مجلة أمريكية: القبة الحديدية تنهار أمام صواريخ المقاومة الفلسطينية
علقت مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية على فشل نظام القبة الحديدية الذي تستخدمه إسرائيل في التصدي
للصواريخ التي تطلقها حركة “حماس” وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، مؤكدة أنه لا يوجد
نظام دفاع صاروخي تقليدي مهما كان متقدما يتمتع بحصانة كاملة ضد الهجمات الصاروخية المكثفة.
وتساءل كاتب التقرير “مارك إبيسكوبوس” عن مدى فاعلية هذا النظام، الذي تفخر به إسرائيل وتصفه بأنه أحد أكثر
أنظمة الاعتراض فاعلية في العالم، في التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه يركز جزئيا، ومن أجل
توفير التكلفة، على الصواريخ التي تسير في مسار محدد، حسب ترجمة صحيفة “القدس العربي” اللندنية.
ووصف الكاتب هذا بأنه “قرار حكيم خاصة في سياق التصعيد الحالي؛ حيث فشل حوالي 400 صاروخ من بين
1600 أطلقتها حماس في الوصول لإسرائيل”.
غير أنه أكد أنه فيما يتعلق بباقي الصواريخ التي تقترب من أهدافها فيؤكد الجيش الإسرائيلي أن نسبة النجاح في
التصدي لها وتدميرها تزيد عن 90%، وهو رقم تم التشكيك فيه بشكل موضوعي خلال السنوات الأخيرة.
وأشار الكاتب في هذا السياق لتحليل دقيق أنجزه لـ”ناشونال إنترست” الأستاذ المساعد بجامعة بروك الأمريكية
“مايكل أرمسترونج”.
ويلفت الكاتب إلى أنه حتى لو كانت هذه النسبة دقيقة بشكل إجمالي؛ فهناك بيانات وسوابق تشير إلى أن القبة الحديدية
أقل فاعلية بشكل ملحوظ أمام ضربات توجه إلى أهداف قصيرة المدى.
وذكر أن هذا النظام، وهو عبارة عن شبكة اعتراضية تستخدم تكنولوجيا تحليل بيانات رادارات متطورة لرصد
وتعقب وتدمير الصواريخ، يعد خط الدفاع الأول والأساسي لدى إسرائيل ضد وابل الصواريخ قصيرة المدى القادمة
من قطاع غزة.
وخلال الحرب على غزة عام 2014، حاولت بطاريات القبة الحديدية اعتراض ما يقرب من 700 صاروخ قصير
المدى أطلقت على إسرائيل خلال يوم واحد.
تطور قدرات المقاومة وضعف القبة الحديدية
وأشارت المجلة إلى أن قدرات فصائل المقاومة، وفي مقدمتها “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، على توجيه ضربات
صاروخية مكثفة للداخل الإسرائيلي لم تتطور فحسب منذ ذلك الوقت، بل إن الحركتين عمدتا باستمرار إلى تكييف
تكتيكاتهما من خلال إطلاق الصواريخ في مسارات منخفضة بهدف الحصول على فرص أفضل لاختراق شبكة الدفاع
الصاروخي للجيش الإسرائيلي.
ويقول الكاتب إنه يُعتقد أن كل بطارية نموذجية في منظومة القبة الحديدية تضم 3 إلى 4 قاذفات، تحمل كل منها 20
صاروخا اعتراضيا من طراز “تامير”، لكن من غير الواضح على وجه التحديد عدد البطاريات التي دخلت الخدمة
خلال النزاع الحالي، على الرغم من أن هذا الرقم لا يقل عن 10.
ويشير إلى أنه إذا أطلقت كل من حركتي “حماس” أو “الجهاد” كمية كافية من الصواريخ على موقع محدد خلال فترة
زمنية قصيرة، فمن الممكن جدا أن تتمكن من اختراق شبكة القبة الحديدية وإلحاق خسائر كبيرة بالبنيات التحتية
الحيوية أو المناطق المأهولة بالسكان.
ويشدد الكاتب: “قد تخفف إضافة المزيد من البطاريات من حدة هذه الثغرة الأمنية المحتملة على المدى القصير، لكن
حركات المقاومة تستطيع بدورها الرد بكل بساطة من خلال تصنيع أو الحصول على المزيد من الصواريخ”.
ويعتبر الكاتب في الأخير أن هذه تعتبر نقطة ضعف خاصة بمنظومة القبة الحديدية بقدر ما هو انعكاس لحقيقة أنه لا
يوجد مطلقا نظام دفاع صاروخي تقليدي مهما كان متقدما محصن تماما ضد الضربات الصاروخية المكثفة، ورغم أن
إسرائيل استثمرت مؤخرا في منظومة دفاع جوي تعمل بالليزر تدعى “الشعاع الحديدي” (Iron Beam) وتعد
بتعويض نقائص النظام الحالي، فإنه من السابق لأوانه تقييم فعالية المنظومة الجديدة بشكل كامل على ساحة المعركة.