الاخبار العاجلةسياسة

أصوات غربية تُغرّد خارج سرب تأييد إسرائيل وتدعم غزة

على مدى أسبوعين من انطلاق عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- حظيت إسرائيل بدعم غربي غير مسبوق؛ سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا، وبدا العالم وكأنه يُغرّد على خط واحد.

لكن أصواتا هنا وهناك خالفت ذلك، وأعلنت بوضوح رفضها لآلة الانتقام الإسرائيلي من غزة وأهلها، وتأييدها لحق الفلسطينيين في الحياة.

وفيما يلي أبرز هذه الشخصيات:

مسؤول أميركي يستقيل

قبل 3 أيام، قدّم المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية جوش بول استقالته؛ بسبب تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، وقال، إنه لا يستطيع دعم المزيد من المساعدات العسكرية “الفتاكة” الأميركية لإسرائيل، ووصف سلوك الإدارة الأميركية بأنه “رد فعل متهور” قائم على “الإفلاس الفكري”.

وكتب بول في معرض تقديمه خطاب استقالته المسوغ أنه “لا يستطيع قبول الاستمرار في وظيفة تسهم في مقتل مدنيين فلسطينيين”.

وتحدث بول إلى موقع “هاف بوست” الأميركي، وقال، إنه شعر بأنه يجب عليه القيام بذلك؛ لأنه كان يعلم أنه لا يستطيع الضغط من أجل سياسة أكثر إنسانية داخل الحكومة الأميركية، مضيفا “عندما تأكدت من أنني لا أستطيع تغيير أي شيء استقلت”.

وكان بول مديرا للشؤون العامة والكونغرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية، الذي يتعامل مع عمليات نقل الأسلحة، حسب صحيفة “واشنطن بوست”. وقد أمضى أكثر من 11 عاما في وظيفته التي ينسق من خلالها العلاقات مع الكونغرس، والرسائل العامة لمكتب رئيس يتعامل مع المساعدات العسكرية.

وبعد هذه الاستقالة بيوم واحد، أرسل 411 موظفا في مكاتب أعضاء الكونغرس الأميركي رسالة مفتوحة تحث المشرعين على الدعوة لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.

النرويج تُغرّد خارج السرب

كان موقف النرويج مختلفا كثيرا عن غالبية الدول الأوروبية؛ فقد حذّر رئيس الوزراء النرويجي يوناس ستوره من تدهور الأوضاع في غزة، وصولا إلى ما وصفها بـ”كارثة إنسانية”. وأدان ستوره الحصار على قطاع غزة والإجراءات التي تستهدف المدنيين في القطاع.

كما أعلنت وزيرة الخارجية أنيكن هويتفيلدت رفضها حصار غزة، ورصدت مبالغ مالية جديدة لدعم المدنيين في القطاع المنكوب.

وشددت الوزيرة على أنه “لا يحق لإسرائيل فعل ما تشاء للدفاع عن نفسها”.

موقف حازم من أيرلندا

بدورها، اتخذت أيرلندا موقفا حازما من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وقال رئيس وزرائها ليو فارادكار، إن إسرائيل تمارس عقابا جماعيا في غزة، وليس لها الحق في انتهاك القانون الدولي.

وذكرت وكالة “بي إيه ميديا” البريطانية أن رئيس الوزراء الأيرلندي دعا -أيضا- إلى فتح ممر إنساني للسماح بوصول المساعدات إلى الفلسطينيين.

وقال فارادكار لراديو وتلفزيون أيرلندا، “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ليس لإسرائيل الحق في الظلم”. وأعرب عن قلقه مما يراه يحدث في غزة في الوقت الراهن.

وأوضح أن إسرائيل تنتهك القانون الإنساني من خلال معاقبتها للمدنيين الفلسطينيين، وأن أيرلندا ستسعى إلى فتح ممر إنساني للسماح بوصول المساعدات إلى غزة.

كما انتقد النائب الأيرلندي ريتشارد بويد باريت -في كلمة أمام برلمان بلاه- سياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه غزة، وقال، إن إسرائيل “تمطر غزة بآلاف الصواريخ، وتتعهد بترك 2.2 مليون شخص جائعين وعطشى ودون كهرباء”.

ولاحقا قاد باريت مظاهرة ضخمة لدعم فلسطين، وصف فيها إسرائيل بـ”الدولة الإرهابية”، مؤكدا “نحن أمام جريمة حرب متكاملة، وفق اتفاقية جنيف”.

وزيرة إسبانية: جريمة حرب إسرائيلية

أما وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية إيوني بيلارا، فقد أدانت ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة من أفعال قالت، إنه يمكن أن نعدّها “جريمة حرب وإبادة جماعية مبرمجة”.

وأكدت بيلارا -في تصريح لها تعليقا على تطورات الأوضاع في قطاع غزة- أن إسرائيل تركت مئات الآلاف من الأشخاص دون كهرباء ولا طعام ولا ماء، وتقصف المدنيين، مما يعدّ عقابا جماعيا ينتهك بشكل خطير القانون الدولي الإنساني، ويمكن أن نعدّه جريمة حرب، كما قالت.

واتهمت الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بتشجيع إسرائيل على ممارسة سياسة التفرقة والعنصرية والعدوان التي تنتهك -حسب الوزيرة الإسبانية- حقوق الإنسان بصورة خطيرة، مطالبة الاتحاد الأوروبي بتطبيق عقوبات اقتصادية -كما حدث مع روسيا- ضد المسؤولين سياسيا عن هذه الإبادة الجماعية، خاصة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وبقية القادة السياسيين.

ومضت بيلارا أكثر من ذلك حين طالبت بتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب “جرائم حرب”. كما طالبت حكومتها بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل على الفور.

اقرأ ايضاً
على وقع أزمة حقل كاريش.. مبعوث أميركي إلى لبنان لمناقشة محادثات الحدود البحرية بين تل أبيب وبيروت

وعلى مستوى إسبانيا -كذلك-، أجبر البرلمان الأوروبي النائب الإسباني مانو بينيدا على خلع الكوفية الفلسطينية قبل إلقاء كلمته في جلسة عامة كانت تناقش الحرب في غزة.

وهاجم بينيدا البرلمان واتهمه بازدواجية المعايير، خاصة أنه كان مسموحا ارتداء “الكيباه” أو الطاقية اليهودية للتعبير عن الدعم لإسرائيل.

صوت بريطاني معارض

دعا رئيس حزب العمال البريطاني السابق جريمي كوربن الساسة البريطانيين إلى عدم تسويغ ما وصفها بـ”جرائم الحرب”، أو الجوع والحرمان من الدواء التي يفرضها الاحتلال على المحاصرين في غزة.

وزير يوناني سابق ضد الفصل العنصري

أما وزير مالية اليونان السابق يانيس فاروفاكيس فقال، “لقد شاركنا في هذه الجريمة ضد الإنسانية لعقود؛ لأننا أغلقنا أفواهنا طالما كان الفلسطينيون هم من يموتون وليس المحتلين”.

وأدان فاروفاكيس أوروبا، ودعا الغرب عموما إلى “التكفير عن خطاياه”، وإلى أن تتحول الأحداث إلى نداء يقظة للأوروبيين لأخذ خطوة حاسمة نحو السلام في فلسطين، بتدمير ما سمّاه نظام الفصل العنصري.

2000 فنان بريطاني يعترضون

وفي بريطانيا أيضا، وقّع أكثر من 2000 ممثل وفنان على رسالة مفتوحة تدعو إلى الوقف الفوري للحصار والقصف الإسرائيلي على غزة.

ومن بين الموقّعين تيلدا سوينتن، وستيف كوغان، وتشارلز دانس، وميريام مارغويلز. ومن بين المخرجين كان هناك مايك لي، ومايكل وينتربوتوم وغيرهم.

وجاء في الرسالة، “إننا نشهد جريمة وكارثة.. لقد حوّلت إسرائيل جزءا كبيرا من غزة إلى أنقاض، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن 2.3 مليون فلسطيني”.

واتهموا الحكومة البريطانية بـ”مساعدة وتحريض إسرائيل على ارتكاب جرائم الحرب” في غزة. كما أسسوا موقع “فنانون من أجل فلسطين” (artistsforpalestine.org.uk) لدعم التحرك.

تصرف غير مسبوق بجنيف

أما داخل مجلس حقوق الإنسان في جنيف، فقام عدد كبير من المشاركين بإدارة ظهورهم أثناء كلمة السفيرة الأميركية ميشيل تايلور، اعتراضا على الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل.

طلاب جامعة هارفارد يتظاهرون

ولأكثر من مرة، تظاهر طلاب في جامعة هارفارد الأميركية للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزة، مؤكدين رفضهم دعم الإدارة الأميركية لدولة الاحتلال في حربها ضد غزة.

ورفع الطلاب الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها عبارات من قبيل “أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة”. كما استلقى بعضهم على العشب متظاهرين بالموت، في إشارة إلى مئات الشهداء الذين ارتقوا بعد قصف الاحتلال مستشفى الأهلي المعمداني في غزة.

وكان اتحاد يضم 34 مجموعة طلابية في هارفارد قد أصدر بيانا حمّل فيه “النظام الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جميع أعمال العنف المنتشرة”، بعد عقود من الاحتلال.

وأضاف الطلاب -في البيان المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني- أن “نظام الفصل العنصري هو المسؤول الوحيد عن ما يحدث في غزة”.

وفي المقابل، استمر التصعيد ضد جامعة هارفارد من المتبرعين من المليارديرات المانحين للجامعة، وذلك على خلفية أحداث الحرب في غزة.

وكان الملياردير والمالك السابق لفيكتوريا سيكريت ليزلي ويكسنر وزوجته أبيجيل أحدث المنضمين لقائمة المتبرعين الذين قطعوا علاقتهم بالجامعة، وتوقفوا عن تقديم المنح المعهودة لها بعد ما عدّوه “موقفا مخزيا” من الجامعة في الرد على هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، والبيان المناهض لإسرائيل الصادر عن المجموعات الطلابية بالجامعة.

ممثل أميركي يهودي يرفض “الإبادة الجماعية”

رأى الممثل الأميركي اليهودي يعقوب بيرغر أن “إسرائيل دولة فصل عنصري تنفّذ إبادة جماعية في فلسطين، وهي جريمة حرب”.

وقال، إن الفلسطينيين مواطنون من الدرجة الثالثة، وقد تعرضوا للإخضاع والمعاملة الوحشية من قِبل إسرائيل منذ النكبة في 1948، مؤكدا أنه -بصفته يهوديا- “تربينا على أن العرب هم الأشرار، لكن اتضح أن هذا كذب”.

مظاهرات تعمّ أوروبا وأميركا

أما على المستوى الشعبي، فعلى مدى أسبوعين كاملين، لم تتوقف مظاهرات التضامن مع الشعب الفلسطيني. وشهدت عواصم ومدن عدة حول العالم -خاصة في أوروبا والولايات المتحدة- مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف، أعربوا خلالها عن استنكارهم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأبرز المدن التي شهدت مظاهرات هي واشنطن ونيويورك وشيكاغو ودالاس ولندن وباريس وبرلين وكوبنهاغن وأمستردام ومدريد وبرشلونة وغيرها.

ويمثل احتجاج الشوارع موقفا يفضح تعامل عدد كبير من الساسة ووسائل الإعلام الغربية المروجة للرواية الإسرائيلية، والمتعامية عما يحدث من جرائم في قطاع غزة المحاصر.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى