مجتمعمنوعات

لم تعد حكراً على البشر.. تعرف على عمليات تجميل الإبل في السعودية

ظاهرة التجميل يبدو أنها لم تعد تقتصر على البشر، لتأخذ في الانتشار بين الحيوانات؛ هذا ما تؤكده عمليات تجميل الإبل في السعودية

فللإبل خصوصية كبيرة لسكان دول الخليج التي تضم عدداً كبيراً من مربي الإبل، كثيرون منهم يشاركون في مسابقات موسمية من بينها “مزايين الإبل”، التي تدفع فيها جوائز قيمة لأجمل الإبل.

علاوة على هذا فإن مزادات بيع الإبل تصل فيها أسعار بعض هذه الحيوانات إلى ملايين الريالات السعودية، اعتماداً على جمال ومحاسن الإبل.

معايير الجمال

هناك عدة معايير يتم من خلالها الفوز بألقاب الجمال، وأيضاً ترفع من سعر الإبل، وهي سمات تميز الإبل بعضها من بعض، فمن أبرز مواصفات الجمال بين الإبل أن يكون جمالها طبيعياً وغير مفتعل، مع تقسيمها بحسب لونها وسلالتها، كما يجب أن تغطي الشفتان الأسنان، وحجم الرأس يجب أن يكون كبيراً، إضافة إلى أن الرقبة يجب أن تكون رفيعة وطويلة.

ويعتبر شكل وحجم العينين من أساسيات جمال الإبل، وكلما كانت الرموش أطول كانت الناقة أو الجمل أكثر جمالاً.

أما الأنف فهو الأكثر جمالاً حين يكون يكون طويلاً وعريضاً، هذا بالإضافة إلى شكل الأذنين والسنام. أما الشعر فيجب أن يكون مجعداً لكي تكتمل مواصفات الجمال.

عمليات التجميل

هناك ملايين الريالات يمكن الحصول عليها من بيع ناقة أو جمل ما، لكن في حال كان الحيوان يتحلى بمواصفات الجمال.

وفي مزايين الإبل التي تقام سنوياً تحصل بعض الإبل على جوائز ومبالغ كبيرة نتيجة جمالها، ذلك يدفع كثيرين إلى الاعتماد على عمليات تجميل لتغيير مواصفات الإبل لتحظى بنصيب أكبر من الفوز والمال.

وباستمرار عمليات تجميل الإبل في السعودية، تعمل على وضع شروط مشددة لمنع أي عمليات غش في جمال الإبل.

ويسمح للملاك فقط بغسل إبلهم وحلق وبرها وتمشيطها واستخدام مثبت الشعر التقليدي لتثبيت الوبر في بعض مناطق جسم الناقة قبل عرضها في ميدان مخصص أمام لجنة التحكيم.

ويواجه المخالفون عقوبات تصل للحرمان نهائياً من المشاركة في المهرجانات، بجانب الغرامة المالية.

اقرأ ايضاً
مركز الملك سلمان للإغاثة يواصل تقديم مساعدته في عددٍ من الدول

ورغم كل تلك القيود والعقوبات المفروضة على المخالفين تسجل المملكة سنوياً العديد من حالات التجميل والعبث بشكل الإبل، لا سيما في مسابقات المزايين، التي تحتل بفئاتها المتعددة الأهمية الرئيسة في المهرجانات المتنوعة التي تقام بالبلاد بجوائز تصل لمئات ملايين الريالات.

ويفوق عدد الإبل في السعودية مليون رأس، ويبلغ سعر البعض منها ملايين الريالات في مسابقات المزايين، فيما تولي المملكة اهتماماً رسمياً متزايداً بتربية تلك الحيوانات؛ من خلال ترقيمها والإشراف عليها.

وبدأت السعودية، في السنوات القليلة الماضية، فرض شروط مشددة وإصدار تشريعات تحظر إجراء عمليات التجميل للإبل بشكل عام، بعد تسجيل حالات تجميل يقوم بها أطباء بيطريون للإبل، تشمل تصغير الأذن، وتكبير الوجه، وهي معايير أساسية في اختيار الإبل الفائزة بمسابقات المزايين ذات الجوائز القيّمة.

الرقابة مستمرة

آخر ما كشفت عنه السلطات السعودية المتخصصة في هذا الخصوص، كان الخميس 7 أكتوبر 2021، بالقبض على
شخص امتهن عمليات تجميل الإبل بغرض زيادة قيمتها.

وقال المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية، المقدم محمد الشهري، في بيان على “تويتر”، إنه تم تحديد هوية وافد
مصري زائر في العقد الرابع من العمر امتهن القيام بعمليات تجميلية للإبل من شأنها تعديل مواصفاتها الخلقية بهدف
زيادة قيمتها عند البيع.

صالونات تجميل متنقلة

صالونات متنقلة للحلاقة خاصة بالإبل تنشط وتروج قبل عروض مسابقات المزايين، ومهرجانات البيع العامة.

عمل هذه الصالونات المتنقلة يختص بتنظيف وتزيين الإبل، وحلاقتها بقصات تعطيها مظهراً جمالياً جاذباً.

ويكلف حمام الإبل قرابة 100 ريال (26 دولاراً)، بينما تتجاوز الحلاقة 200 ريال (53 دولاراً). وتتم عمليات التجميل لإزالة التشوهات، وتتجاوز أسعار تجميل الأذن والشفاه 1000 ريال (266 دولاراً).

مربي الإبل بمنقطة عسير سعيد الشهراني أكد في تقرير لـ”العربية. نت” أن “عمليات التجميل لا تتم من خلال أطباء
التجميل والمختصين، وإنما من قبل بعض الأطباء البيطريين المخالفين الذين يهدفون إلى الكسب المادي”.

وقال: “هناك إبل مشهورة بجمالها الطبيعي على مستوى العالم، والتي يتباهى بها ملاكها، ويعلنون عن جمالها،
معتبرين أن إبلهم من النوع النادر، كالإبل ذات العيون الزرقاء أو المخطط باللون الأبيض، والأخرى ذات السنامين
التي تصل أسعارها إلى ملايين الريالات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى