سياسة

تصعيد الخلافات السعودية الامريكية و ردود فعل لا تنذر بخير

ضمن تصعيد جديد في الخلافات السعودية الامريكية هددت ناشيونال إنترست المملكة، بأنه يجب أن تتعاون الرياض مع الولايات المتحدة، وإلا فإن الأمن الذي توفره سيفقد.

هددت مجلة ناشيونال إنترست السعودية من أن الوقت قد حان للتعاون مع الولايات المتحدة، وإلا فإن الأمن الذي توفره الولايات المتحدة سيفقد. وقالت المجلة في مقال لها إن السعودية “يجب أن تدرك أن الولايات المتحدة لن تظل حارسة دائمة لها” ، وأنها “يجب أن تكون مستعدة لتحمل المزيد من المسؤولية عن أمنها الخاص”.

ويأتي تحذير ناشيونال إنترست في أعقاب سلسلة من الأحداث التي زادت من الخلافات السعودية الامريكية، بما في ذلك حرب اليمن وأزمة خاشقجي.

وقالت المجلة إن هذه الأحداث “أظهرت أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية ليست مضمونة”، وأن “المملكة يجب أن تكون مستعدة لانهاء دعم الولايات لها في المستقبل”.

وشددت المجلة على أن السعودية “لا يمكنها الاعتماد على الولايات المتحدة لحماية مصالحها إلى الأبد” ، وأنها “يجب أن تبدأ في التفكير في كيفية حماية نفسها بنفسها ويجب أن تستثمر في قدراتها العسكرية الخاصة، وتبني علاقات مع دول أخرى في المنطقة”.

وهددت في النهاية انه إذا لم تفعل ذلك، فإنها ستواجه عواقب وخيمة”.

الرد السعودي على تهديد امريكا

ما كان الرد السعودي وما هي خياراته

تواجه السعودية الآن خيارين صعبين للغاية. يمكنها إما التعاون مع الولايات المتحدة، أو يمكنها مواجهة العواقب المحتملة لرفضها التعاون.

الحالة الاولى: إذا تعاونت السعودية مع الولايات المتحدة، فستحصل على الدعم العسكري والاقتصادي الأمريكي. كما ستتمكن من الاعتماد على الولايات المتحدة لحماية مصالحها في المنطقة ولكنها ستكون بحاجة اليها للأبد و ستجبر على تحمل الذل والخضوع الى رغبات امريكا دون اي اعتراض.

الحالة الثانية: إذا رفضت السعودية التعاون مع الولايات المتحدة، فستفقد الدعم العسكري والاقتصادي الأمريكي. كما ستصبح أكثر عرضة للتهديد من قبل اعدائها في المنطقة وستجبر على مواجهتهم لوحدها، ومن ناحية اخرى ستفقد احلامها لرؤية 2023 وهي التحول الى الوجهة السياحية الاولى في العالم.

باختصار: القرار الذي ستتخذه المملكة سيحدد مستقبلها. إذا تعاونت مع الولايات المتحدة، فستتمكن من الاستمرار في لعب دورها كقوة رئيسية في المنطقة. أما إذا رفضت التعاون مع الولايات المتحدة، فستصبح دولة أضعف وأكثر عرضة للخطر.

مضمون مقالة ناشيونال إنترست ودوره في تصعيد الخلافات السعودية الامريكية

كما ذكرنا فان ما جاء في صحيفة ناشيونال إنترست يمكن ان يلعب دوراً مؤثراً في تصعيد الخلافات السعودية الامريكية التي اصبحت واضحة للعيان.

سوف ننقل لكم فيما يلي ما جاء في هذه الصحيفة بالحرف الواحد والدور الذي تلعبه في تصعيد الخلافات السعودية الامريكية:

الخلافات الامريكية السعودية
الخلافات الامريكية السعودية

صفقة النفط مقابل الأمن انتهت

تتطلب المغامرات العسكرية في مناطق بعيدة وجود قاعدة موثوقة وأصدقاء وحلفاء محليين والأهم من ذلك كله وقود كافٍ للوصول إلى ذلك المكان البعيد. منذ بداية حرب الخليج الفارسي عام 1990، كانت الولايات المتحدة تنظر إلى المملكة العربية السعودية لتلبية هذه المتطلبات. تلقى السعوديون الحماية والأسلحة الأمريكية مقابل الضيافة والدعم والنفط بسعر مناسب. تُعرف هذه الصفقة بالعامية باسم “النفط مقابل الأمن”. ظلت العلاقة بين دولة غربية ومملكة استبدادية ثابتة لمدة ما يقرب من ربع قرن. على الورق، كان هذا التحالف انتصارًا استثنائيًا للسياسة الواقعية في فترة من الجيوبوليتيك المثالي.

ومع ذلك، مع انتهاء عصر التدخلات الأمريكية في المنطقة، لم يعد هناك حاجة إلى قاعدة رائدة. كما أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى حليف عسكري في المنطقة يمكنها تبادل المعلومات معه. الشيء الوحيد الذي يحافظ على هذه التعاون هو احتياطيات النفط الهائلة للمملكة العربية السعودية وقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). ومع ذلك، فإن السياسة النفطية للسعودية تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة.

أبقت حصص إنتاج أوبك أسعار النفط مرتفعة في جميع أنحاء العالم وجعلت الاقتصاد الأمريكي صعبًا. بالإضافة إلى ذلك، أبقت التدخل العسكري السعودي في اليمن باستخدام الأسلحة والمعلومات الأمريكية المنطقة غير مستقرة وأضرت بالمكانة الدولية للولايات المتحدة أيضًا. فشلت سياسات الولايات المتحدة الحالية في حل هذه المشكلة تمامًا. حان وقت الإنذار: يجب أن تزود الرياض الولايات المتحدة بالنفط أو ستفقد أمنها.

اقرأ ايضاً
تونس.. دعم بحريني لقرارات سعيد والنيابة تمنع 12 شخصا من السفر

الشرق الأوسط منطقة ليس لديها هيكل للاستقرار. لا توجد هيمنة عسكرية أو سياسية واضحة على هذه المنطقة، ولا توجد اتحاد اقتصادي فعال بين دولها المختلفة. أقرب اتحاد يبقي دول هذه المنطقة إلى حد ما معًا هو أوبك، التي تتمثل مهمتها فقط في إنتاج النفط وتنسيق بيعه. بينما تم رسم معظم الحدود في الشرق الأوسط بشكل مصطنع، فإن المنافسات الدينية والعرقية في معظم الحالات شديدة الخطورة. تترك هذه الحالة فراغًا وصراعًا مستمرًا للسلطة لا يمكن لأي بلد ملؤه، وفي نفس الوقت تجعل التفاوض على المستوى السياسي صعبًا للغاية. من بين دول الشرق الأوسط، تحتل المملكة العربية السعودية موقعًا فريدًا. يخلق الوصول إلى حدودها حقائق جيوسياسية غريبة تعمل كنعمة ونقمة.

موقع المملكة العربية السعودية الاستراتيجي؛ المخاوف والآمال

الخلافات السعودية الامريكية
الخلافات السعودية الامريكية

تقع المملكة العربية السعودية على واحدة من أكبر احتياطيات النفط في العالم، مما يثير حسد جميع البلدان النامية. النفط صناعة مهيمنة للغاية في هذا البلد لدرجة أن أي عدم استقرار في سعره العالمي يؤدي مباشرة إلى عدم الاستقرار في اقتصاد المملكة العربية السعودية. إذا أصبح النفط عديم القيمة غدًا، أو حتى انخفض سعره إلى النصف، فإن اقتصاد المملكة العربية السعودية سينهار بالتأكيد. لمنع حدوث هذا السيناريو، حافظت المملكة العربية السعودية بشدة على موقعها في أوبك، وغالبًا ما تسير في طريقها على حساب البلدان الأخرى لتلاعب بسوق النفط العالمي وازدهار اقتصادها.

تقع مدينتا مكة المكرمة والمدينة المنورة أيضًا داخل حدود المملكة العربية السعودية، وهما أهم مواقع الإسلام. أعطى مجرد السيطرة على هذه المدن للحكام السعوديين مكانة عالية في قيادة العالم الإسلامي. في الوقت نفسه، أدى وجود هذه الأماكن إلى خلق مجتمع شديد التدين والمحافظ في المملكة العربية السعودية. لهذا السبب لا يتم الترحيب بالأجانب غالبًا في هذا البلد.

