أصبحت الطائرات المسيّرة تشغل فكر القادة العسكريين في أي صراع قد ينشب، خصوصاً أن أساليب استخدام هذه الطائرات أضيفت إليها أبعاد جديدة أحدثت ثورة في مجال الاستخدام؛ مما أدى إلى فتح آفاق متعددة للطائرات المسيّرة.هل تقلب سير معارك الجيش اليمني مع الحوثيين بعد استخدامها
وفي اليمن الذي يعيش حرباً مستمرة منذ 7 سنوات، فرضت الطائرات دون طيار (صغيرة الحجم) نفسها في الآونة الأخيرة بصفتها سلاحاً فعالاً بالمعارك؛ لأهميتها في توجيه ضربات موجعة بتكلفة منخفضة.
ومؤخراً ازداد الحديث عن تقنية جديدة بدأ الجيش اليمني باستخدامها، ممثلة بالطائرات الصغيرة، في قتاله مع الحوثيين؛ في محاولة للوصول إلى مقاتلي المليشيا بتكلفة أقل من العنصر البشري، ما يجعل هذه التقنية ذات أهمية كبيرة لدى القوات الحكومية.
تقنية جديدة
كشفت قناة “العربية” السعودية عن استخدام تقنية جديدة عبر طائرات مسيّرة “صغيرة”، يتم ربطها بجهاز عليه قنبلة لاستهداف قناصة مليشيا الحوثيين الذين يصعب الوصول إليهم.
ويؤكد أن الطائرات استهدفت مؤخراً 15 قناصاً وموقعاً حوثياً، ومكَّنت القوات الحكومية بالتقدم، بعدما ساهمت في القيام بالتفاف على الحوثيين والسيطرة على تلك المواقع.
وفي السياق ذاته كشفت القناة السعودية عن قطع القوات الحكومية اليمنية طريقاً يربط بين “حريب مأرب” و”بيحان” في شبوة (وسط وشرقي اليمن)؛ في محاولة لاستعادة تلك القوات مواقع سقطت مؤخراً بيد الحوثيين.
مسيّرات الحوثيين
لعل الجيش اليمني كان سابقاً ولا يزال هو المستهدف من قبل الحوثيين، وغالباً ما يعلن بين الحين والآخر إسقاط طائرات مسيرة خلال محاولاتها تنفيذ عدة استهدافات ضده.
وساهمت إيران في منح الحوثيين تفوقاً في مجال استخدام الطائرات المسيرة، من خلال التقنيات التي قدمتها لهم
وخبراء استقدموا من طهران ودول عربية، إدخالها في القتال داخل اليمن واستهداف مناطق داخل السعودية.
وأبرز العمليات التي نفذها الحوثيون، داخل اليمن، هو الهجوم على قاعدة العند الجوية جنوب البلاد، في أغسطس من
العام الجاري سقط خلاله أكثر من 40 قتيلاً بطائرات مسيرة.
وفي يناير 2019 استهدف الحوثيون القاعدة ذاتها بطائرات مسيرة، وصاروخ باليستي، أسفر عن سقوط نحو 30
قتيلاً بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية في القوات اليمنية.
تأثير محدود
يعتبر المحلل والخبير العسكري والاستراتيجي علي الذهب، أن ما طرحه مذيع قناة “العربية” مبالغ فيه فيما
يتعلق بأنها تستهدف القناصة، مشيراً إلى أن القناص غالباً ما يكون في أماكن لا يمكن معرفتهم ولا يتواجد بأماكن مكشوفة.
لكنه يعتقد أن مثل هذه الطائرات والتقنية الجديدة، تقوم بعمل مختلف من خلال استهداف “الأهداف المتحركة
والواضحة”، موضحاً أن هذا النوع من الطائرات “تجارياً وليس عسكرياً، ولكن تم تسخيرها لأغراض عسكرية”.
ويضيف لـ: “هذه الطائرات قيمتها زهيدة جداً، لكن الميزة فيها أنها مزودة بأجهزة إشعار وكاميرات وأشعة تحت
الحمراء، بحيث تقوم برصد الهدف ثم ترسل إشارات الى مركز التحكم، قبل أن تقوم بتنفيذ مهمتها والتي غالباً ما تكون مهمة انتحارية بحيث تهجم بنفسها على الهدف”.
وتابع: “أنواع من الطائرات الأخرى فعلاً قد تؤدي ضرراً، وهي الطائرة الأكبر التي حالياً يستخدمها الحوثيون، بسبب
طولها الذي يصل إلى نحو مترين أو يزيد، وتستطيع حمل وزن أثقل، ويتم التحكم بها من خلال محطة أرضية وبتقنية أكبر”.
ويرى أنه بالنسبة معارك الجيش اليمني مع الحوثيين الذي لا يملك التقنيات الكثيرة، “ربما تكون إلى حدٍ ما مساعدة له
في قتاله مع الحوثيين، لكن بالنسبة للمليشيا فقد استخدموا مثل هذه التقنيات ليسدوا الفجوة بسبب عدم امتلاكهم طيران حربي كما هو حال القوات الحكومية مع طيران التحالف”.
ويؤكد: “أن التقنية الجديد قد تلعب دوراً ولكنه دور محدود، قياساً بما يقوم به الحوثيون، لأنهم يعتمدون على
الطائرات المسيرة اعتماداً كلياً وطوروا منها بشكل كبير، وهم متقدمين في ذلك من حيث إدارة منظومة هذه الطائرات وتنوعها”.
تقليل خطر مسيرات الحوثي
لعل تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية في اليمن قد وجد خطر الطائرات المسيرة الحوثية أكبر مما توقعه،
خصوصاً مع الهجمات المستمرة على أراضيه، إضافة إلى الهجمات التي توقع قتلى وجرحى في صفوف قوات الجيش اليمني.
وعلى ضوء ذلك، كثف استهداف مواقع سرية لنشاط الطائرات المسيرة، كان أبرزها في مطار العاصمة صنعاء
الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، في أواخر نوفمبر
كما أكد في إعلانٍ آخر في 27 نوفمبر، تدمير ورش للطائرات المُسيرة ومخازن أسلحة في معسكر بحي ذهبان في صنعاء.
وبعدها بيومٍ واحد، أعلن التحالف العربي ، تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف عسكرية مشروعة في صنعاء، مشيراً إلى
أنها تأتي استجابة فورية للتهديد وإطلاق المسيّرات من مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية المجاورة للمطار”.
وفي 1 ديسمبر 2021 بثّ تحالف دعم الشرعية، فيديو لاعتراض الطائرة المسيّرة التي أقلعت من مطار صنعاء،
قائلاً إن الطائرة المسيّرة تمّ تجميعها وتفخيخها بكتيبة الدفاع الجوي بمطار صنعاء، مشيراً إلى قصفه كامل الكتيبة التي
قامت بتلك المهمة لتحييد تهديد المسيّرات.