انقطاع الكهرباء في غزة تتسبب بأزمة انسانية رهيبة

اعلنت السلطات الفلسطينية ان انقطاع الكهرباء في غزة تعرض جميع خدمات الحياة الأساسية للخطر، اونها تدين هذا الأسلوب الرخيص الذي اتبعته اسرائيل.

قالت هيئة الطاقة في غزة إن محطة الطاقة الوحيدة في القطاع المحاصر ستنفد من الوقود في غضون ساعات، تاركة الأراضي الفلسطينية بدون كهرباء بعد أن قطعت إسرائيل الإمدادات ردًا على الهجمات الأخيرة التي شنها حماس، الجماعة المسلحة التي تدير غزة.

وقال رئيس هيئة الطاقة الفلسطينية ظافر ملحم لإذاعة صوت فلسطين يوم الأربعاء إن المحطة ستتوقف عن العمل بعد ظهر اليوم في غزة، حيث يعيش حوالي 2.3 مليون شخص في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.

“انقطاع الكهرباء في غزة يهدد بدفع القطاع إلى الظلام الدامس ويجعل من المستحيل الاستمرار في تقديم جميع الخدمات الأساسية للحياة، والتي تعتمد جميعها على الكهرباء، ولن يكون من الممكن تشغيلها جزئيًا بالمولدات في ضوء منع إمدادات الوقود من بوابة رفح”. جاء ذلك في بيان صادر عن سلطات غزة يوم الأربعاء.

وقال البيان إن “هذا الوضع الكارثي يخلق أزمة إنسانية لجميع سكان قطاع غزة”.

واشار البيان الى انتقام اسرائيل على انه “ابشع جريمة من جرائم العقاب الجماعي ضد المدنيين العزل في التاريخ الحديث”.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة لوقف “هذه الجريمة ضد الإنسانية وهذه المجزرة الجماعية متعددة الأشكال”.

في الوقت نفسه، قالت وزيرة الصحة مي الكيلة إن “مخزون الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية في مستشفيات قطاع غزة سينتهي غدا الخميس مما سيزيد من تفاقم الظروف الكارثية في المستشفيات”.

جميع معابر غزة مغلقة، مما يجعل من المستحيل إدخال الوقود لمحطة الطاقة أو المولدات التي يعتمد عليها السكان والمستشفيات منذ فترة طويلة.

ان انقطاع الكهرباء في غزة هو جزء من ما وصفته اسرائيل بـ “الحصار الكامل” ردًا على هجوم جماعي لمقاتلي حماس عليهم يوم السبت.

يفرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة المحتل، في شكله الحالي، منذ يونيو 2007. تسيطر إسرائيل على المجال الجوي والمياه الإقليمية لغزة، وكذلك على اثنين من المعابر الحدودية الثلاثة ؛ والثالث تسيطر عليه مصر.

يوم الاثنين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن السلطات ستقطع الكهرباء وتمنع دخول الطعام والوقود كجزء من “الحصار الكامل” على المنطقة.

وقال غالانت في بيان مصور: “نحن نضع حصارًا كاملاً على غزة … لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا غاز – كل شيء مغلق”.

يوم الثلاثاء، حث حسين الشيخ، الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المجتمع الدولي على “التدخل العاجل لوقف العدوان، والسماح بدخول مواد الإغاثة، واستعادة الكهرباء والمياه، لأن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية كبرى”.

ماذا بعد انقطاع الكهرباء في غزة

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها تملك مخزونًا من الغذاء والماء يقل عن أسبوعين لمساعدة أكثر من 180 ألف شخص لجأوا إلى مدارسها في غزة.

وقالت جينيفر أوستن، نائبة مدير الوكالة: “لدينا إمدادات لمدة 12 يومًا من الغذاء والماء. الطرق مغلقة، ليس لدينا خطوط هاتف، وقد تعرضت شبكاتنا للقصف الجوي. من الصعب حقًا علينا معرفة ما يحدث”.

وأضافت: “نحن نعتمد على موظفينا، الذين هم أنفسهم لاجئون، ويخرجون لتقديم الخدمة. إنه وضع غير مسبوق حقًا نواجهه”.

انقطاع الكهرباء في غزة هو أزمة إنسانية خطيرة تتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي. يواجه سكان غزة بالفعل تحديات كبيرة، بما في ذلك الفقر والبطالة ونقص الخدمات الأساسية. انقطاع الكهرباء سيزيد من هذه التحديات ويعرض حياة الناس للخطر.

يحتاج المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لرفع الحصار المفروض على غزة والسماح بدخول الوقود ومواد الإغاثة الأخرى. يجب أيضًا على المجتمع الدولي تقديم الدعم المباشر للسكان الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية.

إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، فإن انقطاع الكهرباء في غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية.

المصدر: الجزيرة + رأي الخليج