الاخبار العاجلةسياسة

ترحيل اللاجئين من بريطانيا إلى رواندا.. عراقي يقلب المعادلة والأمير تشارلز محبط وجونسون يهدد الجميع

لندن- عاش 7 من طالبي اللجوء في بريطانيا أجواء دراماتيكية، بعد أن باتوا قاب قوسين أو أدنى من الترحيل إلى رواندا، قبل أن يأتيهم قرار من محكمة حقوق الإنسان الأوروبية يمع ذلك.

وبينما كانت طائرة تقل 7 من طالبي لجوء بينهم عراقيون وسوريون تستعد للإقلاع من قاعدة عسكرية بالجنوب الغربي لبريطانيا، حتى أجبرت مرة أخرى على إطفاء محركات طيرانها، بعد أن قضت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بأن واحدا من طالبي اللجوء قد تتعرض حياته للخطر في حال ترحيله.

هذا الحكم سمح لبقية اللاجئين بتقديم طلبات استئناف عاجلة للمحاكم البريطانية للبت في قضاياهم بالاستناد إلى حكم المحكمة الأوروبية الذي يعتبر ملزما لبريطانيا لأنها دولة عضو بهذه المحكمة.

وعقب هذا القرار، ينتظر حكومة بوريس جونسون فتح باب من المعارك القانونية التي لن تنتهي، ربما الشهر المقبل حين تصدر المحكمة العليا رأيها النهائي في خطة ترحيل اللاجئين المثيرة للجدل، والتي تلقى معارضة من جميع الجهات المعتبرة في البلاد، ومع ذلك تصر عليها الحكومة.

عراقي يقلب المعادلة

لم يكن طالب اللجوء العراقي والبالغ من العمر 54 سنة واسمه (ك. ن) يعلم أن وصوله للمملكة المتحدة، خلال الشهر الماضي، لن يكون نهاية رحلة شاقة طويلة، بل بداية رحلة جديدة نحو رواندا.

وبمجرد وصوله أخبر بأنه سيكون من بين المرحلين إلى رواندا، بدعوى أنه وصل البلاد بطريقة غير قانونية وبالتالي لا يحق له طلب اللجوء، إلا أن طبيب مركز الاحتجاز الذي كان يوجد فيه أصدر تقريرا يقول فيه إن هذا العراقي ربما كان ضحية للتعذيب.

وتقدم هذا العراقي عن طريق محامين بطلب إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية للبث في قضيته، وبالفعل فقد قدرت المحكمة أن طالبي اللجوء الذين سيتم نقلهم من بريطانيا لرواندا لن يتمكنوا من الحصول على إجراءات عادلة للتعامل مع ملفاتهم.

ومباشرة بعد صدور القرار قام بقية طالبي اللجوء عن طريق محاميهم بالعودة للمحاكم البريطانية وفي يدهم وثيقة حكم المحكمة الأوروبية التي ستغير الكثير في تعامل المحاكم البريطانية مع خطة الترحيل تلك، وحسب الحكم أيضا سيكون على الحكومة الانتظار 3 أسابيع لمنح المحاكم البريطانية النظر من جديد في ملفات طالبي اللجوء المهددين بالترحيل.

The Prince of Wales gives a speech as he attends the British Asian Trust dinner in central London Tuesday Feb. 3, 2015. Prince Charles was joined by more than 300 guests including celebrities and international soccer stars at the dinner to support the British Asian Trust's work in empowering disadvantaged people in South Asia, and helping to transform their lives. (AP Photo / Leon Neal, Pool)
الأمير تشارلز عبّر عن إحباطه من خطة الترحيل حسب صحيفة “تايمز” (أسوشيتد برس)

ولي العهد محبط

وقد جرت العادة في المملكة المتحدة أن أفراد الأسرة الملكية لا يدلون بأي آراء سياسية، فما بالك بولي العهد والملك القادم للبلد، والحديث عن الأمير تشارلز الذي وحسب صحيفة “تايمز” عبر عن إحباطه من هذه الخطة خلال لقاء مع عدد من ممثلي الدول.

اقرأ ايضاً
توقعات بارتفاع أسعار النفط إلى 80 دولار للبرميل.. فما تأثيره على دول الخليج؟

ورغم أن موقف تشارلز يعتبر خرقا لعرف دام لقرون، فإنه يعبر عن حجم الرفض لهذه الخطة، وحسب الصحيفة البريطانية فإن ولي العهد وصف خطة الحكومة بأنها مروعة، وبأن اختيار رواندا بلدا من أجل ترحيل طالبي اللجوء غير موفق.

ولم يعقب القصر الملكي على هذه التسريبات ولم ينفها، مما يعني أن هناك توجها لإسماع الصوت للحكومة بأن هناك معارضة للخطة حتى داخل الأسرة الحاكمة.

ويعرف الأمير تشارلز أن هذه القضية ستلاحقه في قمة دول “الكومنولث” التي ستنعقد، وللمفارقة، في كيغالي عاصمة رواندا الأسبوع المقبل.

وليس الأمير وحده من عبر “سرا” عن رفضه لهذه الخطة، بل إن رئيس أساقفة كانتربري الذي يعتبر زعيم الكنيسة في إنجلترا أعلن صراحة معارضته لهذه الخطة، ووصفها بالمخطط غير الأخلاقي والذي سيلحق العار ببريطانيا.

وعلى نفس النهج سار عمدة مدينة لندن صادق خان الذي احتفى بقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ووصفه بأنه إنقاذ لحياة طالبي اللجوء.

British Prime Minister Boris Johnson
جونسون يستند في موقفه المؤيد للخطة إلى أغلبية مطلقة في البرلمان (الأناضول)

جونسون يهدد

بإصرار شديد وعجيب يواصل رئيس الوزراء الدفاع عن هذه الخطة، رغم المعارضة الشديدة لها حتى في صفوف حزبه.

ومباشرة بعد قرار محكمة حقوق الأوروبية، هدد جونسون بالانسحاب من هذه المحكمة التي تضم 47 دولة أوروبية.

ويستند جونسون في موقفه المؤيد للخطة على أغلبية مطلقة بالبرلمان، تمرر له ما شاء من قوانين، ولهذا لوح بأنه قد يلجأ إلى “تعديل بعض القوانين” من أجل إطلاق يد الحكومة أكثر للتعامل مع هذه الملفات.

غير أن هناك عاملا آخر مهما وهو كلفة هذه الخطة المثيرة للجدل، والتي تقول مصادر إعلامية إنها كلفت 120 مليون جنيه إسترليني، كما أن تكاليف الرحلات الجوية تكلف أكثر من نصف مليون إسترليني أسبوعيا وهي تكاليف باهظة جدا.

ويخشى جونسون من أنه في حال فشل الخطة أو إفشالها قضائيا أو سياسيا، ستضيع ربما الكثير من الأموال التي قدمها للحكومة الرواندية.

أما العامل الأخير فهو سياسي وانتخابي بامتياز، فحزب المحافظين يعيش تراجعا كبيرا في شعبيته بسبب الوضع المعيشي، ولهذا لجأ لورقة اللاجئين “الرابحة” عند كتلة معينة من الناخبين لا ترغب في استقبال اللاجئين، وهؤلاء يريد جونسون استمالهم في أي استحقاقات انتخابية مقبلة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى