حظيت بمكانة هامة في السلطنة…المرأة العُمانية تعزز حضورها
تحتفل سلطنة عُمان، يوم 17 أكتوبر من كل عام، المرأة العُمانية تعزز حضورها وذلك تتويجاً لمساهمتها في النهضة
والتنمية في السلطنة، إضافة إلى دورها الريادي في مؤسسات البلاد، ومساهمتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والرياضية.
ويعود تخصيص هذا اليوم إلى أمر أصدره السلطان الراحل قابوس بن سعيد، عام 2009، في ختام ندوة أقيمت بسيح
المكارم بولاية صحار، وذلك تكريماً منه للمرأة وتقديراً لدورها في السلطنة.
ومنذ ذلك اليوم باتت السلطنة تحتفل بتنظيم فعاليات وورش عمل تناقش دور المرأة في النهضة والتنمية، إضافة إلى
العديد من القضايا المجتمعية التي تهمها، وأبرز المعيقات التي تواجهها في المجتمع.
وكان السلطان هيثم بن طارق أكد عقب توليه مقاليد الحكم العام الماضي على أهمية مشاركة المرأة في صناعة حاضر
البلاد ومستقبلها، واصفاً الأمر بأنه دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني.
وأكد السلطان حرصه على أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها التي كفلها القانون، وأن تعمل مع الرجل جنباً إلى جنب في
مختلف المجالات.
في حين تشير الإحصائيات إلى معدلات عالية حققتها الإناث في العديد من المجالات، ومن بينها تجاوز نسبتها لـ 33% من
إجمالي عدد العُمانيين المشتغلين في القطاعين العام والخاص في بداية النصف الثاني من العام الماضي 2020.
إنجازات 2021
- الطالبة زهرة العبرية: حصلت على المركز الثالث عالمياً في مسابقة هواوي للتكنولوجيا.
- الكاتبة خديجة المفرجية: حازت جائزة الشارقة في مجال أدب الطفل.
- الشاعرة رقية الحارثية: فازت بالمركز الأول في مسابقة الشارقة للشعر عن ديوانها “قلب أخضر”.
- الطبيبة سلمى بنت محمد الكندية: اختيرت من قِبل وزارة الخارجية لدخول قاعة النساء المشاهير في العلوم لمنطقة
الشرق الأوسط؛ اعترافاً بإنجازاتها وجهودها في مجال العلوم، وفي تحفيز الشابات على دراسة العلوم وممارسة المهن في هذا المجال. - الطبيبة سليمة بنت عامر البروانية: اختيرت من قِبل جامعة أكسفورد البريطانية ضمن قائمة النساء الملهمات،
وذلك بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الجامعة. - الدكتورة أمل بنت سيف المعنية: حصدت جائزة ساساكاوا للصحة 2021، التي تقدمها منظمة الصحة
العالمية، عن جهودها في مجال مكافحة العدوى. - الباحثة مارية بنت يوسف الشيراوية: حصدت المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأفضل
ورقة علمية في مجال المعادن وتأهلت للمنافسة عالمياً. - الباحثة انتصار بنت خليفة البوسعيدية: فازت بالمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن
دراسة تتناول تأثير إضافة البوليمر للمياه منخفضة الملوحة لزيادة إنتاجية النفط من الصخور الرسوبية. - د. بدرية بنت علي الهطالية، رئيسة قسم مكافحة السُّمّيات بدائرة الصحة البيئية: حصلت على منصب رئيسة
جمعية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعلم السموم الإكلينيكي (MENATOX). - الطبيبة البيطرية سماح بنت محمود الشريف: فازت بجائزة أفضل طبيبة بيطرية لدول مجلس التعاون الخليجي ضمن جائزة المراعي للطبيب البيطري.
إنجازات سابقة
علاوة على ذلك في عام 2017، حصلت الطبيبة سلمى بنت محمد الكندية على جائزة (إنجاز الحياة) من مؤسسة فينس الدولية في
الهند تقديراً لإسهاماتها في مجال علوم الكيمياء.
وفي العام نفسه، حصدت الكاتبة سعيد بنت خاطر الفارسية بـ”ميدالية العنقاء الذهبية الدولة” للمرأة المتميزة. فيما فازت الكاتبة جوخة الحارثية بجائزة مان بوكر الدولية لعام 2019 عن روايتها “سيدات القمر” كأول خليجية تفوز بهذه الجائزة.
علاوة على ذلك في إنجاز آخر للمرأة العُمانية، عملت الدكتورة منى بنت محمد الحبسية مع الفريق البحثي للبروفيسور الياباني
تاسوكو هونجو الذي فاز بجائزة نوبل للطب للعام 2018.
علاوة على ذلك عملت الطبيبة العمانية في الجزء المتعلق بالسرطان وهو الجزء الحائز على الجائزة ويختص بعلاج السرطان عن طريق تحفيز جهاز المناعة.
حقوق مصانة
وينص النظام الأساسي في سلطنة عُمان على المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، حيث أخذت المرأة العُمانية
تعزز حضورها حقها من التعليم، والصحة، والعمل، والمشاركة في اتخاذ القرار.
وحرص النظام الأساسي العُماني على إيجاد مكانة مهمة للمرأة للحفاظ على حقوقها، إذ أصدر قانون العمل الجديد الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 35/2003 أحكاماً تنص على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في مجال العمل، وخاطب الجميع بـ(العامل) دون تمييز، كما راعى طبيعة المرأة بعدم السماح بتشغيلها في الوظائف والأعمال الشاقة
والضارة جسدياً وأخلاقياً.
في حين بدأت المرأة العُمانية مبكراً المساهمة في التنمية وبناء السلطنة إلى جانب الرجل، وإيجاد مكانة لها في البلاد، فكان تأسيس أول جمعية للمرأة العُمانية في مسقط عام 1972.
بعد تلك الجمعية توالت نشاطات المرأة العُمانية في هذا المجال حتى وصل عدد الجمعيات إلى 58، ويرتكز عملها على توفير الإمكانات والفرص للمرأة.
بعد تدريجياً أصبحت المرأة العُمانية تعزز حضورها في السلطنة تتقلد مناصب عدة في الوزارات والمؤسسات المختلفة، وأصبحت تشكل 17% من القوى العاملة في السلطنة عام 2000، ووصلت النسبة إلى 47% من العاملات في القطاع الحكومي، و22% في القطاع الخاص، حسب البيانات الصادرة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات..
وبلغت نسبة المرأة في سوق العمل بالسلطنة 33.5% من المشتغلين بالقطاعين الحكومي والخاص هن إناث حتى نهاية يوليو 2020، بما نسبته 41.9% في القطاع الحكومي و26.4% في القطاع الخاص، بالإضافة إلى ما نسبته 23% من رواد الأعمال، وفق الإحصاءات الرسمية.
وشهدت الفترة التاسعة لانتخابات مجلس الشورى لما بين عامي 2019 و2023 ارتفاعاً في عدد المرشحات مقارنة بالفترة الماضية، حيث بلغ عددهن 40 مرشحة من بين 637 مرشحاً تنافسوا على 86 مقعداً في المجلس.
في حين بلغ عدد من كان لهن الحق في التصويت 337 ألفاً و534 امرأة، مثَّلن 47.3% من إجمالي عدد الناخبين البالغ 713 ألفاً و335 ناخباً، وفازت في هذه الفترة امرأتان بعضوية المجلس.
نصف المجتمع
وتشكل المرأة في سلطنة عُمان ما نسبته 49.6% من إجمالي السكان العُمانيين، وفق الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
وتظهر الإحصاءات أن نسبة النوع بلغت 101 ذكر لكل 100 أنثى في عام 2019، كما أن نسبة الإناث الأطفال بالفئة العمرية من 0 إلى 17 سنة بلغت 42.4% من إجمالي الإناث العُمانيات.
وعلى صعيد محو الأمية انخفض المعدل لدى النساء في سلطنة عمان من 10.6 في عام 2015 لتصل إلى 6.5 في عام 2019، في حين بلغ معدل الالتحاق الإجمالي للإناث في الصفوف من 10 إلى 12 في العام الدراسي 2018- 2019 نحو 96.5%.
وفي الوضع الصحي بلغ العمر المتوقع للحياة للإناث 79.2 سنة، مقابل 75.2 سنة للذكور في عام 2019، كما أن معدل وفيات الأمهات انخفض من 17.5 لكل 100.000مولود عام 2015 إلى 10.3 لكل 100.000 مولود في عام 2019.
في حين تظهر الأرقام الرسمية ارتفاع نسـبة رخـص القيادة الجديـدة للمرأة العُمانية حيث وصلت إلى 45% من إجمالي الرخص الجديدة في عام 2019.
كذلك أكدت المرأة العُمانية تعزز حضورها الحصول على أراض ممنوحة من الحكومة إذ بلغت نسبة الأراضي الممنوحة للإناث 47% من إجمالي الأراضي الممنوحة عام 2019
جوائز ومهام
وفي 2018، حصلت السلطنة على المرتبة الأولى في تمكين حقوق المرأة، وفقاً للتقرير السنوي الصادر عن مركز
دراسات مشاركة المرأة العربية التابع لمؤسسة “المرأة العربية”، التي تتخذ من باريس مقراً رئيسياً لها.
وتعد السلطنة ثاني أفضل دولة عربية في تمكين المرأة ودمجها مجتمعياً، وفق دراسة أجرتها “تومسون رويترز”.
علاوة على ذلك في المنظمات الدولية شغلت المرأة العُمانية مناصب مرموقة، منها انتخابها نائبة لرئيس لجنة التنسيق
للنساء البرلمانيات التابعة للاتحاد البرلماني الدولي، الذي أقيم في شهر أكتوبر عام 2014.
كذلك، مثلت المرأة السلطنة في عدد من المنظمات الدولية، ومنها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة
(إيسيسكو)، ومندوبية السلطنة الدائمة لدى الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية بجنيف.