنباء البحرين، الأحد، إن
عددا محدودا” من النزلاء داخل سجن جو “قاموا على مدار الأيام الماضية بإغلاق الممرات ورفض دخول العنابر
ومخالفة التعليمات الصادرة في هذا الشأن”.
وأشارت إلى أن هذا السلوك أدى إلى “تعطيلهم للخدمات المقدمة ومن بينها الاتصالات والرعاية الصحية لنزلاء
آخرين، وكذلك التأثير على سير العمل”.
وحسب البيان تم إنذار النزلاء المخالفين ودعوتهم على مدار الأيام الماضية للالتزام بالقانون، غير أنهم لم يستجيبوا
لهذا الطلب.
وتابع البيان أن هذا الأمر “استدعى اليوم اتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية اللازمة بحق النزلاء المخالفين والذين
قاموا بارتكاب أعمال فوضى وعنف ضد رجال الشرطة أثناء قيامهم بأداء الواجبات المنوطة بهم.
ولفت إلى أنه تم إخطار النيابة العامة وإطلاع مفوضية حقوق السجناء والمحتجزين على تفاصيل الواقعة.
ونظمت عائلات المعتقلين السياسيين اعتصاما أمام سجن جو احتجاجا على الحادثة، حيث أطلق المعتصمون شعارات
للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.
وتشهد البحرين منذ عشرين يوما تظاهرات واعتصامات للمطالبة بأطلاق سراح السجناء السياسيين الذي ترفض
السلطات إطلاق سراحهم برغم النداءات المحلية والدولية.