موسكو تحذر من حرب عالمية ثالثة واجتماع في ألمانيا لدعم كييف
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تحذر من حرب عالمية ثالثة جدي وحقيقي، فيما رد عليه نظيره الأوكراني دميترو كوليبا قائلا إن تصريحات لافروف استشعار من موسكو بالهزيمة في أوكرانيا، فيما تقود واشنطن محادثات اليوم الثلاثاء في ألمانيا تشارك فيها 20 دولة تبحث تسليح الجيش الأوكراني لمواجهة نظيره الروسي.
وذكر الوزير الروسي لافروف في برنامج تلفزيوني أن موسكو تعمل على إبعاد خطر نشوب صراعات نووية، على الرغم من المخاطر العالية في الوقت الراهن، وشدد على أن خطر نشوب حرب عالمية ثالثة “جدي وحقيقي وينبغي عدم الاستهانة به”.
وقال لافروف إن واشنطن لا تبدي اهتماما بالتواصل مع موسكو بشأن أوكرانيا، مشددا على أن معالم الاتفاق مع أوكرانيا لإنهاء الحرب ستحددها مرحلة الأعمال القتالية حيث سيصبح حينها هذا الاتفاق حقيقة واقعة، على حد تعبيره.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأوكراني في تغريدة إن روسيا تتحدث عن خطر حقيقي لوقوع حرب عالمية ثالثة، “لأنها فقدت آخر أمل في تخويف العالم من دعم أوكرانيا”، وأضاف الوزير كوليبا في حسابه على تويتر أن التصريحات الروسية عن حرب عالمية ثالثة “تعني أن موسكو تستشعر الهزيمة في أوكرانيا”.
الأسلحة الغربية
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي إن الأسلحة الغربية التي تتسلمها أوكرانيا مؤشر على أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) “في واقع الأمر منخرط في حرب مع روسيا عبر وكيل”، مشددا على أن موسكو تعد هذه الأسلحة الغربية “أهدافا مشروعة لأنشطة الجيش الروسي في سياق العملية الخاصة في أوكرانيا”. وذكر لافروف أن القوات الروسية استهدفت في أكثر من مناسبة منشآت تخزين الأسلحة الغربية في الغرب الأوكراني
وفي السياق ذاته، أرسلت روسيا مذكرة إلى الولايات المتحدة الأميركية تطالبها فيها بوقف تصدير الأسلحة إلى أوكرانيا، وقال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف إن إرسال أسلحة إلى كييف لا يسهم في إيجاد حل دبلوماسي وتسوية للأزمة. وأضاف أنتونوف أن الرقم المعلن للمساعدات العسكرية لأوكرانيا ضخم، ويدفع نحو زيادة المخاطر وتدهور الوضع على نحو أكبر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الاثنين، إنها دمرت محطات سكك حديد فرعية في أوكرانيا، كان يتم من خلالها تزويد القوات الأوكرانية الفاعلة في إقليم دونباس بالأسلحة والمعدات العسكرية الأجنبية، فيما ذكرت هيئة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية تستهدف بالقصف الصاروخي البنية التحتية والمدنية لأوكرانيا، مضيفة أن موسكو تحاول استهداف الطرق التي تسلكها المساعدات العسكرية القادمة من حلفاء أوكرانيا.
اجتماع بألمانيا
من ناحية أخرى، يعقد اليوم الثلاثاء اجتماع المجموعة الاستشارية الأمنية الأوكرانية برئاسة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية جنوب غربي ألمانيا، بمشاركة وزراء دفاع 20 بلدا.
ووصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي الاجتماع بأنه عبارة عن مشاورات ستتطرق إلى السبل التي يمكن لشركاء أوكرانيا من خلالها المساهمة في تعزيز قوتها العسكرية بعد انتهاء الحرب.
وقال كيربي إن الوزير أوستن والمشاركين سيناقشون كيف يمكنهم الاستمرار في المساعدة لتلبية احتياجات أوكرانيا الحالية، والأسلحة التي يمكن أن يوفرها مختلف الشركاء مع تطور الحرب الروسية الأوكرانية.
وشدد كيربي على أن الاجتماع لن يعقد برعاية حلف الناتو، ولن يسفر بالضرورة عن أي نتائج ملموسة فورية.
وكان وفد أميركي يرأسه وزيرا الخارجية أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن، زار كييف أول أمس الأحد حيث التقيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال بلينكن إن واشنطن وضعت إستراتيجية لدعم أوكرانيا، مشددا على أن روسيا فشلت في السيطرة على أوكرانيا، على حد تعبيره. كما أكد وزير الخارجية الأميركية أن بلاده ستمضي قدما في مساعدة الأوكرانيين، وتعزيز قدراتهم في المعركة، وأن الدبلوماسيين الأميركيين سيعودون إلى كييف الأسبوع المقبل.
وأوردت وسائل إعلام أميركية أن وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين أبلغا الرئيس الأوكراني أن واشنطن ستقدم 322 مليون دولار لأوكرانيا، في إطار مساعدات عسكرية خارجية جديدة، ليصل إجمالي المساعدات الأمنية لأوكرانيا منذ بدء الحرب إلى نحو 3.7 مليارات دولار.
من ناحية أخرى، قال السفير الفرنسي في واشنطن فيليب إيتيان إن السياسة الخارجية لبلاده تجاه أوكرانيا لن تتغير بعد فوز إيمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية، وقال إيتيان في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية إن الرئيس ماكرون تعهد بتقديم الأسلحة لأوكرانيا وزيارة كييف حينما تسنح الفرصة بذلك، مشيرا إلى أن المحادثات التي سبق أن أجراها الرئيس ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين كانت بتنسيق وثيق مع أوكرانيا.
وشدد السفير الفرنسي على أن باريس ستواصل دعم أوكرانيا على صعيد الانضمام للاتحاد الأوروبي.
الممرات الإنسانية
من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن دعمه للجهود الدبلوماسية التركية لإيجاد حل للحرب الروسية على أوكرانيا، وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عقب لقاء غوتيريش مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الهدف المشترك للجانبين هو إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، وفتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين وإيصال المساعدات.
وفي وقت سابق أمس الاثنين، أعلن الجيش الروسي فتح ممر إنساني لتأمين مغادرة المدنيين الموجودين في مجمع آزوفستال بمدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا، في حين طلبت كييف من الأمين العام للأمم المتحدة ضمان أي اتفاق يتعلق بالممرات الإنسانية من آزوفستال.
من جهة أخرى، نقلت وكالة “رويترز” عن نائب رئيس الوزراء الأوكراني نفيه أي اتفاق مع موسكو على فتح ممر إنساني من ماريوبول الاثنين، وقال المسؤول الأوكراني إن بلاده طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة ضمان أي اتفاق بشأن فتح ممر إنساني من آزوفستال.
يشار إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية أنهت، أمس الاثنين، شهرها الثاني في ظل تركيز الجيش الروسي على السيطرة على إقليم دونباس وعلى الجنوب الأوكراني، وذلك بعدما تراجع عن خطته الأولى القاضية بشن هجمات واسعة في شمال وشرق وجنوب أوكرانيا بهدف معلن وهو نزع سلاح كييف ودعم الانفصاليين الذين أعلنوا جمهوريتين انفصاليتين في الشرق الأوكراني.