الاخبار العاجلةسياسة

الإساءة للنبي الكريم.. استمرار الإدانات عربيا وإسلاميا والهند تعتبرها غير مبررة وتعتقل شرطيين عذبا شابا مسلما

تتوالى ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالتعليقات المسيئة لنبي الإسلام الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والتي أدلى بها مسؤولان في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بالهند.

وفي تغريدة عبر حسابه على تويتر، أعرب رئيس وزراء باكستان شهباز شريف عن انزعاجه من تصاعد العنف الطائفي والكراهية ضد المسلمين في الهند.

من جانبها، أبلغت سلطنة عمان أمس الاثنين سفير الهند لديها باستنكارها التصريحات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وللإسلام والمسلمين.

ورحبت السلطنة بإيقاف الهند المسؤول عن هذه التصريحات المسيئة، وفق وكالة الأنباء العمانية الرسمية.

وفي السياق، أعرب مجلس الشورى القطري عن إدانته واستنكاره الشديدين للإساءات الأخيرة الصادرة عن مسؤول في الحزب الحاكم بالهند تجاه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وخلال الجلسة الأسبوعية العادية للمجلس، قال رئيس مجلس الشورى حسن بن عبد الله الغانم إن الإساءات تأتي في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند، وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين فيها والتضييق عليهم، خاصة في ضوء مجموعة من القرارات الصادرة مؤخرا بمنع الحجاب في المؤسسات التعليمية بعدد من الولايات الهندية، إضافة إلى هدم ممتلكات للمسلمين وتزايد العنف ضدهم.

ودعا الغانم السلطات الهندية إلى ضرورة التصدي بحزم لهذه الإساءات ولكل أشكال التطاول على الرسول الكريم صلى الله وعليه وسلم وعلى الدين الإسلامي، وضمان سلامة وأمن ورفاه المجتمع المسلم في الهند، وحماية حقوقه وهويته الدينية والثقافية وكرامته وأماكن عبادته.

من ناحيتها، دانت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية أمس الاثنين التصريحات الهندية المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

ودعت الوزارة، في بيان، إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش ونبذ خطاب العنف والكراهية واحترام المعتقدات والديانات السماوية.

على الصعيد نفسه، حث المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، على احترام كافة الأديان والتسامح بين أفرادها.

وكان دوجاريك يرد على أسئلة الصحفيين بشأن موقف الأمين العام من التعليقات المسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، التي أدلى بها المسؤول الهندي.

وخلال اليومين الماضيين، أثارت التصريحات الهندية رفضا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأدانتها قطر والكويت والسعودية والإمارات والبحرين ومصر، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، والمجلس الأعلى للدولة بليبيا، والأزهر الشريف، وهيئة كبار العلماء بالسعودية، في بيانات منفصلة.

كما استدعت وزارات الخارجية في قطر والكويت وإيران سفراء الهند لديها، وسلموهم مذكرات احتجاج رسمية على التصريحات المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حسب بيانات منفصلة.

وشجب العديد من الشخصيات الإسلامية والعلماء تلك التصريحات، وطالبت الحزب الحاكم بتقديم الاعتذار، لكن الحزب اكتفى بتعليق عمل المتحدث باسمه نافين كومار بعد التعليقات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

مقاطعة البضائع

وضمن الردود، أزالت جمعية العارضية التعاونية في الكويت جميع البضائع الهندية من على رفوف متاجرها، نصرةً للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

ونشرت جمعية العارضية التعاونية على حساباتها في مواقع التواصل مقطع فيديو يُظهر تغطية المنتجات الهندية بأكياس بلاستيكية، ولافتات طُبع عليها “تم رفع المنتجات الهندية”.

اقرأ ايضاً
من هم أفضل 10 مدربين ببطولة أمم أوروبا "يورو 2020"؟

ولاقت خطوة الجمعية إشادة من بعض المغردين، ومطالبات لباقي الجمعيات باتخاذ الخطوة ذاتها.

دلهي لا ترى مبررا للإدانات

ومع تصاعد ردود الفعل، رفضت نيودلهي البيانات العربية والدولية الواسعة المنددة بالتصريحات المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقالت إن الإدانات لا مبرر لها.

وقال متحدث الخارجية الهندية أريندام باغشي، في تصريحات صحفية، إن بيان منظمة التعاون الإسلامي (الذي يدين الإساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام بالهند) لا مبرر له، واصفا إياه بأنه ضيّق الأفق.

وشدد على أن الحكومة الهندية ترفض رفضا قاطعا بيان منظمة التعاون الإسلامي، مشيرا إلى أن نيودلهي تولي أعلى درجات الاحترام لجميع الأديان.

وأعلن الحزب الحاكم في الهند تعليق عمل مسؤول الإعلام في الحزب الحاكم كومار جيندال على خلفية تصريحاته المسيئة للنبي والإسلام، وفق إعلام محلي.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة التايمز البريطانية إلى أن الحزب الحاكم في الهند يسعى جاهدا لإخماد الردود الإسلامية بسبب تصريحات أحد مسؤوليه المسيئة للنبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.

ويضيف التقرير أن الردود أحرجت رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي تفاخر في السابق بعلاقاته مع العالم الإسلامي، وزار العديد من دول الشرق الأوسط.

وأثار تنصل حزب بهاراتيا جاناتا من التصريحات سخرية أحزاب المعارضة، إذ وصف حزب المؤتمر التنصل بأنه مزحة بالنظر إلى أن تغذية الكراهية تقع في صلب نهج حزب بهاراتيا جاناتا، وفق قوله.

وعلّق أسد الدين أويسي، وهو سياسي مسلم، بالقول إن التصريح كان إهانة لـ200 مليون من المسلمين الهنود، لكنَّ اهتمام مودي وآخرين انصب على الرد الخارجي، بدلا من تبديد مخاوف مسلمي البلاد، كما قال.

اعتقال شرطيين بعد تعذيب شاب مسلم

من جهة أخرى، أعلنت شرطة ولاية أوتار براديش الهندية عن احتجاز فردين من قوات الشرطة بسبب تعذيبهما شابا مسلما والاعتداء عليه جنسيا داخل أحد مخافر مقاطعة بودلون بالولاية.

وكانت المنصات الهندية قد تداولت على نطاق واسع فيديو مؤلم خلال الأيام الماضية لشاب مسلم مستلقي على سرير في أحد المستشفيات، ويظهر وهو يتألم بينما ينتفض جسده بشكل متكرر.

ونقلت صحيفة سياست الهندية على لسان الطبيب المعالج للشاب أن الاضطراب الذي ظهر على الشاب هو نتيجة لتعرضه للتعذيب الشديد، مما أثر على جهازه العصبي.

وأفادت الصحف بأن الشاب تعرض للتعذيب على يد 5 ضباط وجنود، وتضمن الاعتداء عليه، إذ وضع أفراد الشرطة عصا الصاعق الكهربائي في موضع حساس وقاموا بصعقه عدة مرات مما عرضه لانهيار عصبي.

وهاجم السياسي المسلم وعضو البرلمان الهندي أسد الدين أويسي الشرطة الهندية، معتبرا أن “الشرطة بدأت تشعر أن القانون لا ينطبق عليهم، والتقارير عن العنف أثناء الاحتجاز ووحشية الشرطة ضد المسلمين والفقراء أصبحت شائعة”.

ووجه عويسي رسالة إلى حاكم ولاية أوتار براديش يوجي أديتناث قائلًا “يجب أن تتحمل الحكومة تكلفة علاج الضحية، ومن الضروري تقديم تعويض له في أقرب وقت ممكن”.

في حين علق الصحفي والناشط الهندي صهيب دانيال على فيديو الضحية بقوله شاهدوا مقطع الفيديو لتحصلوا على فكرة مصورة عما يمكن أن يحدث لك كونك مسلما، وكيف يمكن للأغلبية المزعومة أن تؤذيك بهذا الشكل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى