الاخبار العاجلةسياسة

رغم حملة اللوبي الصهيوني ضدها.. المرشحة “سمر لي” تقترب من الفوز بمقعد في الكونغرس

واشنطن- “يجب أن نقف ضد الظلم في كل مكان، لا يمكن التسامح مع الأعمال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني أو تبريرها”، عكست هذه التصريحات مواقف الناشطة السياسية الأميركية والمرشحة الديمقراطية “سمر لي”، والتي فازت بالانتخابات التمهيدية لحزبها عن مقعد الكونغرس بولاية بنسلفانيا متفوقة على ستيف أيروين، الذي دعمه وسانده ماليا اللوبي الإسرائيلي.

واستدعى هذا التنافس أن تنفق الجماعات المؤيدة لإسرائيل ما لا يقل عن 2.5 مليون دولار على السباق الانتخابي، خُصّصت للهجوم على سمر لي (34 عاما) في محاولة فاشلة لإخراجها من التنافس على مقعد الدائرة 12 بولاية بنسلفانيا، والذي يُعد الفوز به للمرشح الديمقراطي في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادم شبه مضمون.

2022 05 ELECTION PENNYLVANIA
يعكس تقدم سمر لي تغييرات داخل الحزب الديمقراطي لصالح تيار اليسار التقدمي (رويترز)

صعود اليسار الديمقراطي

وتقترب “سمر لي” من الفوز بمقعد في مجلس النواب كون هذه الدائرة معروفة تاريخيا بميلها للحزب الديمقراطي. وحال فوزها ستصبح أول امرأة من السود تنتخب للكونغرس من ولاية بنسلفانيا.

ويمثّل فوز سمر لي انتصارا إضافيا للتيار التقدمي بالحزب الديمقراطي من ناحية، ومن ناحية أخرى، يمثل ضربة جديدة للوبيات المؤيدة لإسرائيل، والتي لم تدخر مالا أو جهدا لهزيمتها.

ورغم الحملات الشرسة التي تعرضت لها “سمر لي”، فإن فوزها يعكس برأي مراقبين تطورات مهمة داخل الحزب الديمقراطي، أهمها تصاعد قوة “التيار اليساري التقدمي” في الوقت الذي تتراجع فيه شعبية الرئيس الديمقراطي جو بايدن بسبب التضخم وارتفاع الأسعار.

وصوّت لصالح المرشحة “سمر لي” 47 ألفا و451 شخصا بما يعادل 41.63% من إجمالي الأصوات، فيما حصل منافسها ستيف إيروين على 46 ألفا 711 صوتا بنسبة 40.89% من الأصوات. وبسبب تقارب النتائج، تم إعادة فرز الأصوات وتأخر إعلان النتيجة النهائية لأكثر من أسبوع.

حملة تشويه منظمة

تمثّل المرشحة سمر لي التيار التقدمي الصاعد داخل الحزب الديمقراطي، والذي يتبنى الخطاب السياسي اليساري للسيناتور والمرشح الرئاسي السابق بيرني ساندرز. وهزمت لي منافسها الرئيس، ستيف إيروين، المحامي والرئيس السابق للجنة بنسلفانيا للأوراق المالية الذي جمع دعما كبيرا من مؤسسات وقيادات الحزب التقليدية.

وقالت في بيان لها عقب إعلان انتصارها في السباق التمهيدي للحزب “كانت منافسة بين المواطنين والشركات، وفاز المواطنون. لقد بنينا حركة في ولاية بنسلفانيا لكبح سلطة الشركات، وللدفاع عن الأسر العاملة، وهزمنا حملة تشويه بملايين الدولارات. لم يكن الأمر يتعلق أبدا بمرشح واحد، بل بسكان هذه المنطقة الذين أهملتهم الشركات واهتمت فقط باستغلالهم لعقود طويلة”.

ودعم السيناتور ساندرز المرشحة سمر لي، وكذلك فعلت نائبات من أعضاء الكونغرس التقدميات كالنائبة رشيدة طليب وألكسندريا أوكتاسيو كورتيز. ودفع ذلك حملة منافسها ستيف إيروين، للحصول على دعم مالي ضخم من منظمتين رئيسيتين مؤيدتين لإسرائيل هدفتا إلى تقويض المرشحين التقدميين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

اقرأ ايضاً
وزير الخارجية السعودي ندعم منع إيران من النووي ولن نتردد بضرب الحوثيين

ويمثل فوز سمر لي بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية بنسلفانيا دليلا آخر على قوة تيار التغيير داخل المعسكر الديمقراطي.

وخاضت المرشحة سمر لي السباق اعتمادا على أجندة تقدمية؛ حيث نادت بتبني سياسات خضراء صديقة للبيئة، وطالبت بتوفير رعاية صحية مجانية لجميع الأميركيين، ودعمت النقابات العمالية.

نيران اللوبي الإسرائيلي

قبل عام غردت سمر لي داعمة للحقوق الفلسطينية وقالت “لقد أظهرت الولايات المتحدة قيادة في حماية حقوق الإنسان حول العالم، وبينما نكافح نحن في حركة “حياة السود مهمة” من أجل حياة كريمة للأميركيين الأفارقة، يجب أن نقف ضد الظلم في كل مكان. لا يمكن التسامح مع اللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني أو تبريرها”.

وأوقع هذا الموقف المناصر للفلسطينيين المرشحة سمر لي في مرمى نيران منظمة “أيباك”، أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي، ونظيرتها مؤسسة “الأغلبية الديمقراطية من أجل إسرائيل”.

وتهاجم هذه المنظمات أي مرشح يعبر عن رفضه للسياسات الإسرائيلية، أو ينتقد مواقفها، أو يطالب بدعم وإنصاف الفلسطينيين. وضخّ مشروع الديمقراطية المتحدة -التابع للجنة العمل السياسي للأيباك- أكثر من مليوني دولار في إعلانات سياسية تهاجم المرشحة سمر لي.

ودافعت حملة إيروين عن محتوى الإعلانات، وقال متحدث باسم حملته لصحيفة “بيتسبرغ تريبيون- ريفيو” (Pittsburgh Tribune-Review)، إن “إيروين فخور بالدفاع عن دولة إسرائيل اليهودية أقوى حليف لأميركا في الشرق الأوسط”.

وقال المتحدث باسم مشروع الديمقراطية المتحدة باتريك دورتون، إن فوز “لي” بفارق ضئيل كان دليلا على أن وجهات نظرها “لم تلقَ صدى لدى جزء كبير من الحزب الديمقراطي”. مضيفا أن المجموعة التي ترعاها أيباك “تُقيم 10-15 سباقا آخر تشمل مرشحين تراهم تهديدا للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وعلى الرغم من تمويله من قبل مجموعة مؤيدة لإسرائيل، فإن تلك الإعلانات كانت تشير إلى سياسة واشنطن في الشرق الأوسط أو إسرائيل أو فلسطين. وبدلا من ذلك، شكّكت الإعلانات في مصداقية سمر لي، والادعاء بأنها غير ديمقراطية، وأنها تعادي الرئيس جو بايدن.

ولا توافق المرشحة “سمر لي” على الادعاء بأنها معادية لإسرائيل، في الوقت ذاته تعرب عن انتقادها للسياسيين الأميركيين الذين لم يتحدثوا علنا ضد الهجمات على الفلسطينيين.

وعبّرت “لي” عن اعتقادها أن المساعدات لإسرائيل، وكذلك لجميع حلفاء الولايات المتحدة، يجب أن تكون مشروطة بالتزامهم بحقوق الإنسان.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى