عاش زاهدا بالمناصب.. وداع مهيب وحزن يوحد اليمن برحيل القاضي العمراني
وداع مهيب وحّد اليمن المقسّم بالحرب والاضطرابات، إذ شيع الآلاف في العاصمة صنعاء جثمان مفتي الجمهورية القاضي محمد بن إسماعيل العمراني، الذي وافته المنية فجر اليوم الاثنين عن عمر ناهز 100 عام.
بعد تحولت صفحات اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء، في صورة تعكس مكانة القاضي
العمراني لديهم، إذ يعد أشهر الشخصيات الدينية والاجتماعية التي نأت بنفسها عن الحرب والصراع المندلع منذ منتصف 2014.
علاوة على لم يقتصر نعي القاضي العمراني على اليمنيين، بل امتد إلى العالم الإسلامي، كونه واحدا من أعلام الفقه والدين
والتاريخ، وقال بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الأمة الإسلامية فقدت عالما من علمائها المخلصين الأفاضل.
وكان الفقيد الراحل مجتهدا وعالما في الحديث والفقه على جميع المذاهب، وطالما كانت فتاواه تحظى بالقبول من
الجميع، إذ حرص على الإفتاء وفق جميع المذاهب؛ كون أهل اليمن يتمذهبون وفق المذاهب السنية والشيعية على اختلافاتها.
نشأته وزهده
ينحدر القاضي العمراني من أسرة علمية عاشت في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، وانتقلت إلى العاصمة
صنعاء إبان حكم الإمامة الزيدية لشمال اليمن. وعاش العمراني، المولود أواخر عام 1921، يتيم الأب منذ أن بلغ
الرابعة من عمره، ونشأ متسامحا مع جميع المذاهب رغم حالة التشدد في ذلك الحين، الأمر الذي ساعده في التتلمذ
على يد علماء وفقهاء أضفوا إليه معارف دينية مختلفة.
ويقول عبد الرزاق، نجل القاضي العمراني في مؤلف “سفينة العمراني”، إن والده دُفع به إلى العلم الشرعي منذ أن
كان صغيرا، كون أسرته وجده الأول تتلمذ على يد الإمام محمد الشوكاني أحد أعلام الفقه والدين في التاريخ الإسلامي
وحاز القاضي العمراني على إجازاته العلمية من علماء وفقهاء مذاهب مختلفة في اليمن والعراق، ووصفوه -كما يقول
نجله عبد الرزاق- بأنه زاهد وورع وتقي وحافظ ونبيه ومدقق ومحقق ومؤرخ.
ورغم ذلك، فلقد كان متواضعا ويبغض حب الظهور والإطراء، وحرص على أن يعرّف نفسه أنه رجل عادي، وقال
-كما نقل عنه نجله- “أنا لست عالما إلى الحد الذي تُنشر لي مؤلفات وكتب، أنا رجل عادي
ورغم ذلك، فللقاضي العمراني مؤلفات كثيرة: أبرزها نظام القضاء في الإسلام، والمؤلفات الكاملة، وأبحاث فقهية
بأدلة شرعية، إضافة إلى بحوث ورسائل فقهية لم تُطبع.
المصدر:مواقع اخباري