الغواص العسكري بفرنسا: تدريب قاس لمهنة لا يعرف عنها الكثير
هي مهنة عسكرية مرتبطة بالعمل في الأعماق التي قد تصل في بعض الاختصاصات إلى عمق 80 مترا تحت البحر، وبعض التخصصات تتطلب قدرات جسدية وعقلية خاصة، لأنها تشمل التعامل مع أسلحة فتاكة قد تفقد الضابط حياته.
ومدرسة التدريب العسكري على الغوص جنوب شرق البلاد بمنطقة فار، يعتبرها الفرنسيون من مفاخرهم العسكرية.
تقول صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) في تقرير لها إن مقر مدرسة الغوص التابعة للبحرية الوطنية يقع في سان-ماندرييه (جنوب شرق فرنسا، بمنطقة فار)، وقد حرص المشرفون على وضع فرقاطتين عسكريتين خارج الخدمة بعين المكان لصد الرياح وكسر الأمواج، وضمان بقاء البحر هادئا في جميع الفصول.
وبحسب القائد الثاني لمدرسة الغوص القبطان فرانسوا فإن عمق منطقة التدريب على الغوص تتراوح ما بين 5 أمتار وأكثر من 20 مترا، مما يوفر الظروف المثلى لتعريف المبتدئين بالغوص، وإطلاعهم على كيفية العمل تحت الماء وإنجاز مهام محددة هناك.
مجموعات
ويقول القبطان إن دور المدرسة هو التعليم والتدريب ببرنامج يشمل 4 مجموعات أساسية: أولها تسمى “مجموعة الجو” مخصصة لمختلف أنواع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية، حيث يتدرب 220 مرشحا لمدة 6 أسابيع ليصبحوا قادرين على العمل تحت عمق 35 مترا تحت الماء. وتصل نسبة النجاح بهذا القسم إلى 75%.
أما المجموعة الثانية، فتسمى مجموعة “التدخل عبر الغوص وحرب الألغام”، وهي مجموعة تتخصص في تكوين غواصين لتفكيك الألغام، حيث يستمر التدريب لعام كامل، وتشترط مؤهلات جسدية وعقلية خاصة في المتقدمين لهذه المجموعة، لأن مهمة هذه الفئة حساسة وخطرة جدا وقد تنتهي حياتهم في الأعماق لأنهم يتعاملون مع المتفجرات والألغام البحرية.
وقد يصل عمق منطقة عملهم إلى 80 مترا تحت الماء. وهؤلاء يبدؤون خدمتهم بعد التخرج في أدوار دفاعية على متن كاسحات ألغام، أو في فرق تفكيك الألغام.
والمجموعة الثالثة تكوّن “البحار المقاتل”، وقبل الوصول لمدرسة الغوص، يجب أن يكون المرشح قد قضى عدة سنوات من الخدمة في القوات الخاصة البحرية، وحصل على شهادة “رئيس فريق”. وفي حال تم قبوله، يلتحق على الفور بمدرسة الغوص في مجموعة العمليات الهجومية.
بينما تعرف المجموعة الرابعة باسم “مجموعة المياه الداخلية”، ولا تشمل سوى القوات البرية، وتخضع العناصر للتدريب في مناطق مائية غير بحرية، مثل الأنهار.
ومن الأقسام التي تعتبر من مفاخر البحرية الوطنية الفرنسية قسم تدريب غواص الطائرة المروحية.
ونقلت لوفيغارو عن المدرب أنتوني قوله إن المتدرب لا يقفز من الطائرة المروحية، بل يبقى مربوطا إلى حبل طوله 90 مترا، بقوة 272 كيلوغراما، وينقذ الأشخاص في مواجهة خطر في البحر. وسنويا يتخرج 78 غواصا ينقذون ما معدله 300 شخص.