علاوة على ذلك، بينما يعتقد قادة المملكة العربية السعودية أن الهيمنة الإقليمية هي الخطوة التالية في سياستهم، فإن وجود إيران يجعل هذا الجهد معقدًا. كلا البلدين متشابهان تقريبًا من حيث القوة والنفوذ في المنطقة، وقد انخرطا في صراع من أجل الهيمنة الإقليمية منذ إزالة العراق البعثي كثالث منافس. زاد التوجه الحكومي والشعب الإيراني إلى فرع منافس من الإسلام وهو المذهب الشيعي من هذا التنافس. عملت إيران كبطلة للإسلام الشيعي ودعمت الجماعات المسلحة الشيعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط مثل حزب الله وأنصار الله.

توتر العلاقات السعودية الامريكية
توتر العلاقات السعودية الامريكية

علاوة على ذلك، بينما جعل المناخ الجاف والحدود الطويلة للمملكة العربية السعودية هذا البلد هدفًا غير جذاب للحرب التقليدية، فقد جعله أيضًا عرضة بشكل كبير لتأثير الجماعات المسلحة الأصغر. بدأت المملكة العربية السعودية في شن الحرب لزيادة نفوذها وتقليل وجود هذه الجماعات. يتجلى هذا بوضوح في التدخل المستمر لتحالف المملكة العربية السعودية في اليمن. بمساعدة التدريب الأمريكي وبيع الأسلحة والمعلومات، قادت قوات التحالف السعودي عملية برية وقصفاً مكثفًا بهدف طرد الحوثيين وإعادة الحكومة اليمنية السابقة.

أدى هذا الصراع إلى نشوب واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ. قُتل عشرات الآلاف من المدنيين، ونزح ملايين آخرون، وآخرون يموتون من الجوع. ليس لدى هذه الحرب تاريخ انتهاء محدد، وهي بالإضافة إلى كونها كارثة إنسانية ضخمة، أدت أيضًا إلى أزمة دولية للولايات المتحدة بسبب تدخلها فيها.

يجب أن تقدم الرياض نفطًا رخيصًا، وإلا…

الولايات المتحدة بحاجة إلى نفط رخيص، وإلا فإن اقتصادها سيتوقف، تلعب المملكة العربية السعودية دورًا مباشرًا في إبقاء النفط مرتفعًا. الولايات المتحدة بحاجة إلى استقرار الشرق الأوسط حتى لا تنجرف إلى صراع آخر، بينما يهدد التنافس بين السعودية وإيران هذا الاستقرار. الولايات المتحدة بحاجة إلى استعادة سمعتها الدولية بعد الحروب الكارثية في الشرق الأوسط.

هذه هي المشكلات الرئيسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. لا تساعد السياسة الحالية لامريكا كثيرًا في حل هذه الثغرات. فبعد الانسحاب من أفغانستان، ظهر ضعف كبير في الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، لا يزال نفوذ الولايات المتحدة قائماً.

تهديد السعودية
تهديد السعودية

تحتاج المملكة العربية السعودية إلى الأسلحة الأمريكية للدفاع عن قوتها، وتحتاج إلى التخصص الأمريكي للحفاظ على هذه الأسلحة.

كما ان تصعيد الخلافات السعودية الامريكية او قطعها بالكامل لن يكون له (مقارنة بقطعها في العقد الماضي) أي تأثير على الوضع السياسي أو الاقتصادي لامريكا. حتى في المجال الاقتصادي، هناك بدائل محتملة لنفط السعودية يمكن استكشافها، مثل فنزويلا ونيجيريا والإمارات والبرازيل أو حتى موارد النفط الأمريكية نفسها. يجب أن تستخدم الولايات المتحدة نفوذها وتطالب من المملكة العربية السعودية بحفظ صفقة النفط مقابل الأمن ، وإلا فسيتعين عليها البحث عن حليف آخر.

كان هذا ابرز ما جاء في صحيفة ناشيونال إنترست،

المصدر: ناشيونال إنترست + رأي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى