وزير خارجية لبنان يدعو الرياض للحوار بشأن الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي.
وبحسب ما أوردت وكالة “فرانس برس”، أكد بو حبيب أن “المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها إلا بالحوار والتواصل والثقة، ولكن ليس بإرادة الفرض، وهذا يسري على لبنان والسعودية”، داعياً المملكة إلى الحوار العاجل.
وشدد على ضرورة “حل كل المشاكل العالقة بين لبنان والسعودية، وليس الإشكال الأخير فقط؛ لكيلا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة”.
وأمس الأحد، وصف وزير خارجية لبنان في تصريحات لقناة “الجديد” اللبنانية، الإجراءات التي اتخذتها السعودية بسبب تصريحات جورج قرداحي بأنها “قاسية”، وعبر عن قلقه من أن يصبح الأخير “كبش محرقة”.
وشكلت السلطات اللبنانية خلية أزمة وزارية، وعقدت اجتماعاً، السبت الماضي، بحضور القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بيروت، ريتشارد مايكلز، لحل الأزمة مع الرياض.
لكن بوحبيب قال في تصريحاته: إن “الخلية فشلت لأن الأزمة أصبحت أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان؛ بسبب عوامل خارجية وداخلية أيضاً”، مضيفاً أنها “لن تجتمع مرة أخرى”.
لبنان يدعو الرياض للحوار
وأضاف: “قبل اجتماعنا تواصلنا مع مسؤولين أمريكيين، واللقاء مع القائم بالأعمال كان تتمة لهذه الاتصالات، التي
كانت مع دول مؤثرة في المنطقة ليتم حل الأزمة بشكل مستدام”.
وقال بوحبيب: “لن نقبل أن تحل أي أزمة على حساب السعودية أو على حساب لبنان، واكد ان لبنان يدعو الرياض
للحوار ولتتحرك جامعة الدول العربية وتدعُ إلى الحوار”.
وحول الحديث عن رحيل الحكومة أو بقائها قال: إن “الحكومة باقية، وبحسب ما علمت من الرئيسين (ميشال) عون
و(نجيب) ميقاتي، هناك تطمينات دولية لدعمها”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن “التعويل في بقاء الحكومة يبقى على
الداخل”.
وأضاف: “هذه الحكومة تواجه المشاكل منذ تأليفها، لذلك هي غير قادرة على الاجتماع لاتخاذ قرار موحد بما يخص الوزير قرداحي”.
وعبر بوحبيب عن خوفه على قرداحي أن يصبح “كبش المحرقة”، مشيراً إلى أن الاحتمال “لا يزال موجوداً”.
وكان وزير الإعلام اللبناني اعتبر، في مقابلة تلفزيونية أجريت معه قبل توليه منصبه، في سبتمبر، أن المتمردين
الحوثيين “يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي يقوم به التحالف العربي الذي شكلته السعودية والإمارات
لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي”، واصفاً حرب الرياض وأبوظبي على الحوثيين بـ “العبثية”.
وأعربت الحكومة اللبنانية، في بيان لها يوم الجمعة الماضي، عن “رفضها” للتصريح، مشيرة إلى أنه “لا يعبر عن
موقفها”، لكن قرداحي رفض “الاعتذار” عن “آرائه الشخصية”، قائلاً: “أنا لم أخطئ في حق أحد. ولم أتهجم على أحد، فلمَ أعتذر؟”.
ودفع موقف قرداحي السعودية إلى سحب سفيرها لدى بيروت، والطلب من السفير اللبناني مغادرة الرياض، ووقف
كل الواردات اللبنانية إليها، فيما اتّخذت البحرين والكويت خطوة مماثلة، وقررت الإمارات سحب دبلوماسييها من بيروت.
وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتوراً منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله، وتأخذ على المسؤولين
اللبنانيين عدم تصديهم للتنظيم.