تقدمت القوات الروسية إلى عمق مدينة سيفيرودونتسك الصناعية المدمرة في شرق أوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية ما زالت صامدة هناك، اليوم الجمعة، مع مرور 100 يوم على بدء هجوم روسيا على جارتها.
وقال وزير الدفاع الأوكراني، إن قواته تتدرب في أوروبا على تشغيل أنظمة صاروخية جديدة ومتطورة تعهدت بإرسالها الولايات المتحدة وبريطانيا هذا الأسبوع، التي تأمل كييف أن تساعد في تغيير دفة المعركة لصالحها في الأسابيع المقبلة.
واستمرت الحرب التي تعتقد الدول الغربية أن روسيا خططت للفوز بها في غضون ساعات، لأكثر من ثلاثة أشهر، مع تراجع القوات الروسية عن العاصمة، لكنها شنت هجوماً جديداً كبيراً في الشرق.
وتحققت وكالة «رويترز» للأنباء من أن الأوكرانيين ما زالوا يسيطرون على جزء من مدينة سيفيرودونتسك، حتى أمس (الخميس). وتحركت القوات بسرعة كبيرة فوق طرق تناثرت فيها العربات المدرعة المحطمة.
وقال زوراب كاكاليدزه، الجورجي الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، «سنجبر الروس على التراجع… سيستغرق الأمر يوماً أو شهراً أو عاماً، لا يهم… نحن على الجانب الصحيح من التاريخ». وأضاف: «لذلك سنعمل على ضمان أن نعود جميعاً إلى منازلنا مع عائلاتنا… وسنعمل على التأكد من أن المحتلين لن يفعلوا الشيء نفسه».
وشهدت الأسابيع الماضية دفع روسيا بقوات في معركة سيفيرودونيتسك، وهي مدينة صناعية صغيرة في الشرق. ويتعين على روسيا الاستيلاء عليها لتحقيق هدفها المعلن المتمثل في السيطرة على مقاطعة لوغانسك بأكملها.
ويتكبد الطرفان خسائر كبيرة هناك في معارك شوارع يمكن أن تحدد مسار حرب استنزاف طويلة.
وقال حاكم المنطقة الأوكرانية سيرغي غايداي، في تصريحات بثها التلفزيون خلال الليل، «يؤسفني أن أقول إن الجيش الروسي نجح في شق طريقه إلى عمق المدينة… يسيطرون على معظم المدينة».
وأضاف أن حوالي خُمس مساحة المدينة أصبح الآن «منطقة رمادية» متنازعاً عليها. وكان المقاتلون الأوكرانيون صامدين في منطقة واحدة، وما زالوا قادرين على طرد الروس من بعض الشوارع، وأسروا ستة روس في اليوم السابق، «لذا أود أن أقول للمشككين لا تفقدوا الأمل حيال سيفيرودونيتسك… من السابق لأوانه القيام بذلك… المدينة صامدة».
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في سيفيرودونتسك خلال الليل، لكنه أضاف أن من السابق لأوانه إعطاء تفاصيل.
وكانت واشنطن قالت هذا الأسبوع إنها تتوقع أن تكون هناك حاجة إلى تدريب لما يقرب من ثلاثة أسابيع قبل أن تبدأ أوكرانيا استخدام منظومة الصواريخ الجديدة التي قد تضرب خطوط الإمداد الخلفية الروسية، وتساعد على تعطيل ميزة نيران المدفعية الروسية في المقدمة.
ورغم طردها من شمال أوكرانيا في مارس (آذار) بعد هجوم فاشل على العاصمة، لا تزال روسيا تسيطر على حوالي خُمس أراضي أوكرانيا، وتم الاستيلاء على نحو نصف هذه المساحة في 2014 والنصف الآخر منذ أن بدأت غزوها في 24 فبراير (شباط).
كان الهجوم الروسي الكبير في الشرق في الأسابيع الأخيرة إحدى أكثر مراحل الحرب دموية لكلا الجانبين. وأحرزت موسكو تقدماً بطيئاً لكن بخطى ثابتة، حيث تضغط على القوات الأوكرانية داخل جيب في منطقتي لوغانسك ودونيتسك، لكنها فشلت حتى الآن في تطويقها.
في الوقت نفسه، تأمل كييف في أن يؤدي التقدم الروسي إلى استنزاف قوات الرئيس فلاديمير بوتين، بحيث يمكن لأوكرانيا شن هجمات مضادة واستعادة الأراضي في الأشهر المقبلة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب الليلة الماضية، إن كييف تتوقع المزيد من «الأخبار السارة» بشأن الأسلحة الأجنبية، خصوصاً أسلحة أميركية بقيمة 700 مليون دولار لأوكرانيا، التي ستشمل أنظمة صاروخية يصل مداها إلى 80 كيلومتراً.
